الحرب تضاعف معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة في اليمن
عمقت الحرب الدائرة في اليمن منذُ اندلاعها في 26 مارس 2015م أوضاع ذوي الاحتياجات الخاصة حيث تراجعت نسبة الدعم لهم إلى أكثر من 80 % وأصبح الكثير منهم يعاني من عدم الحصول على الأدوية ومواصلة الدراسة في أماكن خاصة بهم ومواجهة صعوبة بالغة في التنقل. يمن مونيتور/ صنعاء/ من عفاف الاباره
عمقت الحرب الدائرة في اليمن منذُ اندلاعها في 26 مارس 2015م أوضاع ذوي الاحتياجات الخاصة حيث تراجعت نسبة الدعم لهم إلى أكثر من 80 % وأصبح الكثير منهم يعاني من عدم الحصول على الأدوية ومواصلة الدراسة في أماكن خاصة بهم ومواجهة صعوبة بالغة في التنقل.
ويقول صندوق رعاية وتأهيل المعاقين أن أكثر من 300 جمعية تعنى برعاية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، أغلقت أبوابها نتيجة شح المشتقات النفطية وانقطاع التيار الكهربائي منذ اندلاع المواجهات.
مراسلة “يمن مونيتور” التقت بأطفال يعانون من الإعاقات وأسرهم لتنقل للعالم المعاناة التي تشهدها هذه الشريحة التي تشكل 12% من أجمالي السكان في اليمن وتعيش خارج دائرة الاهتمام المحلية والعالمية.
الحرب تضاعف معاناة تنقلهم
الطفل “عبدالجليل” يبلغ من العمر (12) عاماً، يعاني من إعاقة في رجله اليمنى وصعوبة في النطق، لكنه يتمتع بموهبة كبيرة ويحصد الدرجات العليا في دراسته.
تسرد “أم عبدالجليل” لـ” يمن مونيتور” معاناتها مع طفلها الوحيد منذ أكثر من 10 سنوات، لكن تلك المعاناة تضاعفت جراء الحرب، وتواجه وطفلها المعاق حركياً صعوبة في التنقل كل يوم من وإلى مؤسسة “خذ بيدي” التي تكفلت بدراسته وتعليمه”.
وأضافت “أن ابنها بات كبيراً، ويحتاج لنقله إلى تاكسي بشكل شبه يومي، في ظل ارتفاع أجرة المواصلات، وتدني دخل اسرتها”.
وتابعت، “الانفجارات المتكررة في العاصمة صنعاء أثرت على حالة عبدالجليل النفسية، وأصبح يخاف كثيراً، لذا اضطر للجلوس معه معظم الوقت”.
أوضاع ذوي الاحتياجات الخاصة تزداد سوءاً
فاقمت الحرب التي تدور رحاها في اليمن منذ ما يقارب عام من سوء أحوال السكان عموماً، وذوي الاحتياجات على وجه الخصوص، في ظل غياب شبه تام لدور الحكومة الشرعية.
يقول الأمين العام لجمعية المعوّقين حركياً في صنعاء “فهيم القدسي”، إن “أوضاع المعاقين تزداد سوءاً وتعقيداً، مشيراً إلى أن “حالات الأشخاص ذوي الإعاقة الصحية تزداد تدهوراً”، لا سيما من “يعانون من التقرحات والجروح نظراً لانعدام الأدوية وتردي أوضاعهم المعيشية وغلاء أسعار المواد الغذائية والأدوية المتوفرة”.
وأضاف القدسي لـ”يمن مونيتور”، أن “كثيراً من المعاقين كانوا يمارسون جلسات العلاج الطبيعي في مراكز متخصصة بذلك، لكن انعدام المشتقات النفطية وانقطاع التيار الكهربائي أديا إلى إغلاق تلك المراكز وحالا دون تقديم هذه الجلسات للمرضى، وهو ما انعكس سلباً على الحالة الصحية للمصابين بهذا النوع من الإعاقة”.
نقص الدواء
تقول “فاطمة المنصوب”، مسؤولة الإعلام بمؤسسة “خذ بيدي” (خيرية غير حكومية) إنه منذ اندلاع الحرب في اليمن العام الماضي لم تستطيع المؤسسة أن تساعد في سفر المرضى، فيعد أن كانت تتكفل بسفر عشر حالات تراجعت إلى ثلاث حالات بعد معاملات ومراجعات كثيرة.
وأكدت “المنصوب” لـ” يمن مونيتور” أن “إغلاق المطارات والموانئ أثّر سلبا على المؤسسة وأصبحت بحاجة ماسة للكراسي المتحركة للمعاقين لأنها شبه معدومة في اليمن، وتحتاج المؤسسة لتوريدها من الخارج”.
وأوضحت أن “المؤسسة ما زالت تصرف أدوية لذوي الاحتياجات الخاصة، لكنها اشتكت من زيادة عدد المعاقين في ظل انعدام معظم الأدوية بسبب الحرب”، لافتة إلى “الحاجة الماسة لتوفير دواء الصرع الذي أصبح معدوم داخل البلاد، كما أن المؤسسة لا تستطيع استيراده من الخارج”.
تعثر عمل صندوق الرعاية
أعلن صندوق رعاية وتأهيل المعاقين في صنعاء أنه يمر بحالة صعبة جدا، مرجعا ذلك الى “إقفال الموانئ والمطارات وقصف مصانع الاسمنت التي يعتمد عليها الصندوق للحصول على إيراداته”.
وأوضح نائب المدير التنفيذي للصندوق “محمد الديلمي” في تصريحات تداولتها وسائل الإعلام أواخر مارس الماضي، أن جميع مصانع الاسمنت في “تعز، وعدن، ولحج، وابين، وحضرموت، وشبوة أوقفت إيرادات الصندوق، ونوه إلى أن إيرادات الصندوق هبطت الى 25% من الإيرادات العامة.
وذكر أن “هناك أكثر من 7 ألف طلب لسماعات وعربيات وعكاكيز واحتياجات أخرى لم يستطع الصندوق استيرادها مرجعاً ذلك الى أن الصندوق لا يستطيع الاستيراد بالأمر المباشر إلى جانب عدم قدرة التجار على إدخال البضائع أو تكلفهم الكثير”.
وتحدث الديلمي عن 6 ألف معاق تم تسجيلهم في ظل الأحداث، مشيراً الى وجود إحصائيات تقول إن هناك أكثر من 20 ألف معاق فيما كان العدد السابق مليوني معاق بإعاقات مختلفة.