الاتحاد الأوروبي و”الناتو” يتعهّدان التصدي لنفوذ بكين ودعم كييف
يمن مونيتور / الشرق:
تعهد الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي “ناتو”، الثلاثاء، بتعزيز دعمهما لأوكرانيا للدفاع عن نفسها في مواجهة الغزو الروسي، كما شددا على أن “سياسات بكين ونفوذها المتزايد” تشكل تحديات ينبغي التصدي لها في إطار المنافسة الاستراتيجية.
جاءت تلك التعهدات في إطار إعلان مشترك حول التعاون بين الاتحاد الأوروبي والناتو وقعه رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، ورئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، والأمين العام للناتو ينس ستولتنبرج.
وورد في نص الإعلان أن “الشراكة الاستراتيجية بين الناتو والاتحاد الأوروبي تأسست على قيمنا المشتركة، وتصميمنا على مواجهة التحديات المشتركة، والتزامنا القاطع بتعزيز وحماية السلام والحرية والازدهار في المنطقة الأوروبية الأطلسية”.
دعم أوكرانيا
وأضاف الإعلان: “نواجه في الوقت الراهن أخطر تهديد للأمن الأوروبي الأطلسي منذ عقود”، محذراً من أن الحرب الروسية ضد أوكرانيا “تنتهك القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتقوّض الأمن والاستقرار في أوروبا والعالم”، كما أدت إلى “تفاقم أزمة الغذاء والطاقة التي أثرت على مليارات الأشخاص حول العالم”.
ودان القادة “العدوان الروسي بأشد العبارات”، مطالبين روسيا بأن “توقف هذه الحرب على الفور وتنسحب من أوكرانيا”.
كما أعربوا عن التضامن الكامل مع أوكرانيا، مؤكدين “الدعم الثابت والمتواصل لاستقلالها وسيادتها وسلامتها الإقليمية داخل حدودها المعترف بها دولياً”، وكذلك “الحق الأصيل لأوكرانيا في الدفاع عن النفس واختيار مصيرها”.
مواجهة “نفوذ” بكين
وقال القادة في بيانهم إن “الأطراف السلطوية الفاعلة تتحدى مصالحنا وقيمنا ومبادئنا الديمقراطية باستخدام وسائل متعددة؛ سياسية واقتصادية وتكنولوجية وعسكرية”. وأشاروا إلى “أننا نعيش في عصر يشهد منافسة استراتيجية متزايدة. وسياسات الصين ونفوذها المتزايد تشكل تحديات يتوجب علينا التصدي لها”.
ولفت الإعلان إلى أن الشراكة بين الجانبين “ستنتقل إلى مستوى أعلى.. نظراً إلى تطور حجم ونطاق التهديدات والتحديات الأمنية”.
وأضاف: “سنعمل على دفع الشراكة بين الناتو والاتحاد الأوروبي قدماً من خلال التشاور والتعاون مع جميع حلفاء الناتو والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي”.
وأشار إلى أن “الناتو” والاتحاد توصلا إلى نتائج “ملموسة” في ملفات عدة، منها “مكافحة التهديدات السيبرانية، والتنقل العسكري، والقدرات الدفاعية، والصناعة والبحوث الدفاعية، ومكافحة الإرهاب، وبناء قدرات الشركاء”.
وأكد الإعلان المشترك الذي تضمن 14 بنداً “مواجهة التحديات المشتركة والالتزام بتعزيز وحماية السلام والحرية والازدهار في المنطقة الأوروبية-الأطلسية”.
“دفاع مشترك”
من جانبه، اعتبر الأمين العام لحلف “الناتو” ينس ستولتنبرج في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال والمفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، أن الإعلان بين الجانبين يأتي بهدف “الدفاع المشترك اللازم لأمن أوروبا والشمال الأطلسي”.
ولفت إلى هذا الإعلان المشترك يأتي استكمالاً لإعلانين سابقين تم التوقيع عليها في العامين 2016 و2018، مؤكداً أن “الجانبين وضعا خطوات ملموسة وأحزرا تقدماً كبيراً في التعاون”، داعياً إلى “رفع هذا التعاون إلى مستوى أعلى للتصدي لتحديات المنافسة الجيوسياسية والتهديدات التي تطال البنى التحتية الحيوية”.
واعتبر أن “الشراكة ستصبح أهم بعد انضمام السويد وفنلندا للحلف الذي سيقوم بحماية 96% من مواطني الاتحاد الأوروبي”، مؤكداً أن “الغزو الروسي لأوكرانيا أدى إلى تقوية العلاقة مع الناتو”، إذ باتت روسيا “ترغب في السيطرة على أوروبا”.
وأضاف: “علينا الاستمرار في تعزيز الشراكة بين ناتو والاتحاد الأوروبي. وعلينا كذلك تعزيز دعمنا لأوكرانيا”، مشدداً على “أهمية التعاون بين الناتو والاتحاد الأوروبي في سياق الأجواء الأمنية المتغيرة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا”.
وتسعى المنظمتان ومقرهما بروكسل إلى تطوير التنسيق بينهما لسنوات قادمة، على الرغم من المخاوف في بعض الأوساط من أن الجهود المبذولة لتعزيز دور التكتل الأوروبي الدفاعي، ربما تقوض الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وأثار غزو أوكرانيا دعوات لتسخير النفوذ المشترك للقوة الاقتصادية الأوروبية، والقوة العسكرية الأميركية بشكل أفضل لتوفير حماية لمليار مواطن يعيشون في الدول الأعضاء.