أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتفاعل

ما حقيقة انقلاب “صهريج عسل” وما تأثير ذلك على تجار العسل اليمني؟

يمن مونيتور/ رصد خاص

أثار انقلاب صهريج خاص بنقل المحروقات في أحد مداخل مدينة إب (وسط اليمن)، يحمل سائل ثقيل حلو المذاق يرجح أنه ” دبس قصب السكر” مجهول المنشأ، موجة من الجدل الواسع على مواقع التواصل، ففي الوقت الذي حمل البعض الجهات المعنية مسؤولية غياب الرقابة، ذهب آخرون إلى توجيه الاتهامات لتجار العسل اليمني، في ممارسة عمليات الغش والتزوير لهذا المنتج، ما قد يلحق بأضرار كبيرة على تجارة العسل في اليمن.

الصهريج الخاص بنقل الوقود، كان يحمل من مادة الدبس الصناعي، ما يقدر بنحو 100 ألف لتر، وقد تسبب الحادث في أحد شوارع مداخل محافظة إب، بحوادث انزلاق لكل مركبة أو دراجة أو مشاه حاولت المرور  من هذا الشارع.

وفي أول تعليق رسمي، نفى دير عام المواصفات والمقاييس في محافظة إب إبراهيم الأشول ما تم تداوله حول المادة المحملة داخل الصهريج المنقلب في المحافظة، مشيراً إلى أن الصهريج كان محملاً بـ”دبس قصب السكر” يدخل استخدامه، في الإضافات العلفية ومخصبات التربة ومراعي النحل واستخدامات صناعية متعددة وغير مخصص للاستخدام البشري”.

جدل واسع

وأثارت الحادثة الكثير من الانتقادات والجدل والتساؤلات حول نقل مثل هذه المواد التي تدخل في صناعة الحلويات والطب وغيرها من المواد الغذائية، في شاحنة مخصصة للوقود.

وقال إبراهيم مجور، “مصادر صيدلانية تؤكد أن صهريج العسل الّذي تعرض للانقلاب في منطقة قحزة وسط مدينة إب، هو عسل طبيعي -ذو جودة منخفضة- ينتج ويستورد غالبًا من باكستان وإندونيسيا، ويستخدم في صناعة أدوية الكحة ومذيبات البلغم بالعسل الطبيعي من قبل مصانع الشركات الدوائية في صنعاء، والهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية لدى الحوثيين على علم بذَلك”.

وتساءل منير المخلافي قائلاً: “من الذي صرح للتاجر باستخدام قاطرة مخصصة للبترول بنقل هذه الكمية الكبيرة وبهذه الطريقة التي لم نشاهد لها مثيل بالعالم”.

وقال آخر :”تجار العسل لجأوا لحيلة استيراد عسل مزور وخلطة بالعسل اليمني لبيعه للمستهلك داخل اليمن وخارجه على أنه عسل يماني أصلي”.

 

تجار العسل أول المتضررين

وفي زحام الجدل حول الحادثة، نال النصيب الأكبر من التهم تجار ونحالين العسل اليمني، ما دفع وفيق صالح المعمري أمين عام الجمعية اليمنية للنحالين وتجار العسل، إلى الحديث، حول تفاصيل المادة المسكرة.

وقال المعمري، إن “القاطرة محملة مادة المولاس وهي مادة سكرية مكررة من مصنع الصليف إلى تعز لنفس الشركة التابعة للصليف وتستخدم لمادة الصابون أو الشامبو وما شابه”.

وأضاف “لا ندافع عن الغش والغشاشين ولكن لا تستعجلوا مثل هذه الأمور التي تسيء لليمن واليمنيين”.

وتابع: “لا لتشوية المنتج اليمني وسندافع عن المنتج بالقانون بكل وسيلة”.

بدوره، قال حلمي المرهبي، أحد كبار تجار العسل في اليمن، “لن نترك الموضوع المهم سواء كانت عسل أو كانت دبس لابد فتح تحقيق وفضح التاجر كيف قاطره مخصصة للمواد البترولية ويتم تعبيتها عسل أو دبس”.

وطالب المرهبي، من “وزارات الصناعة والتجارة وزارة الصحة ووزارة الزراعة (تخضع لسيطرة الحوثيين) بفتح تحقيق وفضح وضبط هذا التاجر كان من يكون”.

من جانبه، قال جلال عقلان “بمناسبة أن القاطرة طلعت مادة حق صابون.. واثق الخطى يمشي ملكا و لا سامح الله من شوه العسل اليمني من أجل كسب ترند أو تحريك صفحته”.

وأضف “ولله ان به منتج معانا لو عرف اليمنيين قيمته الحقيقية لما تطاولوا عليه في صفحاتهم”.

وعلى الرغم من القيود والتحديات التي فرضتها  الحرب المتصاعدة منذ مارس/ آذار 2015 في اليمن، والتي قللت من إنتاج وتصدير  العسل اليمني، فهو يجد طريقه إلى عدد من الدول العربية على رأسها دول  الخليج العربي، مع العلم أنّ عسل اليمن هو  من الأشهر على الإطلاق، لا على مستوى المنطقة فقط، بل على مستوى مناطق  أبعد.

ولطالما عُرف اليمن بالعسل ذي الجودة العالية. ومن بين أبرز المنتجات عسل “السدر الملكي” الذي ينتج من نبتة السدر التي تنمو في الأراضي البرية والصحراوية.

ويُنتج العسل في مختلف مناطق اليمن، إلا أن أجوده هو عسل السدر الذي يُعرف في وادي دوعن بمحافظة حضرموت شرقي اليمن، والذي تتغذى نحله على أشجار السدر فقط.

يأتي تميز العسل اليمني من تميّز التضاريس التي يرعى فيها النحل، كالجبال الشاهقة والوديان الممتدة والهضاب الواسعة والسواحل الطويلة التي يزخر بها البلد، ما أعطاه مناخاً فريداً ساعد في جودة عطائه النباتي على مدار السنة، وهذا الأمر الذي أدى إلى تنوّع كبير في الأزهار والثمار، وبالتالي اختلاف أنواع العسل.

وكما يتميز العسل اليمني أيضا عن سواه، بأن النحلة هي التي تبني خلايا العسل بنفسها من دون تدخل الإنسان في صنعها، إذ يحافظ على خواصه الطبيعية من حبوب اللقاح وغذاء الملكات وغذاء النحل، ما يجعله ذا قيمة علاجية فائقة، فضلاً عن قيمته الغذائية العالية، إلى جانب مذاقه اللذيذ ونكهته الطيبة ذات اللون الداكن والجميل.

وتقول الأمم المتحدة إنّ هناك “حوالى 100 ألف أسرة يمنية تعمل في تربية النحل وتعتمد عليها بوصفها المصدر الوحيد للدخل”.

وفي العادة، يتنقّل مربو النحل بحسب مواسم الإنتاج من منطقة إلى اخرى في اليمن، بحثا عن النباتات المزهرة، ولكن الحرب غيرت ذلك.

وبالإضافة إلى المخاطر المتعلقة بالحرب، فإن الجفاف وانخفاض معدلات المتساقطات يشكل تهديدا إضافيا لصناعة العسل في اليمن، حيث أدى انخفاض معدل سقوط الأمطار إلى التأثير على الغطاء النباتي وقلت تغذية النحل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى