تراجم وتحليلاتعربي ودوليغير مصنف

ميدل إيست بريفينغ: عقيدة الحرس الثوري وعقيدة أوباما… تلتقيان

خصصت نشرة “ميدل إيست بريفينغ” التي تصدر عن فرع “مركز الشرق للبحوث” في واشنطن، أحد مقالاتها هذا الأسبوع، للحديث عن عقيدة الحرس الثوري الإيراني

يمن مونيتور/ صنعاء/ متابعات
خصصت نشرة “ميدل إيست بريفينغ” التي تصدر عن فرع “مركز الشرق للبحوث” في واشنطن، أحد مقالاتها هذا الأسبوع، للحديث عن عقيدة الحرس الثوري الإيراني
 وقالت إنّ الاستراتيجية الأكثر تفصيلاً للحرس الثوري جاءت في الخامس من أبريل (نيسان)، في الاجتماع السنوي لقادة المجلس الأعلى له، حيث ألقى الجنرال محمّد علي جعفري، قائد الحرس الثوري، خطاباً طويلاً كانت أبرز النقاط فيه:
الاتفاق النووي ليس فصلاً ذهبيّاً
قال جعفري معلّقاً على مفاعيل الاتفاق النووي: “على الرغم من أنّ المقاومة النوويّة للأمّة الإيرانيّة التي أجبرت أعداءنا على تغيير الاستراتيجيّة، كانت شرفاً، فهذه المقاومة مختلفة في نتيجتها، بما فيها الاتفاق النووي” (هذا يوحي طبعاً بأنّ جعفري لا يعتبر، على الأقل، الاتفاق خاتمة مشرّفة لما يراه هو مقاومة مشرّفة).
ودعا الى الحذر من أي تسلل من قبل “الأعداء ومرتزقتهم”. وسأل إذا كان بإمكان هذا الاتفاق أن يؤمّن حلّاً لمشاكل الدولة. ففي رأيه أن “اعتبار الاتفاق كترياق وحلّ ناجح ستكون ساذجة وطائشة. هؤلاء الذين يسوّقون لنسخ مختلفة من الاتفاق، أوّلاً في الداخل، إنحرفوا بدون قصد عن المسار الحقيقي للثورة ومالوا الى الجبهة المعادية لها.” وأضاف:”الاتفاق النووي يؤمّن فقط الجزء الأقل من حقوق الأمّة ويجب ألا ولن يكون محتفى به كفصل ذهبي أو كسبب للابتهاج”.
الصواريخ البالستيّة
وانتقد جعفري المسؤولين الأمريكيين على “تصريحاتهم المتدخلة في برنامج إيران الصاروخي”. وأكد أن طهران ستستمر في سياساتها بغض النظر عن “المطالب المفرطة” لواشنطن.
وقال: “لسنوات قمنا بزيادة قوتنا مع افتراض وجود حرب واسعة النطاق ضد الولايات المتحدة وحلفائها”. وتابع قائلاً: “صواريخنا التي أصبحت أكثر دقة ودماراً، ستزداد أكثر من السابق”. وفي معرض التأكيد على استمرار إيران بالتوسع في برنامجها الصاروخي شدّد على أنّ “إطلاق الصواريخ الباليستية من مواقع مختلفة هو ردّ ساحق على مزاعم الأعداء. هذا أظهر أجزاء من قدرات صواريخ الحرس الثوري وواقع أنّها متمركزة على كامل مساحة الوطن”. وأضاف:”لعبة الحرب ستعلّم الأعداء أنّ قوّة إيران الدفاعية وأمن البلد يُنظر إليهما على أنّهما خطّنا الأحمر، وأنهما غير قابلين للتفاوض تحت أي ظروف. والحمد لله، إنّ العقوبات الإقتصادية لم تترك أي تأثيرات على الصواريخ الإيرانيّة لكوننا مستقلّين تماماً”.
الاستراتيجية الإقليمية
وهاجم جعفري الدول العربية المجاورة لما اعتبره “خياراً للاصطفاف مع الولايات المتحدة ضد إيران”. وتوّعد أنظمتها بأنّ الحرس الثوري “قام بتحضيرات للردّ على فظاظتها”، مؤكّداً أنّ فرقته “تنتظر الأوامر” من قادته. أمّا في الموضوع السوري فأعلن أنّ إيران ستستمرّ في “دعم الحكومة السورية وسلامة أراضيها وسيادتها الوطنية” وقال إنّ التقسيم “مؤامرة أمريكية-صهيونيّة-بريطانيّة سنقوم بمحاربتها ومقاومتها”. وستتّبع إيران السياسات نفسها في فلسطين واليمن حيث “سنتابع دعم المقاومة للحفاظ على مواقعها”.
وأضاف: “المرحلة الثالثة من ثورتنا العظيمة تتطوّر. وقوّاتنا تنفّذ هذه المهمة من دون خوف أو تحفّظات. نظريّة ثورتنا العظيمة تحوّلت الى قوّة كبيرة وعظيمة تنتشر خارج حدودنا لتصبح فعّالة إقليميّأ”. ومع ذلك لم يشرح جعفري ما قصده ب”المرحلة الثالثة” من الثورة. من سياق الكلام، تبدو خطة أكثر حركيّة لتصدير الثورة عبر الدول الشرق أوسطيّة.
السياسة الداخلية
وعبّر جعفري بعبارات واضحة عن معارضة الحرس الثوري لروحاني وللإصلاحيين بشكل عام، قائلاً: “يجب ألّا نتجاهل واقع أنّ تسلّل الولايات المتحدة في دول أخرى يأخذ دائماً شكل المعارضة المغرّبة وهذا ما تفعله أمريكا في حالتنا أيضاً”. وحاول جاهداً إيجاد تبرير مناسب للدور السياسي والإقتصادي للحرس الثوري داخل النظام، كما قال إنّ خطط روحاني “لن تنجح”، لأنّ “المشاريع والنظريّات التي تعاكس الثورة الإيرانيّة ستنهار، حتى ولو كان البرلمان والحكومة مؤسسّان على أوهامهم”. وتابع:”هؤلاء الذين يعتبرون الاتفاق النووي نموذجاً لحل الأزمات الداخلية والاقتصاديّة مخطئون جدّاً”.
صراع لتثبيت الموقع
قد يجد كثيرون من الذين يتابعون إيران عن كثب، مفهوم جعفري حول دور الحرس في النظام السياسي في إيران هو الأهم في الخطاب. فكان الجنرال يصارع لتثبيت موقع الحرس الثوري، في المنظومة السياسية الإيرانية. لكنّه لم يستطع إيجاد أيّ حجّة، غير الحمّى الثوريّة المعتادة. وكانت هناك نقطة أخرى بدت مهمّة بشكل خاص، هي التحدّي الواضح من جعفري للإصلاحيّين والذي عبّر عنه علناً وبعنف.
توقيت الهجوم على الإصلاحيين
ويزيد جعفري احتمالات شنّ حملة أخرى على الإصلاحيّين قبل الانتخابات الرئاسية السنة المقبلة، في إعادة لما حصل مع الرئيس السابق محمّد خاتمي ومؤيّديه الليبيراليّين في الإعلام والجامعات. (“المعارضة” “المغرّبة” كما صاغها).
مكيال واحد للخصوم والحلفاء
وهناك أيضاً تهديدات جعفري العلنية والكثيرة تجاه العرب الذين يتهمهم بالتبعية للولايات المتحدة، وفي نفس الوقت، يُستهدفون من الرئيس أوباما أيضاً في “عقيدته”. من الواضح أنّ جعفري يضغط على العرب من جانب، فيما أمريكا تلومهم من الجانب الآخر. يُتهمون من قائد الحرس الثوري بأنهم حلفاء للأمريكيين ويتهمون من أمريكا بعدم الاستسلام لتهديدات جعفري في ما يتعلق ب”المرحلة الثالثة” من الثورة أو بعدم الاستسلام لقبول دعوة أوباما لهم بتقاسم المنطقة مع جعفري ورجاله.
لكن لا شيء يأتي من واشنطن أو من الشرق الوسط عليه أن يفاجئنا بعد الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى