أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

في اليوم العالمي للأحياء البرية.. كارثة الاحتطاب في اليمن تستنزف الغطاء النباتي! 

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من إفتخار عبده 

صادف- الثالث من مارس/آذار- اليوم العالمي للأحياء البرية، فيما تشهد اليمن كارثة احتطاب كبيرة، يقوم بها السكان؛ نتيجةً لاستمرار أزمة الوقود وتفاقمها منذ بداية الحرب. 

وتتزايد حاجة السكان إلى الوقود في ظل أزمة كبيرة في الطاقة، تلك التي تسببت بها الحرب الدائرة في اليمن منذ ثماني سنوات، الأمر الذي جعل الكثير من الأسر اليمنية تلجأ للطريقة التقليدية في استخدام الحطب بديلًا عن ذلك. 

وتعرضت الكثير من الأشجار الموجودة على واجهات البيوت أو في شوارع المدن والكثير من الأشجار في الأرياف- جبالها ووديانها- إلى الإبادة وهذا ما أثر سلبًا على الكثير من الأحياء كالنحل وبعض الحيوانات.  

 ويقول د/ حسين الهيثمي (مدير مكتب الزراعة – أبين): “الاحتطاب الجائر انتشر في اليمن بشكل كبير وخصوصًا في السنوات الأخيرة ويعتبر هذا كارثة كبيرة تحل على البيئة الخضراء وعلى أحياء برية أخرى تعتمد على هذه الأشجار في حياتها”. 

وأضاف الهبثمي لـ” يمن مونيتور”: الاحتطاب الجائر يعتبر من أخطر العمليات المؤدية إلى تدهور القطاع النباتي في اليمن بشكل عام، الأمر الذي يترك آثارًا سلبية مضرةً بالبيئة والقطاع النباتي، ما يوصل البيئة إلى مرحلة التصحر في اليمن بشكل عام سواء في المناطق المحررة أو غير المحررة”. 

وأردف” تفشت هذه الظاهرة نتيجةً لأسباب كثيرة منها عدم توفر الغاز المنزلي وغلائه، وكذلك انقطاع المرتبات وعدم توفر الأعمال ما جعل المواطنين يعيشون في عوز تام، فلجأ الكثير منهم إلى الاحتطاب ليعول أسرته، فالكثير اليوم يقتاتون من وراء بيعهم الأشجار واحتطابها”. 

وأشار إلى أن” علمية الاحتطاب زادت خطورتها مع توفر التقنيات الحديثة من مناشير وسيارات نقل وغيرها؛ الأمر الذي أدى إلى اجتثاث الأشجار المعمرة في محافظة أبين -المحافظة المنتجة-، والمحافظات الأخرى في اليمن”. 

وتابع” اليوم يتم تقطيع الأشجار والاتجار بها ونقلها من محافظة لأخرى؛ بل وصل الأمر إلى نقلها للخارج، والمقلقُ حقًا هو أن الأشجار التي يتم احتطابها يصعب إعادة زراعتها بسبب عدم توفر الأمطار بشكل مستمر، وكذلك التدهور المناخي، فتصبح الأرض المنزوعة منها الأشجار متصحرة”. 

وبين أن” كارثة الاحتطاب تسبب عدم التوازن البيئي سواء في القطاع النباتي أو غيره نتيجةً لنقص الأكسجين وعدم امتصاص ثاني أكسيد الكربون، والجفاف النباتي، وقلة الرعي، وعدم تثبيت الكثبان الرملية، والقضاء على غذاء النحل، خاصة عند احتطاب أشجار السدر؛ فالسدر مصدر رئيسي للنحل لكنه يتم احتطابه بشكل متواصل لأن سيقان هذه الأشجار قوية تعطي ثمنًا غاليا”. 

ووضح أن ” الأشجار التي يتم احتطابها في محافظة أبين هي الموسكيت أو السيسبان والسمر البلدي والمريمرة والسدر وغيرها من الأشجار الكثيرة والمعمرة في البيئة اليمنية”. 

وأكد  الهبثمي على” ضرورة توعية الناس بأهمية المحافظة على البيئة الخضراء وخاصة أشجار السدر والسمر وأشجار اللبان والأشجار الطبية والعطرية وذلك بوضع قوانين تحد من ظاهرة الاحتطاب”. 

وواصل” من الضروري وضع ضوابط لهذه الكارثة ومحاسبة المخالفين للقوانين ومحاكمتهم، وتوقيف آلاف الأطنان من الأخشاب التي تباع للأفران والبيوت؛ فاستمرار الاحتطاب سيقضي على آلاف الهكتارات من المساحات الخضراء في أبين وغيرها من المحافظات اليمنية”. 

ودعا الهبثمي المعنيين بالدفاع عن البقعة الزراعية كوزارة الزراعة والري وحماية البيئة  والحجهات القضائية والقانونية في الحكومة للحفاظ على البيئة بضبط المخالفين. 

وأشار إلى أنه” في صنعاء- على سبيل المثال- تقطع في العام الواحد حوالي 860 ألف شجرة كرقم تقريبي؛ ففي صنعا يوجد ما يقارب 722فرنًا، وفي عدن وضواحيها يوجد ما يقارب 8000 فرن وهذه الأفران تحرق ما يقارب من 17إلى 20 ألف طنٍ من الحطب سنويا لهذه الأفران فقط في صنعاء وعدن ناهيك عن الاستخدام المنزلي والتدفئة”.  

وذكر” نحن- في اليمن لدينا غابات تقدر بحوالي مليون ونصف هكتار ومساحة الرعي من الأشجار الحرجية تقدر بحوالي 22مليون هكتار وهذا كله سينتهي إذا لم يتم تلافي الأمر بشكل عاجل”. 

وشدد الهبثمي على ضرورة سن القوانين لوقف الاحتطاب الجائر وإيقاف المخلين وإيقاف كل من تسول له نفسه العبث بالغطاء النباتي الأخضر داخل اليمن بشكل عام، وداخل محافظة أبين بشكل خاص” نتمنى تكاتفًا مستمرًا وجهودًا مشتركة بين وزارة الزراعة والري والإخوة في إدارة وحماية البيئة 

داخل الجمهورية والجهات الحقوقية والقانونية، يجب التكاتف لإيقاف هذا العبث والحفاظ على البيئة”. 

في السياق ذاته تقول ارتفاع القباطي (نائب مدير عام صندوق النظافة لشؤون التحسين-تعز)” الاحتطاب الجائر أثر ويؤثر بشكل كبير على البيئة اليمنية، وآثاره متشعبة، فهناك آثار تظهر في وقت قصير كالقضاء على المنظر الجمالي ومنها ما يظهر بعد فترات زمنية طويلة المدى، كالتصحر والزحف الصحراوي واختلال التوازن البيئي”. 

وأضافت القباطي لـ” يمن مونيتور” بعض الأشجار غذاء أساسي لبعض الأحياء أو هي سبب في تكوين بيئة ملائمة لها وإن إتلافها يتسبب في انقراض تلك الأحياء على حساب كائنات أخرى”. 

وأردفت” الاحتطاب الجائر سبب رئيسي في انقراض الكثير من المواشي والنحل، ناهيك عن التلوث الجوي؛ جراء نقص نسبة الأكسجين وزيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون، فمن المعلوم أن الأشجار هي أساس دورة الأوكسجين في الطبيعة، والاحتطاب- بلا شك- سيكون انعكاسًا سلبيًا عليها سواء بالتلوث أو التشوه الجمالي”. 

وتابعت ارتفاع حديثها لـ”يمن مونيتور” للأسف الشديد هناك قلة في الوعي لدى الكثير من المواطنين عن أهمية المساحات الخضراء، إضافة إلى ذلك عدم وجود قوانين ورقابة تحد من هذه الكارثة (الاحتطاب الجائر) وبلا شك فإن نتائج ذلك ستكون سلبية”. 

وأشارت إلى أنه” لابد من نشر الوعي بين المواطنين بأهمية الحفاظ على المساحات الخضراء والتوسع فيها وعمل المحميات الطبيعية، فالمواطن لابد أن يرافقه وعي من قبل المعنيين في السلطات المحلية”. 

وبينتْ أن” تفعيل القوانين وتطبيق اللوائح الخاصة بهذا الجانب أمرٌ ضروري، وأن تستشعر الدولة مسؤوليتها في معالجة المسببات التي جعلت المواطن لا يأبه لأن يكسر القوانين البيئية مقابل الحصول على الحطب”.  

ووجهت القباطي رسالتها للمعنيين في السلطات المحلية بأن” يتم تفعيل القوانين وتطبيق اللوائح الخاصة بهذا الجانب وأن تستشعر الدولة مسؤوليتها في معالجة المسببات التي جعلت المواطن   يلجأ للاحتطاب دون النظر إلى بيئة أو قانون”. 

من جهته يقول رهيب هائل (صحفي):”ظاهرة الاحتطاب في اليمن من المشاكل التي يجب الوقوف ضدها كونها تمثل استنزافًا كبيرًا للمحميات الطبيعية والغطاء النباتي بشكل عام”. 

وأضاف هائل لـ”يمن مونيتور” لجأ الكثير من اليمنيين إلى الاحتطاب، إثر انعدام المشتقات النفطية مثل الغاز الطبيعي المستخدم في طهي الطعام، وهذا ما سيسبب في انتشار التلوث البيئي على الحد الأدنى”. 

وأردف ” الجميع يعلم أن للغطاء النباتي فوائد كثيرة   لعل أبرزها تلك المناظر الجميلة التي تحدثها الأشجار في الطرقات وعلى الأرصفة، بالإضافة إلى أنها تساهم في منح الأكسجين وتوفير بيئة نقية خالية من الميكروبات ودخان المصانع والسيارات “. 

وتابع” لكن الناس اليوم ما عادوا ينظرون لمسألة الجمال والنقاء بقدر ما ينظرون إلى كيفية الحصول على ما يطهون به طعامهم، ولعل الاحتطاب الطريقة الأسهل لهم في ذلك” 

وشدد” على وزارة البيئة أن تعمل على توعية المجتمع بأهمية الغطاء النباتي ودوره في حماية الإنسان وتكييف الأجواء، وأن تعمل على زراعة الأشجار في الأرصفة وفي الشوارع العامة، وإصدار قرارات بمنع الاحتطاب الجائر وغير الرشيد”. 

بدورها تقول المواطنة هاجر علي” نحن نلجأ للاحتطاب بعدما نعجز عن الحصول على الغاز المنزلي، اليوم ارتفعت الأسعار بشكل مخيف حتى أن الكثير منا لا يقدر أن يوفق في أمور بيته، ولا يستطيع توفير كل شيء”. 

وأضافت علي” نحن نعتمد على الحطب في الطهو؛ لأن حصولنا على الغاز أصبح شبه مستحيل، فهو إما أن يكون منعدمًا أو أن ظروفنا المادية لا تسمح بأن نشريه بسبب أن أمورًا أخرى أهميتها بالنسبة لنا أكبر من الغاز ما دمنا نحصل على الحطب بالمجان”. 

وتابعت” اليوم الكثير من الموطنين لا يلتفتون لأمر الجمال الطبيعي، أو نقاء الجو، فهذا الأمر لا يهمهم بقدر ما يهمهم استمرار حياتهم بشكلها الطبيعي، أي بحصولهم على ما يبقيهم على قيد الحياة”. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى