الأخبار الرئيسيةتقاريرغير مصنف

الحرب ترتكب مجازر جماعية في عمال اليمن.. 3 ملايين عاطل

لم يكن يتوقع” محمد الحريبي” أن تقذف به الحرب من مهنة إلى أخرى، ومن مدينة عاش فيها طفولته، إلى مدينة جديدة يبحث فيها عن الأمان والرزق. يمن مونيتور/ وحدة التحقيقات
لم يكن يتوقع” محمد الحريبي” أن تقذف به الحرب من مهنة إلى أخرى، ومن مدينة عاش فيها طفولته، إلى مدينة جديدة يبحث فيها عن الأمان والرزق.
كان محمد يمتلك حانوتا صغيرا لبيع الفحم ترعرع فيه منذ الصغر، ومع اشتعال المعارك في مدينة” تعز”، وسط اليمن،انتقل الشاب العشريني إلى بيع الثلج، لكن المهنة الطارئة، لم تنجح في إطفاء هشيم الحرب التي امتدت إلى حانوته الصغير في حي “الجحملية”، والتهمته بالكامل.
وجد “محمد”، ومثله الآلاف، نفسه في رصيف البطالة، ولم يكن أمامه سوى البحث عن مهنة جديدة في مدينة أخرى، حتى ولو كانت في أقاصي شرق العاصمة صنعاء، مدينة مأرب، التي لجأ اليها المئات من الباحثين عن لقمة العيش.
يقول محمد لـ” يمن مونيتور” : “فقدت محلا كاملا وكل مافيه، وأصبحت مجرد عامل في كافتيريا بمدينة مأرب، فقدت نظام حياة اعتدته ومدينة أحببتها،في هذه الحرب جربت كل شيء، النزوح، الهروب، الجوع، اليأس و الانتحار”.
ويضيف” في مأرب أصادف يوميا الكثير من الحالات المشابهة لي، فزميلي في الكافتيريا، عمار، كان يعمل في فندق أنيق بمدينة عدن، ونظام عمل مريح، لكن منذ عام، أغلقت الفنادق أبوابها، و اضطر للعودة إلى قريته، وبعدها وجد نفسه في كافتيريا بمأرب”.
ومنذ اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء وشن حرب على المدن اليمنية قبل أكثر من عام، وجد ملايين العمال أنفسهم في مرمى الجوع، بعد إغلاق الشركات الخاصة و المنظمات الدولية والسفارات و هجرة رأس المال المحلي إلى خارج البلاد.
وعلى هامش مسيرة عمالية إلى مقر الأمم المتحدة بصنعاء تطالب بوقف الحرب، قال رئيس الإتحاد العام لنقابات عمال اليمن علي بالخدر :” الاحصائيات صادمة “.
وذكر بالخدر في تصريح خاص لـ” يمن مونيتور” :”  أكثر من ثلاثة ملايين من شريحة العمال فقدو أعمالهم في جميع قطاعات العمل، القطاع العام كان يستوعب عمالة غير عادية من حيث عدد العمال “.
وأضاف” هناك شركات أجنبية أخذت امتيازات كبيرة بدون أي مقابل يذكر في فترة السلم وتركت عامليها ولم تأبه بمصيرهم”.
ويرى الصحفي الاقتصادي، محمد راجح، أن العام الحالي هو الاسوأ على الإطلاق بالنسبة للعمال اليمنيين، بعد تسريح 70% من الشركات لموظفيها و اغلاق 67 مصنعا بسبب الحرب.
وقال راجح، لـ” يمن مونيتور”:”الحياة متوقفة ، قطاعات الأعمال الصغيرة والمتوسطة، هروب رأس المال الوطني إلى الخارج، أعتقد أن الفئة العاملة هي الأكثر تضررا من الحرب “.
وأضاف” القطاع العام الذي كان يوظف الشريحة الأكبر من العمال، في الدوائر الحكومية، لا يوفر الأن أدنى مستويات الحياة لمنتسبيه في ظل الارتفاع الشديد للأسعار”.
و وفقا لاحصائيات اقتصادية، فإن نحو 65% من العمال يعيشون على أقل من دولارين في اليوم الواحد( ما يعادل 500 ريال يمني ).
وتسببت الحرب في هروب المؤسسات الدولية والشركات النفطية والبعثات الدبلوماسية التي كانت توظف شريحة كبيرة برواتب مرتفعة، في خلق عاطلين جدد، أو فقراء يكافحون لايجاد أبسط متطلبات الحياة، ومنهم “جمال”، الذي كان يعمل لدى الصندوق الاجتماعي للتنمية بتعز، براتب شهري يصل إلى (1200) دولار.
يقول جمال لـ” يمن مونيتور”: توقفت أنشطة الصندوق وتم تسريح الغالبية، قضيت الكثير من الوقت عاطلا إلى أن وجدت عملا بسيطا  في إحدى المؤسسات المجتمعية، مقابل راتب يصل إلى 300 دولار، ورغم بساطته إلا أن المبلغ يساعد في توفير الحاجيات الضرورية للعيش”.
ولم تسلم المشاريع الصغيرة من نار الحرب، وخصوصا في المناطق الملتهبة مثل” تعز”، وسط البلاد، حيث أسفرت المعارك عن احتراق عشرات المستودعات وخلق عاطلين آخرين.
وقال” عمار حميد”، والذي كان يمتلك حانوتا صغيرا لبيع المواد الغذائية في أحد أحياء مدينة تعز تعرضت للقصف من قبل المسلحين الحوثيين، أنه فقد المصدر الوحيد الذي كان يؤمّن حياة أطفاله منها، وعاد إلى مسقط رأسه في الريف لمساعدة والده في حراثة الأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى