كتابات خاصة

إلى الليد محامي الشعب

معاذ المقطري

الرفيق عبد الله نعمان محمد، محامي الشعب، لدي أفكار أضنها بديعة وتدفع بالتي هي أحسن، وأود طرحها علي، لكنهم يمهوك ويتوهوني كلما سألتهم عنك!
إن كنت في عدن قالوا بأنك في قدس، والعكس بالعكس.

الرفيق عبد الله نعمان محمد، محامي الشعب.
لدي أفكار أضنها بديعة وتدفع بالتي هي أحسن، وأود طرحها علي، لكنهم يمهوك ويتوهوني كلما سألتهم عنك!
إن كنت في عدن قالوا بأنك في قدس، والعكس بالعكس.
 إنني أبحث عنك بالذات، فوحدك من القادة السياسيين عامة والناصريين خاصة من رحب بأفكاري وقدرها ذات يوم..
 قدرتها من حيث هي أفكار لا من حيث أنا ناصري، والأخير هو توصيف يظلمني أحيانا في دائرة زملائي وأصدقائي ومعاريفي، بقدر ما يظلمني كلما سألت عنك بين عناصر حزبك من حيث أنا ناصري فاتر من وجهة نظر ناصري ما “موتح” ويعتقد بأن لديه” جشآب” زائد منحه إياها الشهيد عيسى محمد سيف.
أعلم من جهتي كم أنت مشغول؛ لكني لم أجد لك صفحة على شبكات التواصل الاجتماعي فيسبوك وتوتير..
حاولت التواصل معك عبر قادة من الصف الثاني في التنظيم الناصري، لكني وجدتهم مشغولون بأنفسهم أكثر من أي شيء آخر، فيما الاخرين البريئين تسيطر عليهم فكرة المستويات التنظيمية حتى اللحظة، في ظل تهتك وتهدم ارضية العمل الحزبي والسياسي والوطني بالمجمل، ما بال التنظيم الناصري الذي ستره الله خلفك.
تعلم أنني لست عضوا في اللجنة المركزية أو أي من المستويات التنظيمية، ذلك أنني اخترت مهنة الصحافة حزبا وقبيلة وزاد وماء وهواء.
 يزعجني ويؤلمني أن أعامل على انني ضعيف أو عديم الحيلة أو أنني أهبل وغير مسيس، فنحن قوم حين نعامل على هذا النحو نلجأ الى قيم الرجولة بما في ذلك المكاشفة أمام الملا، إذ ليس فينا ما يخجل.
 ولي أن اقول بأن قبيلتي المقاطرة التي قامت بأول انتفاضة ثورية ضد حكم الأئمة الزيدية وقاتلت الاتراك قبل ذلك، تعادل قدس حضورا في الحركة الوطنية والناصرية تحديدا، بل وتزيد.
 فالمنطقة التي تطل بقلعتها ورواسيها الشامخة على لحج وعدن ظلت معقلا لحركة اليسار اليمني، وما الناصريون الا فصيل استوطن فيها بعد أن يأس الرفاق في الحزب الاشتراكي اليمني من عودة الرفيق عبد الفتاح إسماعيل، الذي قيل بأنه اختفى في أحداث يناير 86 ولم يلق حتفه يومذاك..
قبل ذلك نحن حركة يسارية صوفية قادها الشيخ حميد الدين الخزفار بعد أن كنا آخر معقل لـ”القرامطة/ المقاطرة “وفقط غيرنا مواقع الحروف، وفي ذلك تمويه يماثل تمويه الأقدوس كلما سألت عنك..
أردت بهذا أن أبدو (فشارا) ليرى الاقدوس كيف يمكننا التعالي إذا ما زنطنا؟ نستطيع أن نقول أي شيء حقيقي وخرافي يمكن تصديقه..
يمكنني أن أتحدث لساعات طويلة متواصلة عن الاسطورة أمي، فاطمة بنت عبد الله نعمان وكيف ولدتني في وكر النسر!، وكيف كانت وأبي ناجي يتصرفان بحرافة في تجلب الحليب والدواء لي ولإخواني الصغار، قد لا يمكن تخيل هذا ولكن وكمثال قريب يمكنني أن اتحدث عن ابنة عمي الناشطة الحقوقية الليدة إشراق فضل المقطري، وكيف صالت وجالت ورصدت ووثقت جرائم الانقلابين تحت نيران الحرب الملتهبة هذه..
ما بال الأقدوس لو تحدثت عن نساء المقاطرة اللواتي حكى الاستاذ عبد الله البردوني كيف (كاوشين عساكر الإمام وساقين عارهم حجار)!
على أنني وبالرغم من ذلك أعتز بانتمائي إليك بوصفك محامي الشعب، وهو وصف نلته عن جداره، ومن هذه الزاوية أجدك تمثلني كلما كان مصيري المرتبط بالخلاص الوطني العام على المحك، وإنني أريد مقابلتك من الزاوية النبيلة ذاتها أيضا.
الوعي التبريري والتمجيدي المبني على قالب الأيدلوجيا لا على احتياجات الناس، يمحق قدرة الناصريين على الفعل كما محق غيرهم من المنتمين لأحزاب أخرى وخصوصا في تعز، حيث يمجد القادة الذين يقودون الناس الى الهلاك بقدر ما يمجد من قادهم إلى الانتصار والخلاص، سواء بسواء، وتلك سجية الحزبيين المصطفين خلف أحزابهم على قاعدة ” عنزة ولو طارت”..
سيقولون الاستاذ عبد الله نعمان دائما مشغول.. وإحنا ” أي هم” دائما مشاغيل بأرواحنا “، لذلك يا أستاذي كتبت لك رسالتي عبر وسائل الإعلام لكي يتحسسك الناس معي وينقلوها اليك من خلف جدران الوعي المغلق على دهاليز العمل السري التي —باستثنائك– لا زالت تهيمن على الكثير من قيادات الناصري وعلى نحو توارثه الأجيال الشابة، للأسف الشديد..
منذ الحركة الانقلابية الناصرية الفاشلة في أكتوبر 78 مر بلدنا بإقلابين وثورتين وخمسة حروب متقطعة ومفتوحة وستة حروب مغلقة، وهي أحداث كفيلة بنسف 50 كتيبة من نوع محمد خميس ويحي وطارق..
ومع ذلك سيقولون: “الأسباب أمنية!”، وهم يعلمون بأنك لا تقبل بأن يكون خلفك مرافقين مسلحين بل أنك تتجول في المناطق الخطرة أمنيا، سواء في مربعات القاعدة وأخواتها وبنات عمها، أو في مربعات الحوافيش..
 ما يفقش القلب هو أنهم يضنون بأني من خلالك “سأزق المهره” في قيادة المقاومة لكوني مقطري فحل وحاذق وعندي خيال عسكري وهرمون قتالي متوارث منذ ثورة المقاطرة، وهذا وارد على كل حال، مع مراعاة أني (ليد).. لا أستجدي أحدا ولا أتملق أحداً ولدي من الحرف والمهن ما يقيني وينجيني من الاحتياجات المبتذلة.
 أدركت ظنهم البائس هذا كلما اقتفيت اثرك بين تعز وعدن تحت تمويه حزبي يفضحه حديث الناس العاديين عن مرورك ذهابا وإيابا، والحقيقة أنك تتحرك وتصول وتجول كما ينبغي لمحام وقائد شجاع منحاز الى الناس ومستمدا قوته منهم..
أخشى، أكثر ما أخشى، أن تكون هدفا لجريمة اغتيال سياسي، لا سمح الله، فيما يقف قيادات من حزبك حائلا بينك وبين طيف واسع من الناس الذين أحبوك وأيدوك وانتخبوك ضميرا لهم في أكثر من مفاصلة تاريخية حاسمة مررنا بها منذ ثورة 11فبراير 2011..
 الافكار التي بحوزتي مستوحاة من مسيرة نضالك ومن متابعتي الاستقصائية الدقيقة كباحث علاوة على كوني صحفي، إلى جانب ما رشح عنك من تصريحات وبيانات حول أحداث وقضايا مختلفة في مجرى الحرب الدائرة..
الليد العصامي المحنك هو جوهرك وكيمياء تكوينك، والمحامي النبيل الشهم هو ملمحك العام لذا أفكاري التي أود طرحها عليك توائم بين صمودك ككيان شعبي أكثر منه سياسي، وبين دفعك نحو بناء السلام داخل المناطق المحررة والدفع بالتي هي أحسن مع كل الأطراف اليمنية المعنية بإحلال السلام الوطني الشامل.
أعلم جيدا أنك لا تقاوم الا من اجل السلام وإنقاذ ما يمكن انقاذه من مظاهر الدولة تحت موجة انقلابية متوحشة تهلك الحرث والنسل وتأكل الاخضر واليابس..
كما أن من أهدافك الأساسية بناء الجيش الوطني في ظل ملشنة غير مسبوقة لليد، وكم أخشى أن يتصحر الليد كليا وأن يتم تجريفه بلؤم من الملمح العام لمدينته ومصنعه الكبير تعز..
إن ” السلام مع عدم القدرة على الدفاع عنه استسلام” كما قال رفيقنا الراحل جمال عبد الناصر، وهكذا أراك تفعل يا محامي الشعب: تبحث عن سلام الشجعان.
..دم سالما يا ليد يا محامي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى