طلاب ومعلمون يمنيون يبنون خياماً للفصول الدراسية بعد تدمير مدرستهم خلال الحرب
يمن مونيتور/ (شينخوا)/ ترجمة خاصة:
“أنت المستقبل المشرق لليمن،” يحيى كُديش، مدير مدرسة أعيد بناؤها حديثًا في محافظة حجة شمال غرب اليمن التي مزقتها الحرب، وهو يشجيع الطلاب أثناء سيرهم من فصل دراسي إلى آخر للترحيب بهم مرة أخرى للعودة إلى المدرسة.
بدأ العام الدراسي الجديد في المدرسة، الواقعة في قرية الراوتم التابعة لمديرية عبس الشمالية التي تسيطر عليها الحكومة، بعد حوالي شهرين من المدارس الأخرى، حيث انتهى العمل على إعادة بناء المدرسة قبل بضعة أيام.
وقام مئات الطلاب والمعلمين، بمساعدة أولياء أمور الطلاب، ببناء 11 فصلا دراسيا من الخيام وأخشاب وقش في القرية، التي تبعد 7 كيلومترات عن مدرستهم السابقة التي دمرت خلال اشتباكات بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي
وقال كٌديش لوكالة أنباء ((شينخوا)) “لقد تغلبنا على العديد من التحديات بمساعدة المعلمين والطلاب وأسرهم، على الرغم من الصعوبات ونقص الدعم المالي، بالإضافة إلى المعاناة من الانقطاع المستمر للرواتب وتدهور الأوضاع الاقتصادية التي أثرت على الجميع”.
وقال إن هذه الفصول الدراسية الجديدة “بمثابة شريان حياة لاستمرار العملية التعليمية”.
وتعهد مدير المدرسة بأنه على الرغم من عدم وجود ما يكفي من الأموال والمعدات وإمدادات الطاقة، “سنواصل إعادة بناء مدرستنا وتعليم أطفالنا، وسنواصل العمل وسنفوز بالتأكيد”.
وقال خالد جابري، وهو مدرس، لوكالة أنباء ((شينخوا)) “توسعت الاشتباكات العنيفة مؤخرا، ووجدنا أن مدرسة الأطفال السابقة أصبحت في منتصف خط المواجهة، مما أجبرنا على اللجوء إلى بناء هذه الخيام والأكواخ”.
وقال حسن محمد مبارك، وهو طالب يبلغ من العمر 13 عاما، لوكالة أنباء ((شينخوا)) “لقد ساعدنا معلمينا في بناء هذه الفصول الدراسية، التي استغرقت منا حوالي خمسة أسابيع من العمل، وخاطرنا بحياتنا لجلب جميع المواد اللازمة من أماكن بعيدة على الرغم من مخاطر الألغام المنتشرة في الحقول والمزارع”.
ويبدو أن الطلاب والمعلمين مصممون على اللحاق بالركب على الرغم من تأخر بدء العام الدراسي الجديد.
وقال مبارك “نريد مواصلة التعلم في المدرسة، لذلك تعاونا جميعا في إيجاد البديل المناسب وفق الإمكانيات المتاحة من أجل اللحاق بالعام الدراسي ومواكبة المدارس الأخرى”.
ويغرق اليمن في حرب أهلية منذ أواخر عام 2014 عندما سيطرت جماعة الحوثي على عدة مدن شمالية وأجبرت الحكومة اليمنية على الخروج من العاصمة صنعاء. وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، وتشريد 4 ملايين آخرين، ودفع البلاد إلى حافة المجاعة.
قدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن حوالي 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من كل أربعة) في اليمن قد دمرت أو تضررت جزئيا أو استخدمت لأغراض غير تعليمية منذ بداية الحرب.
وتشير التقديرات أيضا إلى أن مليوني طفل يمني قد تسربوا من المدارس وأن ما يقرب من 172 ألف معلم لم يتلقوا رواتبهم بشكل منتظم منذ عام 2016، واضطر الكثير منهم إلى ترك وظائفهم للعثور على مصادر بديلة للدخل.
وقال جابري إنه على الرغم من كل الصعوبات والتحديات، فإن المدرسة ستبذل قصارى جهدها لمواصلة العمل، بما يمنح الطلاب “مستقبلا مشرقا”.
وأضاف: “نعم، هنا الوضع آمن، لكن المشاكل والعقبات الناجمة عن تدهور الأوضاع الاقتصادية تتراكم، وقد تؤدي إلى تسرب عدد من الأطفال من هذه الفصول واستغلالهم في العمل الشاق… لكننا سنحاول ألا يحدث ذلك”.
لكن المدارس في مناطق النزاع أو بالقرب منها معرضة للخطر دائما طالما استمرت الحرب.
وحذرت إيمان الطرابلسي، المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرقين الأدنى والأوسط، من احتمال تصعيد الصراع في اليمن.
وقال الطرابلسي لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة حصرية “مع الإعلان عن انتهاء الهدنة، هناك مخاوف من العودة إلى تصعيد العنف، وبالتالي قد تكون هناك أعداد كبيرة من الأطفال غير القادرين على الذهاب إلى المدرسة، بالإضافة إلى المخاطر المحيطة بهم”.
وكانت تشير إلى الهدنة الوطنية التي توسطت فيها الأمم المتحدة لمدة ستة أشهر في اليمن والتي انتهت في 2 أكتوبر. وفشلت الأطراف اليمنية المتحاربة في وقت سابق من هذا الشهر في التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة.
وأضافت المتحدثة باسم اللجنة الدولية أن “الإعلان عن انتهاء الهدنة هو أحد المؤشرات التي تثير مخاوفنا وقلقنا”.
المصدر الرئيس
Feature: Yemeni students, teachers set up tent classrooms after school destroyed in conflict