روسيا تكثف لقاءاتها بشأن اليمن.. هل دخلت موسكو في وساطة إنهاء الحرب؟
يمن مونيتور/ خاص:
خلال الأسبوع الجاري، أجرت روسيا الاتحادية اجتماعات عديدة متعلقة بالحرب في اليمن، حسب ما أفادت المصادر الرسمية المفتوحة؛ فيما يبدو أنه تدخل لموسكو في الوساطة لإنهاء الحرب في اليمن.
ويوم الخميس، التقى وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، على هامش قمة اتصال حركة عدم الانحياز المنعقدة في باكو، مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين، تطورات الأوضاع في اليمن وآفاق الحل السياسي ودور روسيا البناء والداعم لجهود إحلال السلام في اليمن. العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأكد “بن مبارك” و”فيرشينين” أهمية الدفع بالجهود السياسية وإنهاء الحرب بما يلبي تطلعات اليمنيين ويخدم الاستقرار في المنطقة.
وسبق هذا اللقاء، لقاءات روسية مع الحوثيين والسعوديين، والإماراتيين، وقبل كل ذلك مع مبعوث الأمم المتحدة.
اقرأ/ي أيضاً.. كيف ترى روسيا علاقة إيران بالحوثيين وما الطُرق الممكنة لتدخلها في اليمن؟ (تحليل خاص)
لقاء مع الحوثين
في مطلع الأسبوع، يوم السبت، قالت سفارة روسيا لدى اليمن، إن مبعوث الرئيس بوتين للشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية “ميخائيل بوغدانوف”، التقى المتحدث باسم جماعة الحوثي “محمد عبدالسلام”، وهو رئيس وفد الجماعة المفاوض.
وأضافت أن اللقاء جاء خلال “زيارة عمل إلى سلطنة عمان، وعقد في مقر السفارة الروسية في مسقط”.
وشدد بوغدانوف “على ضرورة تكثيف الجهود لكافة القوى السياسية اليمنية من أجل ضمان وقف إطلاق النار بشكل مستدام وطويل الأمد”.
وقالت السفارة إن وقف إطلاق النار “سيؤدي إلى تهيئة بيئة مواتية لإقامة عملية التفاوض البناءة والشاملة تحت رعاية الأمم المتحدة من أجل تسوية شاملة للأزمة في اليمن وتعزيز السلام والأمن في المنطقة ككل”.
لقاء مع السفير السعودي إلى اليمن
وعقب لقاءات بوغدانوف بمحمد عبدالسلام، أعلنت السفارة الروسية لدى اليمن يوم الاثنين الماضي، عن لقاء جمع نائب وزير الخارجية الروسي مع السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر الذي يقوم بزيارة عمل إلى موسكو.
و“جرى خلال اللقاء تبادل شامل للآراء حول الوضع العسكري والسياسي والإنساني في اليمن”-حسب ما أفادت الوزارة.
وأضاف البيان أنه “تمت الإشارة إلى الحاجة لاتخاذ المزيد من الخطوات من قبل المملكة العربية السعودية بهدف إقامة حوار سياسي يمني واسع حول القضايا المتعلقة بتسوية شاملة في اليمن”.
وقالت “آل جابر استعرض جهود السعودية لضمان وقف إطلاق نار بشكل مستدام وتنفيذ برامج التنمية الاقتصادية في اليمن”.
وعبر الجانب الروسي عن دعمه للإجراءات التي تتخذها قيادة المملكة لتحقيق الاستقرار في اليمن، والبحث عن حلول مقبولة لجميع الأطراف للأزمة التي استمرت منذ سنوات طويلة، حسب البيان.
ولم يتطرق البيان إلى تفاصيل ومدة زيارة السفير السعودي.
لقاء مع السفير الإماراتي
ويوم الأربعاء، عقدت مباحثات بين روسيا والإمارات، حول الجهود لإنهاء الحرب.
وقالت السفارة الروسية لدى اليمن، على “تويتر”، بأن القائم بأعمال سفير روسيا لدى اليمن يفغيني كودروف التقى سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى اليمن محمد الزعابي.
وأضافت أن الجانبين ناقشا “تطورات الأوضاع في البلد بالتركيز على الدور المهم للأمم المتحدة وخاصة مجلس الأمن الدولي وكذلك جهود الدول الإقليمية في دفع تسوية سلمية للصراع في اليمن”.
فيما اكتفت السفارة الإماراتية بالقول على “تويتر”، إن الجانبين “ناقشا المواضيع ذات الاهتمام المشترك بين البلدين الصديقين”.
جاء ذلك عقب لقاء جمع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، مع السفير الإماراتي محمد الزعابي، لبحث إحياء مسار الهدنة في اليمن.
دخول روسيا في الوساطة
في 16 فبراير/شباط الماضي، اجتمع مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ مع مسؤولين في الخارجية الروسية، ناقشا خلال الاجتماعات “النظر في قضايا التسوية الشاملة للنزاع العسكري السياسي في الجمهورية اليمنية. فتم والتأكيد على ضرورة تكثيف الجهود لضمان وقف إطلاق النار بشكل مستدام وبداية الحوار الوطني الشامل تحت رعاية الأمم المتحدة”.
ولفتت السفارة في ذلك الوقت إلى أن “غروندبرغ” اطلع على اتصالات الجانب الروسي مع “مختلف القوى السياسية اليمنية، والدول الإقليمية، في إطار تعزيز تطبيع الوضع في اليمن، بما في ذلك حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وإنسانية المتراكمة”.
وأوضح غروندبرغ في بيان، أنه ناقش في الزيارة “الدور الهام للمجتمع الدولي ومجلس الأمن في دعم الأطراف اليمنية للتوصل إلى تسوية مستدامة عن طريق التفاوض”، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وقبل زيارة غروندبرغ إلى موسكو عقد مباحثات في الرياض ومسقط وعدن، تناولت سبل تمديد الهدنة والتوصل إلى اتفاق سياسي ينهي الصراع في اليمن.
وتحاول الأمم المتحدة وجهات إقليمية ودولية تمديد الهدنة في اليمن التي استمرت ستة أشهر وانتهت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ورفض الحوثيون تمديد الهدنة حتى تلبية مطالبهم بينها دفع رواتب الموظفين بما في ذلك العسكريين التابعين للجماعة، وفتح غير مشروط لمطار صنعاء وميناء الحديدة.
في وقت تقود سلطنة عُمان، حيث يوجد مكتب تفاوض للحوثيين، وساطة بين السعودية والحوثيين منذ عدة أشهر، وتشير تقارير إلى تحقيقها تقدم كبير، يُبنى عليه اتفاق. وكانت مسقط طوال الحرب قناة خلفية لمشاورات غير مباشرة بين الحوثيين والمجتمع الدولي ومبعوثا بايدن والأمين العام للأمم المتحدة الخاصان لليمن.
وفي 2018، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، آنذاك السفير الحالي لدى اليمن، سيرغي فيرشينين، أن بلاده ترعى وساطة بين جميع الفرقاء في اليمن، لتقريب وجهات النظر، وتشجيعهم على الحوار، ولا يعرف كيف انتهت في ذلك الوقت.
ويرى المحللون الروس أن بإمكان بلادهم في وساطة في اليمن، بوقوفهم على مسافة واحدة من جميع الأطراف المحلية، ورؤيتهم المرتكزة على استقرار على المدى الطويل يقوف على وقف كامل للأعمال العدائية وحل تفاوضي يراعي مقاربات ومخاوف جميع الأطراف السياسية الرائدة في اليمن.