كتابات خاصة

عمك عيدروس ياليد (1-3)

معاذ المقطري

بالنسبة لي كـ”ليد” مشخبط أراك شجاعا في الحرب، إنما ليس لديك خطة، فإن أمرك تحالف الشرعية بالتقدم تقدمت، وإن أمرك بالانسحاب انسحبت وثمة “كيبلات” تمتد إلى “سيرفرات” مبهمة، تلخبط أوراقك بين عشية وضحاها تبكر مهزوم، وتسمر وأنت منتصر‼

عدن هي أمك، ثم أمك ياليد، وعمك عيدروس الزبيدي، واقف خلفك، بشلاله الهادر ومده المنتصر، فلا تقلق، ولا ترتبش!
اسمك مكتوب ياليد؟.. مكتوب بخط الكابتن هنس في سجلات مستعمرة عدن وعلى أطلال شركة الهند الشرقية.
وثمة “شخابط” لعبده مكرد وسلطان فارع، وعبده عثمان، شفتها بعيني على جدران التواهي والشيخ عثمان والسوق الطويل.
“هدولا” الأماكن بما عليها من شخابيط التعويذة “الليدية” هي التي قفزت بمسيرتك المهنية والحرفية الأولى كليد، ومن منصاتها انطلقت:
مخبازة الشيباني
ممراقة الدبعي
حلويات القباطي
استديوهات العبسي
كسارة الأديمي
ورشة النجاشي
بوابير المقطري
بطاريات الخامري
ووكالات العريقي والحمادي والأغبري، وفي دكة “زكو” أنت من أسس “رطب” رابطة طلبة بني شيبة، وأسست معها “رشوش” رابطة الشباب الوحدوي لشرعب وشرجب وشمير.
إنها أماكنك العدنية المحبوبة تخبرك وتقلك: فيسع ياليد كمّل شغلك اللي بيدك.
 فيسع حرر تعز!
حررها مليح مليح عشان ما أحد يقدر يفتح لقفه عليك ويعدل على شغلك.
موش مليحة في حقك يا سيد المعلمين.
عشان “تسكي” 100% اسمح لي أقلك بأن تحرير تعز بالنسبة لعدن يعني أكثر ما يعني فك ارتباطها بالحوافيش والحماريش في آن معا..
عشان بعدين لو رحت لأعمامك العيدروس والشلال والخبجي ولصقت عرضهم ما أحد يقدر يقلك: من أنت؟
هم أنفسم بيفرحوا بك ولا يمكن يفكولك تروح إلا بالعيد الكبير، هذا مع توصيلك بسياراتهم المتواضعة إلى التربة والراهدة..
 فأنت ابن أخوهم المطرود من الجنوب والمخفي قسرا في الشمال وهم المؤتمنين عليك إلى أن تبلغ أشدك وتحرر تعز.
هذه وصية الدم واللحم التي حافظ عليها الكابتن “هنس” القادم من وراء البحار، فما بال أعمامك الذين انحدرت من روحهم ودمهم..
بالنسبة لي كـ”ليد” مشخبط أراك شجاعا في الحرب، إنما ليس لديك خطة، فإن أمرك تحالف الشرعية بالتقدم تقدمت، وإن أمرك بالانسحاب انسحبت وثمة “كيبلات” تمتد إلى “سيرفرات” مبهمة، تلخبط أوراقك بين عشية وضحاها تبكر مهزوم، وتسمر وأنت منتصر‼
من زمان وأنت لا تحنب ولا ترتبش، واليوم أشوفك مشوش ومربوش بذي وما أحد فاهمك مثلي!
فأنا من بيده مقاليد تعويذة “الليد”، وقد أصبحت فيلسوفها الأول.
 تشوف الحشد الجنوبي في ساحة العروض بعدن وتساكالك (تخايلك) أن أعمامك استعادوا دولتهم الجنوبية المسلوبة، عشان “ورطعوك” في الشريجة وطور الباحة بين الحمى والنامس.
طبعا خيالك الحزين هذا يحبطك وميخليكش تحارب زي الناس!!
مع أن الردفاني رديفك، والضالعي ضلعك، والصبيحي يبكر يصابحك ويحارب معك من صباح الصبح.
ولو أنت يا “ليد” لمّاح زي زمان، كنت بتشوف عمك عيدروس واقف يغمز لك ويلمح لك عشان يغششك بخطته العسكرية التي حرر بها الضالع، بس أنت حسك ماهلوش.
وكم من ليد استشهد في البعرارة والضباب برصاصة “سكعته” من الخلف بوحشية! فيما هو متيم ومربوش!!
الضالعي لمن ينتشر في الجبهة يقدر يميز الأماكن اللي بال فيها صاحبه عن الأماكن اللي بال فيها عدوة وعلى بعد أمتار عديدة..
وعمك عيدروس خلفه عمك شلال شايع الأمني ابن الأمني، اللي يدري بـ”الضرطة” وعادها حُبوب، مو يلعبوا يا ليد؟
مختلفناش أنك شجاع ومقدام، والعرب كلهم يشهدوا لك بالشجاعة والبطولة من 2011 طريق، طريق، لكنك طالع لأعمامك الصبيحة والبديوة أشوفك متهور زيهم، مع أنك شاطر بالدراسة وطلبة الله ومدريش ليش عملت ليوم الله هلله، وطست عليك الامور؟
الصبيحة والبدوان رجال الله ما أختلفناش، لكن بعد انتهاء المعركة تجد العديد من شهدائهم مضروبين من الخلف للأسف الشديد.
شجاعتهم الزائدة عن الحاجة توقعهم في الأسر في أول المعركة، وهذا ما حدث لأعمامك محمود الصبيحي وفيصل رجب..
الضليعة يتحلوا بنفس الشجاعة، إنما أكثر خبرة وحنكة..
أولا عمك عيدروس لديه منهجية عسكرية وأمنية وسياسية معروفة لدى القادة الضوالع من عام 94..
فوق ذلك، لدي الضليعة وبشكل عام -الا ما ندر- مزاج أمني وعسكري متجانس يصعب اختراقه بقدر ما يسهل تحفيزه بالنسبة للقادة الضوالع.
في الحرب ترى الضليعة ينتشرون بطريقة الضباع!! كل ضالعي يدعس في المكان اللي دعس عليه الضالعي اللي سار قبله، ولمن حد فيهم يتوه، تساعده جاذبية العصبية الضالعية في تحريك حواسه كـ”رادار” يتحسس الأجسام الاخرى المنافسة والمعادية..
أدلل على هذا بأكثر من خمس محاولات اغتيال قاتلة ومحكمة نجا منها عمك عيدروس الزبيدي، وعمك شلال شائع بعد تقلد الأول لمنصب محافظ عدن والثاني مديراً لأمنها.
فكر بما أقول، وخليك على تواصل مع أقوال وأفعال عمك العيدروس، القائد الذي لا يهزم بعده أحد.
بقلك لمو؟ وبإمارة مو؟.. فتابع تفاصيل التعويذة الليدية القادمة..
دم سالما يا ليد..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى