لعل وقف إطلاق النار في اليمن، الذي يفترض أن يكون قد دخل حيز التنفيذ مع الدقائق الأولى من هذا اليوم، هو أكثر محاولات التهدئة جدية منذ بدء «عاصفة الحزم». ومع أنه من الصعب على ضوء مساع سابقة، التعلق بحبال الأمل هذه المرة، فثمة متغيرات ومؤشرات قابلة للبناء عليها، ولكن دون الإفراط في التفاؤل.
لعل وقف إطلاق النار في اليمن، الذي يفترض أن يكون قد دخل حيز التنفيذ مع الدقائق الأولى من هذا اليوم، هو أكثر محاولات التهدئة جدية منذ بدء «عاصفة الحزم». ومع أنه من الصعب على ضوء مساع سابقة، التعلق بحبال الأمل هذه المرة، فثمة متغيرات ومؤشرات قابلة للبناء عليها، ولكن دون الإفراط في التفاؤل.
ويعتقد خبراء مهمون أن السعودية والرئاسة اليمنية الشرعية المشرفة على الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، والمتمردين الحوثيين المتحالفين مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح والمدعومين من إيران من جهة أخرى، باتوا على قناعة – لأول مرة – بضرورة وقف العمليات العسكرية.
وكانت الرياض قد استضافت على مدى الأسابيع الماضية وفودا حوثية متتالية للتباحث في كيفية الوصول إلى خطة مقبولة لإعلان هدنة فعلية. وبعد يوم واحد من كشف السعودية قبل أسبوع عن وجود مفاوضين حوثيين على أراضيها، تحدث الناطق بلسانهم محمد عبدالسلام عن اتفاق على مواصلة التهدئة الحدودية ووقف العمليات القتالية في بعض المحافظات اليمنية. وذهب عبدالسلام إلى حد القول إن اتفاق وقف النار «يمكن أن يفضي إلى وقف كامل للعمليات العسكرية وفتح آفاق للحوار اليمني في الكويت».
ويشار إلى أن موعد وقف إطلاق النار اليوم، وفتح مفاوضات جديدة في الكويت ابتداء من «18» الجاري، هما ثمرة مباشرة لضغوط دولية هائلة مورست على أطراف النزاع بغية الامتناع عن القتال والتوجه نحو تسوية سياسية.
وبقرارهم الذهاب إلى الرياض للتفاوض، يكون الحوثيون قد استبعدوا علي صالح، في خطوة ترضي الرئيس الشرعي هادي، وإن كانت هناك مخاوف من لجوئه إلى تخريب الهدنة.. فيما يقول رأي آخر إن الرئيس المخلوع لن يتمكن وحده من التأثير سلبا على مسار تسوية محتمل بين الحوثي، وكل من السعودية والرئيس الشرعي.
ومع وصول الحالة العسكرية في صنعاء إلى ما يشبه الاستعصاء رغم تحرير الجيش والمقاومة خمس محافظات جنوبية، نشأ جمود على الأرض ساهم في الدفع نحو إطلاق عملية التفاوض في الكويت، خصوصا على ضوء اتساع حجم المعاناة المدنية جراء القصف والاقتتال الداخلي اللذين دمرا مقومات الحياة الاقتصادية والأمنية في اليمن.
وإذ سارعت مصر على خلفية زيارة الملك سلمان التاريخية والموفقة للقاهرة، إلى مطالبة إيران بوقف تدخلاتها في الشأن العربي، معربة عن انزعاجها وقلقها من سلوك طهران الإقليمي، وتهريبها السلاح للحوثيين، فقد ضمنت الرياض دعم دولة عربية كبرى لها في الصراع اليمني، وربما غدا في الصراع السوري أيضا.
وفيما قال ضابط سعودي كبير لوكالة الأنباء الفرنسية إن طريق السلام في اليمن سيكون طويلا وصعبا، يستعد وزير الخارجية الأميركي جون كيري لعقد اجتماع حاسم مع دول مجلس التعاون الخليجي، في مسعى لتثبيت الهدنة، وتحويل الموارد المخصصة للصراع في اليمن، إلى محاربة تنظيمي داعش والقاعدة اللذين قال أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون إنهما ينتشران في العالم، كما السرطان.
نقلا عن الوطن القطرية