بعد جدل “المجلس الانتقالي”.. الرئيس اليمني يؤكد على عدالة “القضية الجنوبية” كقضية وطنية
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
قال مصدر مسؤول بمكتب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الثلاثاء، إن “الرئيس رشاد العليمي، تابع باهتمام بالغ، الجدل الدائر حول مقابلته الصحفية الأخيرة التي فسرت بعض مضامينها في سياق لا يعبر عن حقيقة موقف رئيس المجلس من القضية الجنوبية، ولا يتفق مع ما أكدته مرجعيات المرحلة الانتقالية بما فيها إعلان نقل السلطة”.
وأكد المصد في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن “الإيمان الصادق بعدالة القضية الجنوبية، تجسد في المضي باتخاذ الإجراءات الفعلية لجعل هذه القضية أساسا للحل، بدءا بتمكين أبناء الجنوب في هيئات ودوائر صنع القرار”.
وأشار المصدر، إلى أن “مجلس القيادة الرئاسي منذ وقت مبكر، تشكيل فريق تفاوضي بمشاركة المكونات السياسية، والمرأة، وفي المقدمة المجلس الانتقالي”.
وأضاف “حققت القضية الجنوبية، مكانة متقدمة في قلب القضية الوطنية الأوسع نطاقا، ومن الأولى حماية هذه المكاسب التي جاءت كمحصلة للتضحيات والعمل المستمر من جانب المكونات الجنوبية، وكافة القوى الوطنية، وتمسكها بمنع مصادرة الأحلام والتطلعات المشروعة لشعبنا في الجنوب، وحقه في تقرير مكانته السياسية، وتحقيق نمائه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي”.
وجدد المصدر، “التأكيد على حق التعبير، والاحتجاج المسؤول بشأن القضايا الوطنية، على الا تدفعنا التناولات العاطفية، إلى الإساءة لبعضنا، أو لحلفائنا وشركائنا في تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، والامارات الذين جادوا بدمائهم، واموالهم، دفاعا عن ارضنا، وشعبنا، وهويته الوطنية والعربية”.
وقال إن “السلام المشرف الذي ننشده، والتسريع بإنهاء كافة القضايا الوطنية العالقة، وعلى وجه الخصوص القضية الجنوبية، مرهون بتماسك تحالفنا الوطني العريض سواء على مسار المواجهة العسكرية، او على طاولة المفاوضات، وبما يضمن استعادة مؤسسات الدولة، وإنهاء الانقلاب (الحوثيين)”.
وأشار المصدر، إلى أن “الرئيس العليمي في كل مناسبة يشدد على وحدة الصف، واعلاء صوت المقاومة، وتعظيم، واسناد دور القوات المسلحة والأمن في دحر مشروع الاحتلال الفارسي، والتصدي لمحاولات المليشيات الحوثية الإرهابية العميلة له، في النيل من اصطفافنا الوطني”.
وكان تصريح للرئيس العليمي قال فيه إن القضية الجنوبية “عادلة”، لكن “الحديث عنها أو نقاش حلها في هذه اللحظة قد يكون غير مناسب”، قد أثار حفيظة المجلس الانتقالي المطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله.
وقال العليمي، في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط نشرت يوم الخميس الماضي، إن أحد أهداف تأسيس مجلس القيادة الرئاسي هي القضية الجنوبية التي اعتبرها هدفاً “رئيسياً ومهماً” لتأسيس مجلس القيادة، لكنه أضاف: نؤمن تماماً بأنها قضية عادلة. والحديث عنها في هذه اللحظة أو نقاش حلها في هذا الوقت قد يكون غير مناسب (..) عندما نستعيد الدولة، سنضع كل شيء على طاولة الحوار والنقاش ونضع المعالجات بالحوار وليس بالعنف، أو بالفرض.
ويضيف: معالجة القضية الجنوبية يجب أن تكون في إطار حلول النظام السياسي، مضمون الدولة، وشكل النظام السياسي المستقبلي.
وهاجم المجلس الانتقالي وقادته حديث رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وأصدر بياناً يهدد بإنهاء الشراكة في مجلس القيادة. وتبعه حملة تحريض كبيرة ضد “العليمي” تستهدف حتى حياته. ويقول البيان: تصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي لصحيفة الشرق الأوسط غير دقيقه، ولا تشير الى جدية الشراكة والتوافقات التي انبثقت عن مشاورات مجلس التعاون الخليجي.
ويشدد المسؤولون في المجلس الانتقالي الجنوبي، على ضرورة أن يُعلن العليمي عن الوفد التفاوضي! ويتهمونه بعرقلة صدوره. واستخدم المجلس بيان الرد على تصريحاته لدفعه نحو القبول بهذا الوفد: “يستغرب المجلس الانتقالي الجنوبي من عرقلة إصدار قرار تشكيل الوفد التفاوضي المشترك الذي تم التوافق عليه وهو المعني بالتفاوض حول شكل الدولة والنظام السياسي للفترة الانتقالية والضمانات المطلوبة”.
وفي مطلع فبراير/شباط الجاري جدد المجلس الانتقالي الجنوبي مطالبته خلال لقاء المبعوث الأممي هانس غروندبرغ في عدن: “ضرورة تمثيل الجنوب بوفد مستقل في مفاوضات العملية السياسية الشاملة”، كما طالب بأن بتمكين من وصفهم أبناء الجنوب “من إدارة شؤون محافظاتهم خلال المفاوضات حتى التوصل إلى اتفاق سلام شامل”.
لذلك يبدو أن المجلس الانتقالي يريد وفداً مستقلاً للمشاركة في التفاوض، وإن تعثر الوصول إلى هذا الوفد المستقل فإنه يريد فرض هيمنته على الوفد المشترك إما بتعديل أعضاءه أو بتحويله إلى أداة تنفذ شروطهم. وهو يعطي مكاسب أكبر للحوثيين.