بعد طول انتظار وترقب امتزج بالخوف من عدم انعقادها، كان السياسيون اليمنيون على موعد مع انطلاق المفاوضات في الكويت، والخاصة بصنع السلام المفقود في بلد مزقته الحروب منذ أعوام، بخاصة منذ الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت عام 2011 تزامناً مع احتجاجات مشابهة عمت عدداً من الدول العربية، وآلت إلى أوضاع محزنة. بعد طول انتظار وترقب امتزج بالخوف من عدم انعقادها، كان السياسيون اليمنيون على موعد مع انطلاق المفاوضات في الكويت، والخاصة بصنع السلام المفقود في بلد مزقته الحروب منذ أعوام، بخاصة منذ الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت عام 2011 تزامناً مع احتجاجات مشابهة عمت عدداً من الدول العربية، وآلت إلى أوضاع محزنة.
وفي الكويت التمّ شمل اليمنيين الذين تمترسوا لمدة تزيد على العامين خلف السلاح، واعتقدوا أنه الخيار الوحيد لحسم خلافاتهم وحماية مشاريعهم، لكنهم اكتشفوا أن السلاح لا يجلب إلا الموت، وأنه لا يصنع استقراراً وأمناً.
وفي الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية، أمس الأول، أكد ولد الشيخ أحمد، مبعوث الأمم المتحدة، أن اليمنيين أمام مفترق طرق، إما بلد آمن ومستقر، أو بقايا وطن، وأنه من أجل أن نتجنب الخيار الثاني على الأطراف كافة تقديم تنازلات ستكون في المحصلة النهائية لمصلحة اليمن واليمنيين.
التنازلات المطلوبة لا تعني طرفاً بعينه، بل الأطراف كافة، وفي حقيقة الأمر فإن الجميع استشعر خطورة الوضع الذي تعيشه البلاد منذ استيلاء الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول من العام 2014، وما تلا ذلك من انتكاسات وتداعيات أفضت إلى مواجهات شاملة أجهزت على كل ما حققه الشعب اليمني، رغم قلته، طوال السنوات والعقود الماضية.
وصل الجميع إلى قناعة بأن أزمتهم لن يحلها السلاح، وأن الحرب مهما طالت لن تحل مشكلات البلد، وأن ما يحلها هو جلوس الأفرقاء السياسيين إلى طاولة واحدة، والبحث في كل ما من شأنه إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه، والبدء بعملية شاقة تعيد السلام والاستقرار إلى البلد الممزق.
يدرك الجميع أن الفشل في هذه المرة لن يكون في مصلحة أحد، لأن الفشل يعني مزيداً من الدمار، واتساع رقعة الخراب في كل مكان، والإجهاز على ما تبقى من الوحدة الوطنية، التي لا تزال تقاوم تداعيات ونتائج الحرب، بخاصة في مناطق الصراع الذي صار السلاح الوحيد الذي يتكلم وليس العقل والمنطق.
ويضغط جميع المحبين لاستقرار وأمن اليمن، بخاصة دول مجلس التعاون الخليجي، باتجاه الذهاب إلى حلول توافقية تستند إلى قرارات الشرعية الدولية، وقبلها الشرعية اليمنية، حلول تعيد الأمل إلى الناس الذين تشردوا من مناطقهم وقراهم وفقدوا أعزاء لهم في حرب شاملة أكلت الأخضر واليابس، وفي ذلك نظرة مستقبلية لاستقرار المنطقة بأسرها، فاليمن جزء من نسيج المجتمع الخليجي، وقد حان الوقت لإعادة النظر في رؤية الخليج لوضع اليمن في المستقبل.
مع ذلك، فإن الحلول تبقى في أيدي اليمنيين أنفسهم لا في أيدي غيرهم، وإذا ما توفرت لديهم النية في معالجة مشكلاتهم فإن الطريق مفتوحة لهم لتحقيق ذلك، وتواجدهم في الكويت ودعم أشقائهم، فرصة لإحداث اختراق في جدار الخوف من الآخر وفتح صفحة جديدة عنوانها استقرار اليمن الواحد الموحد.
نقلا عن صحيفة الخليج الإماراتية