بعيدا عن السياسة والتصاقا بهموم الناس ومشاكلهم التي أنتجتها السياسة انتصارا لمصالح شخصية هرست في مشوارها البشع شعب بكل أحلامه وطموحاته وبساطته ورغبته في حياة كريمة”.
بعيدا عن السياسة والتصاقا بهموم الناس ومشاكلهم التي أنتجتها السياسة انتصارا لمصالح شخصية هرست في مشوارها البشع شعب بكل أحلامه وطموحاته وبساطته ورغبته في حياة كريمة”.
حلمنا بمستقبل أفضل يحمل لنا من الكرامة الإنسانية والحرية التي قاتلنا لأجلها حتى نبتت أزهارنا حمراء من إرتوائها بدمائنا، مايجعلنا شعب له قيمة وكيان.
لكنا لم نجن سوى مزيد من الدماء، مزيد من الألم ،مزيد من الضياع، ابتلينا بساسة لديهم من الحقد علينا ما يجعلهم قادرين أن يصنعوا من جثث صغارنا مشاعل يضيئون بها طريقهم الموحش، قبل قرون من الزمن حكم أحمد بن طولون مصر فكان حاكما ظالما، فشكى الناس ظلمه للسيدة نفيسة التي كانت صاحبة كلمة مسموعة ورأي سديد فوعدتهم أن تتحدث اليه، حتى مر يوم من الأيام موكبه جوار موكبها في سوق المدينة فقالت له ( لما؟) فرد عليها (كما..!!)، وسار كلا في طريقه، أجتمع الناس عليها وسألوها لما لم تخبره بشكواهم فقالت أخبرته..!!
تعجب الناس منها، فقالت سألته: لما أي كل هذا الظلم للناس؟
فرد علي: كما أي كما تكونوا يولى عليكم..
كل ما أريد قوله أن عفاش وعبد الملك الحوثي وكل فاسد وظالم في هذا الوطن الذي يشيع كل يوم جزء من روحه، كل هؤلاء الفاسدين لم يخلقوا مشبعين بالفساد والظلم، نحن من صنعناهم ونحن من نتقاتل الآن لأجلهم، لأجل عيشهم وأسرهم يتمتعون بالحياة وينتظرون اللحظة التي سيعتلون فيها كرسي الحكم ليحكمونا، ويتقاسمون وطن مثخن بالفقد، ويوزعون الألقاب.. هذا شهيد، وهذا عميل وخائن ومرتزق، نحن من صنعنا غيهم، نحن من يموت لا هم، أطفالنا من يفترشون الأرض ويلتحفون السماء لأن لا سقف ولاسرر وثيرة تحتضن أجسادهم وأحلامهم، نحن من قلنا هذا سيد، وهذا زعيم وهذا قائد وهذا مجدد ونصير، نحن من يقتل أطفالنا لا هم، نحن السكين التي يقطعون بها أحلامنا وأعناقنا، نحن من قبلنا أن نكون أداة القتل المسلطة على جسد هذا الوطن الذي لا نملك سواه، نحن من نقتتل وهم سيتحاورون وسيتجارون بنا وبأحلامنا وبأوجاعنا.
دعونا نكون نحن لا هم، دعونا ولو لمرة واحدة أن نعبد ألهنا لا ألهتهم.
نستطيع أن نمد أيدينا الآن لهؤلاء المثقلين بهموم لقمة عيش وقطعة قماش تستر أجسادهم وأجساد أطفالهم، لأن رزقهم وسترتهم سرقها السيد والزعيم والقائد والملهم، لنتوجه إلى قيمنا الإنسانية إلى البناء؛ فالسلاح لن يشبع جائعا ولن يمنح الدفء لجسد يجلده البرد بسياطه، السلاح لن ينتج سوى مزيدا من الدماء والدموع، سنفقد المزيد من أحبتنا الذين لا تحلوا الحياة إلا بهم”.