أسواق البصل لم تفلت من قبضة الغلاء في اليمن
يمن مونيتور/قسم الأخبار
ولم تعرف الأسواق المحلية في معظم المدن اليمنية منذ مدة طويله هذا الارتفاع في أسعار البصل، التي تتراوح بين 500 و700 ريال للكيلوغرام الواحد للصنفين، مع فارق طفيف لا يزيد على 100 ريال لصالح الصنف الأحمر، في حين تصل أسعاره في عدن ومدن أخرى في جنوب وجنوب غرب اليمن إلى أكثر من 1000 ريال.
ويعد البصل ثاني أكبر محصول زراعي تنتجه أرض اليمن، بكمية تقدر بنحو 232 ألف طن سنوياً بعد البطاطس، 282 ألف طن سنوياً، وذلك من مساحة زراعية تبلغ 15.5 ألف هكتار.
ويبدي مواطنون استغرابهم من التغييرات السعرية في محصول البصل، الذي لم يكن يشكل لهم أي مشكلة في توفيره بحسب حديث المواطن الخمسيني غالب حسن، من سكان العاصمة اليمنية صنعاء، لـ”العربي الجديد”، والذي يقول إن البصل من المنتجات التي لا يخلو منها أي منزل في اليمن بغض النظر عن المستوى المعيشي للأسرة.
يتفق معه تاجر خضراوات ومنتجات زراعية في سوق مذبح المركزي شمال غرب صنعاء، منصور زيد، إذ يقول لـ”العربي الجديد” إن البصل ظل على الدوام محافظاً على سعره المنخفض بنحو 200 إلى 250 ريال للكيلوغرام الواحد المناسب لجميع الأسر اليمنية مهما كان مستوى دخلها، في حين كان يصل في حال كانت هناك أزمة في الأسواق، كما يحصل عادة في رمضان، إلى حوالي 300 ريال.
وتعيش الأسواق اليمنية منذ أيام في حالة ترقب قصوى في ما يشبه الهدوء الذي يسبق العاصفة، كما تلاحظ “العربي الجديد” التي استطلعت وضع الأسواق في عدة مدن يمنية.
فقد رُصد انخفاض نسبي في معروض البصل يشمل مختلف أصنافه الثلاثة، الأبيض والأحمر والأخضر المورق، حيث يرجع مزارعون وتجار ومسؤولون في جمعيات زراعية ذلك إلى عدة أسباب، منها ما يتعلق بالإنتاج الذي لم يطرأ عليه أي ارتفاع خلال السنوات الثلاث الماضية، مقابل ارتفاع الاستهلاك والطلب على البصل وتصديره إلى الخارج.
وتعاني معظم الأسر اليمنية من فجوات في نظمها الغذائية، وتكاد لا تستهلك أي أطعمة من اللحوم والخضراوات والبقوليات والفاكهة ومنتجات الألبان.
ويرجع الباحث الاقتصادي صادق علي، في تصريح لـ”العربي الجديد”، السبب الرئيسي لبقاء أسعار البصل في حالة ارتفاع متواصل في معظم المناطق اليمنية إلى تفشي فيروس كورونا، خصوصاً في موجته الثانية طوال 2021، ومطلع العام 2022، إذ كان هناك إقبال كبير عليه من قبل المستهلكين اليمنيين الذين اتخذوه وسيلة مكافحة لهذا الفيروس.
ويسيطر الصنف الأحمر من البصل على أسواق حضرموت المنتجة الرئيسية له، إلى جانب عدن وشبوة وأبين، وبنسب متفاوتة، إلى جانب الأبيض في صنعاء وتعز والحديدة وإب.
تعاني معظم الأسر اليمنية من فجوات في نظمها الغذائية، وتكاد لا تستهلك أي أطعمة من اللحوم والخضراوات والبقوليات والفاكهة ومنتجات الألبان
ويوضح المسؤول في إحدى الجمعيات الزراعية بوادي حضرموت، عبد الواسع باحميد، لـ”العربي الجديد”، أن الطلب زاد على البصل اليمني الأحمر بشكل خاص من قبل دول الجوار وأخرى في شرق آسيا، وهناك قنوات تصدير تتوسع بشكل مطّرد منذ العام الماضي، مقابل ضعف القدرات والإمكانيات التي تساعدهم على زيادة الإنتاج بالرغم من المحاولات الحثيثة التي تقوم بها الجمعيات الزراعية، لكنها تظل بحاجة للدعم والمساعدة الحكومية.
الباحث الزراعي رياض دبوان يرى كذلك، في حديث لـ”العربي الجديد”، أن مشكلة التصدير مع عدم وجود أي تغيير في الإنتاج، إلى جانب الأزمات التي يواجها القطاع الزراعي في اليمن، ساهمت بدرجة رئيسية في ارتفاع أسعار البصل وغيره من المحاصيل والمنتجات الزراعية، ووصولها إلى مستويات قياسية من فترة لأخرى.