غير مصنف

مبادرات نوعية في “إب” اليمنية تقدّم الطعام وتوفر المأوى للنازحين

منذ أكثر من عام، شكّلت مدينة إب، وسط اليمن، منطقة خضراء قصدها آلاف النازحين الفارين من جحيم الحرب في محافظات “تعز وعدن والضالع”، جنوبي البلاد.

يمن مونيتور/ إب/ من ياسر الجابري
منذ أكثر من عام، شكّلت مدينة إب، وسط اليمن، منطقة خضراء قصدها آلاف النازحين الفارين من جحيم الحرب في محافظات “تعز وعدن والضالع”، جنوبي البلاد.
ومع التدفق الكبير للنزوح جراء المعارك التي شنها الحوثيون وقوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، تفاقمت المعاناة الإنسانية للنازحين، وغاب دور المنظمات الدولية، فيما بدت السلطات المحلية التي يديرها الحوثيون، غير مبالية بمآسي النازحين، فكانت المبادرات الشبابية هي المنقذ، والبديل الناجح.
وخلال الأشهر الفائتة، برزت عدد من المبادرات الشبابية النوعية التي يشرف عليها متطوعون، جعلت أهدافها مساعدة النازحين وتقديم المساعدات الغائبة عنهم، من طعام وغذاء ومأوى.
وحققت تلك المبادرات نجاحاً لافتاً بإمكانيات ذاتية شحيحة، معيدة الروح للعمل الإنساني المتذبذب من قبل المنظمات الدولية، والابتسامة لأوجه شاحبة لا تملك شيئاً نفذت به من مدنها سوى أجسادها المرتعشة.
“يمن مونتيور” قام بجولة في مدينة إب، واستطلع آراء عدد الشباب المتطوعين في تلك المبادرات، للتعرف على أنشطتهم والعراقيل التي تعترضهم، وخرج بالحصيلة التالية، تفاصيل:
 
سفراء للخير
يقول “سياف الأسدي”، وهو أحد شباب مبادرة أطلق عليها “سفراء الخير”، إنهم بدأوا العمل منذ نحو عام ونصف، حيث قاموا بتنفيذ مشاريع مختلفة تجاوزت الأربعين مشروعا، بعضها لجهات ومنظمات محلية ودولية، كما تم تلقي الدعم من مغتربين يمنيين في الخارج وفاعلي خير داخل البلاد.
ومن أبرز المشاريع التي نفذتها “سفراء الخير” لدعم النازحين، هو مشروع التغذية الذي يشمل “مطبخ مركزي خيري” عبر مؤسسة الإمام البيحاني، وكذلك برنامج الغذاء العالمي والإغاثة الاسلامية لتوزيع السلال الغذائية للنازحين، وكذا تقديم البطانيات من منظمة اليونيسيف، و”حقيبة الكرامة” عبر اتحاد نساء اليمن.
وذكر “الأسدي” في حديث لـ”يمن مونيتور”، أن الفريق يعمل كذلك في المجال الصحي وفي مجال الإيجارات والإيواء، لافتاً إلى أن سفراء الخير، هو الفريق الوحيد في المحافظة الذي يتكفل بـ”268″ أسرة في توفير إيواء لهم سواء في الدكاكين أو الفنادق أو المباني السكنية.
ووفقاً لـ”انتخاب الشهاري”، وهي أمين عام مبادرة سفراء الخير، فإن فريقهم ينسق مع جمعيات محلية مثل (جمعية الإصلاح، الامام البيحاني، الصفح الجميل)، وأشارت إلى أن الفريق يضم طاقم طبي منه يعمل على زيارة النازحين وتفقد احتياجاتهم الصحية، خلافا للفريق الإغاثي الذي يقوم بعمل توزيع السلال الغذائية، وكذا الفريق التوعوي والتأهيلي والذي يساعد الأطفال والأسر النازحة على التأهيل النفسي.
 
مجلس تنسيقي للإغاثة
مطلع العام الجاري، تم انشاء مجلس تنسيقي للإغاثة في محافظة إب، من مهامه توحيد الجهود الإغاثية، للجمعيات والاتحادات والمؤسسات والمنظمات العاملة.
ويقول “محمد مثنى”، وهو المشرف العام في المجلس لـ”يمن مونيتور”، إن المجلس يعمل بآلية دقيقة، من خلال فتح أربعة مراكز تسجيل في أربع من مديريات المحافظة، حيث بلغ عدد النازحين المسجلين في النظام الالكتروني للمجلس حتى إبريل الجاري، نحو 11 ألف نازح في عموم مناطق إب”.
ووفقا لـ”مثنى”، فقد تم تعميم تلك الآلية إلى مختلف المؤسسات والمنظمات العاملة في مجال الإغاثة و يجري العمل على تنسيق الجهود الدولية بألية جديدة ونظام الكتروني موحد لجميع النازحين في محافظة إب.
وتشمل البيانات لجميع المؤسسات، اضافة الى المعلومات الجديدة الخاصة بالنازحين القادمة من مراكز التسجيل، على استمارة الكترونية معدة حسب المواصفات الدولية ثم لجان فحص ميدانية بإضافة استمارة خاصة للنازحين مضافه اليها الرعاية الطبية والمستوى التعليمي.
 
ساعد تسعد
ومن ضمن المبادرات التي برزت خلال الأشهر المنصرمة في محافظة إب، مؤسسة “ساعد الإنسانية”، والتي قامت بتنفيذ عدد من الحملات الإغاثية للنازحين، خصوصاً مع تواصل توافد النازحين إلى المحافظة.
وقال”حمزه شرف الدين”، وهو المدير التنفيذي للمؤسسة في تصريحات لـ” يمن مونيتور”، إنهم قاموا بتنفيذ الحملة الأولى للنازحين وهي حملة “ساعد تسعد” والتي كانت عبارة عن تجميع أكبر قدر من ثلاجات التبريد و وضعها في شوارع مدينة إب، أمام المحتاجين، محتوية على مواد اغاثية.
وأشار إلى أن تعبئة الثلاجات تم بالتنسيق مع كافة المخابز والمطاعم في مدينة اب، وكذا فاعلي الخير من أبناء الأحياء السكنية في المدينة.
يقول حمزة، “الحملة كانت ناجحة، ونحن الآن بصدد تدشين المرحلة الثانية من هذا المشروع، وستكون تحت شعار “كيلو واحد تسعد واحد”، وهي عبارة عن تجميع كيلو واحد من كل بيت من الوجبات الغذائية كالسكر والأرز وغيرها وتوزيعها للنازحين”، لافتا إلى أن “الحملة القادمة ستضم “المخبز الخيري” والذي يتضمن توزيع الخبز لكل المحتاجين والنازحين في مدينة إب”.
 
حملة “دثروني ”
وبنفس المجال الإنساني، كانت حملة “دثروني” تعمل على جمع المساعدات والتبرعات العينية والأغطية واللحافات للأسر النازحة والمحتاجين، حسب “علي حقيس”، أحد ناشطيها.
وقال حقيس لـ” يمن مونيتور”، كان دورنا حلقة وصل بين الميسورين من الناس وبين المعسرين منهم، الحملة الآن تم تطويرها حيث بدأنا بكفالة عشرات الأسر بمساعدتهم على توفير الإيجارات للإيواء ودفع المصروف الشهري”.
وأضاف، “عملنا على التواصل مع فاعلي الخير، حيث قمنا بربط كل فاعل خير مع أسرة ليقوم بكفالتها، وكان ذلك ناجحا”.
 
مبادرة (1000) ريال
وهي مبادرة شبابية إنسانية، دشنها الناشط عبد الرحمن البيضاني على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، تهدف إلى مساعدة النازحين الأشد احتياجاً والمتضررين من الحرب في مدينة إب، وسط البلاد.
وقال “البيضاني”، الذي بدأ بتدشين المبادرة على صفحته في فيسبوك، إنه يخطط من خلالها إلى جمع تبرعات من كل اصدقائه ومتابعيه البالغ عددهم 15 ألف، بحيث يقوم كل فرد منهم بالتبرع بمبلغ ألف ريال يمني (ما يعادل 4 دولارات امريكية).
وأضاف لـ”يمن مونيتور”، “15 ألف صديق ومتابع، لو أن كل شخص منهم قام بدعم المبادرة بألف ريال يمني فقط، فسنجمع مبلغ 15 مليون ريال، وهو مبلغ كفيل بسد احتياجات مئات الأسر النازحة لمدة سنة كاملة”، حد تعبيره.
وكشف البيضاني، أنه استطاع من خلال تلك المبادرة من ساعة اطلاقها مساعدة 12 أسرة نازحة بأكثر من 250 ألف ريال، حيث تم توزيع 9 معامل معدنية لصناعة الخبز (تنور)، وطباخات غاز، و2 فرش وبطانية واحدة، و10 سلال غذائية، تتكون كل سلة من عبوة دقيق وسكر وأرز، وعبوة زيت طبخ، بالإضافة إلى كرتون معجون طماطم (صلصة)، ملح، وعبوة شاي.
وأشار البيضاني، إلى أن “المبادرة جاءت في وقتها المناسب، خصوصاً بعد أن توقفت معظم المنظمات الدولية عن توزيع المواد الاغاثية للنازحين وتردي الوضع الإنساني الذي يعيشه النازحون في المحافظة”.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى