أطباء بلا حدود: سوء التغذية في اليمن لا يزال مقلقًا للغاية
يمن مونيتور/قسم الأخبار:
كشف تقرير دولي، اليوم الجمعة، عن خمسة أسباب تقف وراء ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد لدى الأطفال في اليمن.
جاء ذلك في تقرير نشرته منظمة أطباء بلا حدود حول سوء تغذية الأطفال ومخاطر الوفاة التي يسببها.
وقالت المنظمة أن سوء تغذية الأطفال في اليمن يتسبب في وفيات يمكن الوقاية منها، وخاصة بين الأطفال دون سن الخامسة.
وأفادت أنها تستجيب للقمم الموسمية والسنوية لسوء التغذية في جميع أنحاء البلاد وخاصة في محافظات حجة والحديدة وصعدة وعمران.
ووفقا لتقرير المنظمة: عادة ما ترتبط هذه الارتفاعات بـ “موسم الجفاف” الناجم عن تعطل الإنتاج الزراعي في المناطق الريفية.
وكان هذا النمط واضحًا قبل تصاعد الحرب في البلاد في أواخر عام 2014، لكن العواقب المباشرة وغير المباشرة للنزاع ضاعفت من آثارها.
وتشير المنظمة إلى أنه عادة ما تبلغ معدلات سوء التغذية ذروتها في اليمن بين يونيو وسبتمبر. لكن هذا العام، وثقت فرق أطباء بلا حدود في العديد من المشاريع بداية مبكرة للذروة في أبريل أو مايو وتتوقع أن تستمر حتى ديسمبر.
وأضافت: هذا، إلى جانب ارتفاع أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الذين يحتاجون إلى دخولهم لتلقي الرعاية، قد أثقل كاهل المرافق التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود. في بعض المواقع، أطلقت منظمة أطباء بلا حدود تدخلات طارئة للاستجابة لتزايد حالات سوء التغذية الحاد والمضاعفات الصحية المعقدة مثل الإسهال والالتهاب الرئوي وفقر الدم.
وترى المنظمة أن هناك خمسة أسباب رئيسية تؤدي لارتفاع سوء التغذية في جميع أنحاء البلاد، من أهمها ارتفاع أسعار المواد الغذائية، مؤكدة في الوقت ذاته أن العديد من العائلات في اليمن غير قادرة على تحمل ما يكفي من الغذاء المغذي حيث تسببت الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في اليمن في ارتفاع الأسعار.
وبينت أن الكثير من الناس فقدو وظائفهم أو منازلهم خلال أكثر من ثماني سنوات من الحرب. قيمة الريال اليمني [العملة اليمنية] آخذة في الانخفاض، وأسعار الغذاء والنقل – بما في ذلك الوقود – آخذة في الارتفاع، مما يعيق قدرة الناس على الحصول على الغذاء الكافي.
وتذهب المنظمة إلى أن السبب الثاني يتمثل في عدم الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأولية، ونظام الرعاية الصحية في اليمن في حالة من الفوضى.
وأوضحت أن العديد من مرافق الصحة العامة أجبرت على الإغلاق، حيث تكافح السلطات الصحية مع نقص التمويل والنقص الواسع في الإمدادات والمعدات. من الشائع ألا يتقاضى الطاقم الطبي أجرًا مقابل عملهم، إلى جانب ارتفاع تكلفة الوقود، فإن ذلك يجعل من الصعب للغاية على الناس الحصول على رعاية طبية عاجلة.
وأضافت: هذا يعني أن الكثيرين لا يمكنهم الحصول على الرعاية بسرعة عندما يمرضون، مما يؤدي إلى مضاعفات يمكن الوقاية منها – بما في ذلك سوء التغذية.
وتشير المنظمة الدولية في تقريرها إلى أن السبب الثالث يتمثل في الفقر وعدم استقرار الأحوال المعيشية، مؤكدة في الوقت ذاته أن الظروف المعيشية السيئة، وخاصة للنازحين تساهم في ارتفاع معدلات سوء التغذية.
ويفيد التقرير أن السبب الرابع يكمن في نقص التثقيف الصحي المجتمعي، حيث يساهم الافتقار إلى التثقيف الصحي بشأن الرعاية قبل الولادة وبعدها في ارتفاع معدلات سوء التغذية.
وتؤكد أنه بدون هذه الخدمات، تكون حالات الحمل المعقدة أكثر شيوعًا، مما يؤدي إلى نتائج ولادة سيئة لكل من الأمهات والأطفال.
وتوضح المنظمة أن السبب الخامس يتمثل في الثغرات في الاستجابة الإنسانية، ففث هذا العام ، أجبرت تخفيضات التمويل العديد من مرافق الرعاية الصحية الأولية على وقف الخدمات. تلك التي تظل مفتوحة في كثير من الأحيان لديها إمدادات غير كافية.
وأكدت أن سوء التغذية في اليمن لايزال مقلقًا للغاية، حيث يتسبب في وفيات يمكن الوقاية منها، ويجب على السلطات الصحية والجهات الفاعلة الإنسانية والصحية اتخاذ استجابة شاملة لتعزيز مراقبة التغذية في جميع أنحاء البلاد.
وشددت على أهمية معالجة الفجوات في الوصول إلى الرعاية الصحية الأولية لضمان العلاج السريع والمساعدة في بناء الوعي الصحي المجتمعي للكشف عن العلامات المبكرة لسوء التغذية.
وأضافت: يجب أن تشمل الاستجابة أيضًا توسيع نطاق حملات التطعيم في جميع أنحاء البلاد ، خاصة بين الأطفال دون سن الخامسة ، الذين لا يزالون الأكثر ضعفاً.