أسوأ الأعوام.. التحديات الداخلية تعصف بالحوثيين في 2022
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
كان عام 2022 أكثر الأعوام تحدياً لجماعة الحوثي، التي عاشت خلاله احتقان غاضب متصاعد، وخلافات متعددة قد تسبب انهيارها يغذيها الفساد واقتصاد الحرب والركود في جبهات القتال والخسارة التي تعرضوا لها مطلع العام.
خطفت جماعة الحوثي المسلحة المدعومة من إيران، الأسبوع الماضي، ناشطا شهيرا على وسائل التواصل الاجتماعي، من الموالين للجماعة نفسها، ومن أسرها الهاشمية، يدعى أحمد حجر، بعد مقطع مصور من 11 دقيقة على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، حذر فيه الجماعة المسلحة التي تمارس السياسة بالعنف، بأن حجم الغضب الشعبي ضدهم، قد يودي بها.
أثارت عملية خطف حجر، واقتحام منزله واقتياده، إلى مكان مجهول، دون أي بيان رسمي من مؤسسات الجماعة ولا قادتها، غضبا شعبيا واسعا، تصدر وسائل التواصل الاجتماعي في اليمن، وانقسمت الجماعة بين مؤيد وخاصة من كبار القادة، ومعارض مثل الناشطين المؤيدين لها، بينما انتقد بقية الناشطين في وسائل التواصل الجماعة كلها. أعقب ذلك حملة ملاحقة لمن تضامنوا مع “حجر” في شبكات التواصل الاجتماعي.
لا تشكل عملية الخطف لحجر، سابقة من نوعها، ولكنها تفتح الباب واسعا على جملة من التحديات الداخلية التي تواجه الجماعة في مناطق سيطرتها، التي برزت في 2022 على وجه الخصوص.
اقرأ/ي أيضاً.. اليمن في 2022.. الانتقالي يواصل مشروع الانفصال وقيادة رئاسية جديدة تبحث عن سلام مع الحوثيين
عوامل دفعت لنشوء التحديات
قبل سرد التحديات ينبغي تفسير سؤال وجيه: لماذا برزت هذه التحديات في هذه السنة بالذات التي انتهت الجمعة؟
هناك عدد من العوامل دفعت بتصدر التحديات التي تواجه جماعة الحوثي في اليمن هذا العام، أولها: هزيمة الحوثي في جبهتي شبوة ومأرب، ووقف انتصارات الجماعة التي كانت قد بدأت منذ اتفاق السويد نهاية2018 الذي مكنها من الاحتفاظ بالحديدة، بدعم دولي بموجب الاتفاق وبقرارات عدة من مجلس الأمن والدول الكبرى، بعد تحولها من الدفاع إلى الهجوم. وكانت الجماعة تمني أنصارها بانفراج الأزمة الاقتصادية والعسكرية الطويلة بمجرد السيطرة على مأرب وعلى حقول النفط والغاز ومصادر الثروة في المثلث النفطي مأرب شبوة حضرموت.
العامل الثاني مرتبط بالأول: كثرة القتلى في صفوف الجماعة خاصة السنتين الأخيرتين من الهجوم على مأرب وشبوة، إذ اعترفت الجماعة بمقتل قرابة 15 ألف عنصرا من مقاتليها في جبهات مأرب خلال الفترة ما بين يونيو إلى نوفمبر2021، ذهبوا سدى دون إنجاز تحول حاسم في مسار الحرب العسكرية. ويعد العامل الثالث مرتبط بالأولين بدخول الهدنة الأممية منذ أبريل حتى أكتوبر، ومازالت قائمة حتى اليوم دون الإعلان الرسمي عن تمديدها.
تظل أهم التحديات التي تواجه الجماعة هو غياب عبدالملك الحوثي عن الإدارة المباشرة لجماعته. يقول الباحث عبدالهادي العزعزي في تصريح خاص لـ”يمن مونيتور”: إن الزيدية الجارودية تشترط من الإمام الشجاعة والحضور ومباشرة مهام الحكم بنفسه، بينما أتى عبدالملك الحوثي بنسخة أشد سوءا من فكرة الإمام الغائب المنتظر في الاثني عشرية، وغاب هو بنفسه عن إدارة جماعته مباشرة، رغم سيطرته المطلقة عليها.
التحدي الثاني الذي واجهته الجماعة يأتي من ظهور المنافسين للجماعة من داخل الأسر الهاشمية نفسها، إذ أعلن محمد عبدالله عوض الضحياني المؤيدي في المناسبتين الشيعيتين “الغدير والمولد” أنه الأولى بالإمامة، وناداه أصحابه بأنه الإمام الأحق بالولاية، بعد أشهر طويلة من الصراع بين جماعته وجماعة عبدالملك الحوثي، شملت الاعتقالات والخطف وإغلاق المساجد ومراكز التدريس والاغتيالات والحملات العسكرية، وتشير وثيقة حصل عليها يمن مونيتور موجهة من المؤيدي إلى أنصاره بضرورة بذل الجهد أكثر وأكثر في تدريس منهجية جماعته التي تسمى المرشدين، للأطفال، مع أن جماعة الحوثي تحظر ذلك المنهج.
بعد ثمان سنوات من إظهار جماعة الحوثي كجماعة مركزية واحدة، بإدارة موحدة، شهدت السنة الحالية مؤشرات لتمزق الجماعة، وأدى غياب السفير الإيراني حسن أيرلو الذي توفي بطريقة غامضة نهاية السنة الماضية، إلى ظهور ذلك التصدع في مستويات القيادة العليا، مثل تعطيل المجلس السياسي الأعلى واستئثار مهدي المشاط به، وكذلك هيمنة أحمد حامد مدير مكتب المشاط على قرار المجلس، بالإضافة إلى منافسة محمد علي الحوثي (القيادي في الجماعة والمرتبط بصلة قرابة بزعيم الجماعة) وطموحه القوي بأنه الأولى بإدارة وقيادة الجماعة.
اقرأ/ي أيضاً.. (حصري) قرارات وأجهزة مخابرات جديدة.. كيف يواجه الحوثيون مخاوف السخط الشعبي والانشقاقات الداخلية؟
الاعتراف بالخلافات
لم يقف التباين عند هذا الحد، إذ اعترف عبدالملك الحوثي في خطاب له في سبتمبر/أيلول الماضي، بذكرى سقوط صنعاء المذل بأيديهم، بأن عددا كبيرا من أتباع الجماعة في مؤسسات الدولة بمناطق سيطرتها انتهازيون وعبثيون وفاسدون، وأن إجراءات إقالتهم من مناصبهم يحتاج جهدا كبيرا وطويلا، ودقيقا بما لا يؤدي إلى صراع بين فصائل الجماعة. زعيم الجماعة أشار أيضا باعتراف نادر إلى تباين حاد في الرؤى بين قيادات الجماعة حول عدد من القضايا وقال في ذات الخطاب: إن الرغبات الشخصية والطموحات الخاصة تؤثر على كثير من قيادة الجماعة في مواقع المسؤوليات المهمة في الدولة، على حساب أهداف الجماعة العامة.
وأكد أن كبار القادة الذين قدموا أدوارا بارزة في صفوف الجماعة بدأوا يطالبون بالاستحقاقات نظير خدماتهم، حيث قال إن بعضهم يريد محافظة معينة مكافأة له جراء دوره في صفوف الجماعة، مشيرا إلى سمة مهمة في معظم قادة الجماعة: “طلبات التوظيف من أكبر المشاكل، يأتي البعض يريد لأصحابه، لأقربائه، لقبيلته، لمحيطه، يقدِّم لهم طلبات توظيف هائلة جداً، بغض النظر عن المؤهلات والكفاءة، وإنما بحساب استحقاق يستند فيه إلى ما قدَّم، أو إلى موقفه”.
في خطابه بمناسبة ذكرى 21 سبتمبر/أيلول (سيطرة الجماعة على صنعاء عام 2014)، قال الحوثي أيضا إن قادة الجماعة الذين يصلون إليه يختلفون في كل شيء تقريبا حول معالجة القضايا الخاصة بضعف فاعلية مؤسسات الدولة التي يعول عليها الحوثي لتهدئة الغضب الشعبي، وقال إن كل واحد منهم يقدم رؤيته ومقترحه الخاص تجاه أي قضية ويصر عليها، ويرفض أي فكرة أخرى، وينشأ التعصب والتباين والاختلافات والموقف السلبي من الجماعة كلها تبعا لنوعية الاستجابة من قبل قيادة الحوثي لهذا المقترح أو ذاك وفق ما قال الحوثي.
اقرأ/ي أيضاً.. تجاوزت المليارات.. كيف يوظف الحوثيون التحويلات المالية للمغتربين اليمنيين؟
الهدنة.. أخطر تحديات الجماعة
أدت الهدنة الأممية منذ أبريل/نيسان حتى اليوم، إلى عودة الكثير من عناصر الجماعة من جبهات القتال إلى مناطقهم وقراهم، دون شعورهم بأي إنجاز، على واقع اقتصادي مدمر في قراهم ووضع اقتصادي صعب تعيشه أسر المقاتلين، وتمكنوا من رؤية قادة الجماعة المتربحين من اقتصاد الحرب يعيشون في ثراء واسع، وصلاحيات وامتيازات، وأدى إلى فجوة بين قادة الجماعة والمجاميع المقاتلة. وهو الأمر الذي يراه عبدالهادي العزعزي أحد أبرز نتائج الهدنة وأخطر تحديات الجماعة من داخلها، وصل حد الاشتباك فيما بينها مثل القتال المتجدد بين قادة الجماعة وعناصرهم في ذو حسين بمديرية برط المراشي في الجوف منذ أشهر وحتى اليوم.
وقال الخبير العسكري د.على الذهب في تصريح خاص لـ”يمن مونيتور” إن تلك الأزمة قادت إلى أزمة تجنيد تعانيها الجماعة، “إذ بدأت القبائل تشترط معرفة مصير مقاتليها السابقين قبل أي تجنيد إضافي”. هذا التحدي اعترف به عبدالملك الحوثي في خطاب موجه إلى أتباعه في يونيو الماضي حيث قال: ” ونحن في إطار الهدنة المؤقتة، والتي كنا نخشى من أن يكون لها تأثيرات على البعض، فتسبب لهم حالةً من الفتور، وقلة الاهتمام، وعدم استشعار المسؤولية”.
أدى احتكار الموارد المالية الضخمة للجماعة من الجبايات والضرائب وتجارة الوقود واحتكار عدد من القطاعات إلى تبلور موقف عام بين الموظفين من أتباع الجماعة مناهض لإجراءاتها في المؤسسات العامة الإيرادية مثل الاتصالات والبريد والنفط والمياه والكهرباء وغيرها، ولجأوا إلى تفعيل نقاباتهم لمعارضة احتكار تلك الموارد.
ومن ناحية أخرى، أدى هذا الاحتكار إلى فقدان كثير من أتباع الجماعة ممن يعرفون بالمتحوثين خاصة في المحافظات خارج صنعاء مواردهم المالية التي كانوا يحصلون عليها، وبالتالي لجأوا إلى استحداث جبايات جديدة خاصة بهم، أو السيطرة على العقارات والأراضي والأملاك، وإلى تنافس شديد بين المؤسسات التي فقدت امتيازاتها، وإلى تسريب كثير من الفضائح التي مارسها قادة الجماعة، وهزت الثقة بقيادة الجماعة في نظر أتباعها.
لم يتوقف أثر احتكار الموارد مركزيا بيد أحمد حامد، عند تنازع القادة المحليين التابعين للجماعة فحسب، بل أدى أيضا إلى بدء مواجهة شعبية مسلحة معظمها قبلية طيلة أشهر الهدنة، خاصة في صنعاء التي شهدت اشتباكات في مناطق أرحب، وبني مطر وبني حشيش، وهمدان، وبني الحارث، وفي محافظات أخرى مثل ذمار والجوف والبيضاء، بينما تشهد محافظة إب اشتباكات شبه يومية على الموارد والعقارات والجبايات، وصلت إلى حد الاغتيالات المتبادلة بين قادة الجماعة مثل اغتيال شقيق عضو مجلس الشورى المعين من الحوثي ناصر العرجلي في صنعاء في سبتمبر/أيلول الماضي برصاص أتباع القيادي الآخر بندر العسل مدير أوقاف الحوثي في إب.
اقرأ/ي المزيد.. (تحليل) مدونة سلوك الموظفين الحوثية.. حملة تطهير مذهبية بطرق العصور الوسطى
تحدي الأزمة الاقتصادية
تشكل الأزمة الاقتصادية أحد أبرز وأخطر التحديات التي تواجه الجماعة، وهي الأزمة التي قادت إلى الإطاحة بصالح قبل عقد من الزمن، واشتدت ذروة الأزمة وتداعياتها مع الانهيار الاقتصادي الكبير الذي تشهده اليمن عموما ومناطق سيطرة الحوثي خصوصا، وبينما تجبر مليشيا الحوثي الموظفين الحكوميين بالعمل من دون مرتبات، تشتد حملة التضييق عليهم من الجماعة، وترهيبهم بالفصل منها، وفشلت محاولات الجماعة إلصاق السبب بالحكومة والتحالف رغم ادعاءاتها المتكررة عن ذلك طيلة السنة الجارية.
قاد التحدي الاقتصادي إلى مواجهة متكررة بين الجماعة والقطاع الخاص عبرت عنه أكثر من مرة بيانات الغرفة التجارية في صنعاء، لكن الجماعة لا تأبه لها حتى الآن، وفي مارس من العام الجاري تفاجأت الجماعة بشعارات على شوارع صنعاء تهتف برحيل الجماعة وتندد بها وبإيران، الأمر الذي حدا بها إلى تغيير أولوياتها الاستراتيجية للتركيز على التحديات الناجمة عن فجوة العلاقة بينها وبين الشعب، حيث عملت على عدة مستويات لمواجهة هذه التحديات: تمثلت بالاعتراف بضعف وفشل مؤسسات الدولة.
وقال عبدالملك الحوثي في خطابه في ديسمبر/كانون الأول2021 إن وضع مؤسسات الدولة مزر، بعد عشرة أشهر من دعوته للشعب في مناطق سيطرته بتفهم الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها جماعته من خلال الجرعة ورفض العملة الجديدة، وكرر عدة مرات حديثه عن سعيه لإصلاحات مؤسسات الدولة. كان أبرزها خطاب المصارحة والاعتراف بتلك التحديات في سبتمبر الماضي، وسلسلة المحاضرات عن عهد علي للأشتر في يونيو/حزيران ويوليو/تموز الماضيين بالإضافة إلى الاستعراضات العسكرية الموجهة للداخل التي قال عنها الحوثي بعد عرضه العسكري في الحديدة إنها لطمأنة الشعب في الداخل. بالإضافة إلى إنشاء مزيد من الأجهزة الاستخباراتية مثل الصمود الوطني ومكافحة الاستقطاب المعادي وتشكيلات عسكرية أخرى على غرار الباسيج بقيادة قاسم الحمران.
فشل محاولة امتصاص الشارع
وبينما يزعم الحوثي في خطاباته التي يريد من خلالها امتصاص النقمة الشعبية واحتواء بوادر غضب شعبي أن وضع مؤسسات الدولة هش ومزر ومؤسف ولا تقوم بواجبهاتها على أكمل وجه، فإن طبيعة النظرة الإمامية إلى نظام الحكم في اليمن كاستحقاق للجماعة ينطلق من نظرتها الدينية والتأثر بإيران وتوزيع المناصب والأموال على قادة وفصائل الجماعة خاصة عبر المشرفين، يعوق من إمكانية فعالية أي مؤسسة حوثية مهما بذلوا من جهد، وفي هذا السياق قالت الباحثة ميساء شجاع الدين في تقرير لها إلى ازدواجية منظومة الحوثي التي تعتمد على فعالية نظام المشرفين على حساب مؤسسات الدولة، وبالتالي إلى عدم مقدرة الجماعة على بناء علاقات اجتماعية مختلفة.
وقال الباحث أيمن نبيل في تصريح خاص ليمن مونيتور في وقت سابق إن جماعة الحوثي لم تعمد أبدا إلى كسب قواعد اجتماعية وشرائح متعددة إلى صفها بجانب القمع المسلح. وبالتالي فإن هذا النهج لن يكتب له دائما النجاح رغم شدة البطش الحوثية وقمعها.
لم تقد الاحتجاجات في إيران إلى تأثير مباشر على الأوضاع في اليمن وفق تصريحات خبراء سألهم يمن مونيتور مثل سليم عبدالعزيز ومصطفى الجبزي وعبدالهادي العزعزي وغيرهم، لكن الباحثة فاطمة الأسرار علقت على خطف أحمد حجر أنه ربما تأثر بخروج الشعب الإيراني، لا على مستوى جماعة الحوثي، ولا على مستوى الإلهام الذي يمكن أن يقوده خروج الشارع الإيراني ويتأثر به السكان في صنعاء للخروج أيضا، لكن سقوط رمزية النجاح الإيراني وفشله في معقله الرئيس فتح القلق على مصراعيه بين قادة الجماعة الذين عبروا دوما بثقتهم بقدرة النظام على تجاوز تلك الاحتجاجات أكثر من مرة، بينما قال آخرون إن على الجماعة أن تبادر بالإصلاحات بنفسها قبل الوصول إلى مرحلة الخروج الشعبي ضد الجماعة.
ليس من الممكن توقع وقت معين بخروج واسع في صنعاء ضد الحوثي، لكن مؤشراته كانت قد ظهرت في مناسبات عدة خلال السنتين الأخيرتين، أبزرها في ذكرى 26 سبتمبر الماضي، إذ تجمهر الآلاف فجأة من الشباب في ميدان السبعين، بعد دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي للاحتفال بالذكرى، وهي المظاهرة السياسية الوحيدة في صنعاء منذ سقوطها قبل ثمان سنوات، بالتزامن مع مظاهرتين في كل من الحديدة وإب بنفس التوقيت والمناسبة.
لم يقتصر الخروج على 26 ستبمبر، ولكن كانت هناك عدة فعاليات شعبية واسعة رفضت أي حضور حوثي مثل جنازة الراحل عبدالعزيز المقالح الذي رفضت أسرته حضور جماعة الحوثي جنازته أو تشييعها رسميا، بينما احتشد الآلاف في جنازته، بالإضافة إلى جنازة الراحل العمراني، وحسين الأحمر في يوليو2021، وأبريل 2022 على التوالي.
تشكل مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام صداعا مزمنا للجماعة، إذ اعتبرهم الحوثي في سبتمبر/أيلول2015 أخطر على جماعته من المقاومة الشعبية المسلحة، وركز في معظم خطاباته على الحذر من الوقوع في الفتنة والتحريض والمؤامرات والإشاعات التي تأتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وصولا إلى منع الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرتهم من فتح حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي أو المشاركة والتعليق فيها، أو التحدث عن أي مظالم أو شكاوى أو ما قالت عنه وثيقة المدونة السلوكية الصادرة عن الجماعة في نوفمبر الماضي أي شيء يتعلق بمناهضة النظام أو السياسات العامة للجماعة.