غير مصنفكتابات خاصة

تناقضات الصندوق الأسود

هشام المسوري

فيلم خيوط اللعبة من برنامج الصندوق الأسود في الجزيرة، مثير من ناحية الإخراج الفني، غير أن الفيلم من الناحية المهنية والمضمون، يبدو عملاً سياسياً منحازاً لقناعات فريق الإعداد فيما لو نظرنا للفيلم الوثائقي السابق حول الموضوع ذاته والذي تناول حكاية سقوط عمران واستشهاد القشيبي واقتراب الحوثي من صنعاء. فيلم خيوط اللعبة من برنامج الصندوق الأسود في الجزيرة، مثير من ناحية الإخراج الفني، غير أن الفيلم من الناحية المهنية والمضمون، يبدو عملاً سياسياً منحازاً لقناعات فريق الإعداد فيما لو نظرنا للفيلم الوثائقي السابق حول الموضوع ذاته والذي تناول حكاية سقوط عمران واستشهاد القشيبي واقتراب الحوثي من صنعاء.
في الفيلم السابق بدا الفيلم وهو يستعرض الأحداث ويحمل مسؤولية هادي مسئولية ما حدث، وفي ثنايا الفيلم، وصل الحوثي عمران وصنعاء فيما كان هادي من مهد له الطريق، وتجاهل صالح وأجهزته العسكرية والأمنية ودور حزبه وتحالفاته القبلية في تسهيل المهمة أمام الحوثي.
أما فيلم خيوط اللعبة الجديد، ففريق الأعداد خانته الذاكرة، ونسي أن فيلم خيوط اللعبة سيبدو متناقضًا مع الفيلم السابق، مع أنه امتداد لاستعراض الموضوع ذاته..
الفيلم يقدم قناة الجزيرة كما لو كانت طرفًا سياسيًا محلياً، تغيرت تحالفاته وفقًا لمعطيات الأحداث ومتطلبات اللحظة.
في الصندوق الأسود السابق “الطريق إلى صنعاء”، كان هادي هو سهل مهمة الحوثي وصولاً على سقوط العاصمة، متجاهلاً دور صالح كلياً، فيما خيوط اللعبة من سلسلة الصندوق الأسود، يكشف أن صالح هو من مهد لإنجاح مهمة الحوثي وصولاً الى سقوط صنعاء، ولفت إلى ما تجاهله في الفيلم السابق حول الدور الذي لعبه الحرس الجمهوري وأجهزة المخابرات التابعة لصالح..
بين الفيلم السابق والجديد، تم وضع المشاهد في حالة إرباك بدلاً من تزويده بحقيقة ماجرى. تمكن الصندوق الأسود “الطريق إلى صنعاء”، قبل (خيوط اللعبة) الجديد من تشكيل حالة تذمر يمنية واسعة من الرئيس هادي، وكرس في ذهنية قطاعات من الناس، أن هادي كان جزءً من مخطط الانقلاب وفاعلاً أساسياً في تمهيد الطريق أمام المليشيا الحوثية، وقلل من دور صالح في أذهان الناس، وبدوا بصب غضبهم على هادي، فيما كان الفيلم يضع صالح في الهامش.
لم يعد فيلم خيوط اللعبة قادراً على طمس ما كرسه الفيلم السابق “الطريق إلى صنعاء”، وهو يحاول العودة للفت الانتباه إلى ما تعمد تجاهله وتهميشه حول دور صالح المحوري في تسليم الدولة وتسهيل مهمة الحوثي منذ حرب حاشد.
الأمر له علاقة بحسابات وميولات فريق الإعداد، ويخضع لتغيرات وتقلبات تلك الميولات، أكثر مما هو التزام بقواعد المهنية وإجراءات الإبداع الصحفي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى