في الذكرى الـ 59 لثورة الرابع عشر من أكتوبر.. اليمنيون يتمسكون بالوحدة والهوية الوطنية!
يمن مونيتور/من افتخار عبده
تحل الذكرى التاسعة والخمسون لثورة الرابع عشر من أكتوبر والشعب يعيش في واقع تسوده الحرب ودواعي التشطير.
ويحتفي اليمنيون بهذه الذكرى متمسكين بوطنهم الجريح، يعضون على هويتهم اليمنية بالنواجذ، رافضين كل ما يدعو لتمزيق اليمن ووحدته.
وشهدت العديد من المدارس والجامعات والمؤسسات الثقافية كرنفالات مهيبة احتفاءً بهذه المناسبة الوطنية العظيمة، ارتفع فيها صوت الوطن فوق كل شيء وعلت أهازيج الجهورية والوحدة بكل مكان.
يقول سمير وديع ( ناشط)” في الذكرى التاسعة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر احتفالات ضاربة لشعبٍ حُر، صامد في وجه كل من يسعى لتمزيق صف الوحدة والجمهورية “.
وأضاف وديع لـ” يمن مونيتور” على الرغم من هذه الظروف القاصمة للظهر التي يعيشها اليمنيّون سواء في الشمال أو الجنوب، إلا أن الاحتفالات المهيبة في الأعياد الوطنية هي طقس مقدس يقوم به كل محبي هذا الوطن”.
وتابع “احتفالات كبيرة في اليمن شمالها وجنوبها، في المدارس، والجمعيات، والمؤسسات الثقافية، والجامعات، وفي حفلات التخرّج وحتى في الأعراس منذ أكثر من عشرة أيام، تطرب بالأهازيج والأغاني الوطنية الحرّة؛ لتؤكد لكل أولئك الطامعين في يمننا السّاعين لزرع تداعيات التشطير في هذه البلاد: أن اليمن حر أبي واحد موحد للأبد”.
وواصل ” هذه الاحتفالات تشعرنا بالسعادة الكبيرة، تعطينا طاقة وشعور جميل في أن وطننا لن يخضع لأي جهة وأن اليمنييّن لن يفرّطوا في وحدتهم ولن يدعوا أحداً يسلبهَا منهم”.
إحياء القيم الوطنية
وأكد وديع أن” هذه الاحتفالات ليست إحياء لذكرى الثورة وحسب وإنما هي في الوقت نفسه إحياء للقيم الوطنية التي تأتي بعد قيم وثوابت ديننا الإسلامي الحنيف في أهميتها فالدين والوطن حبيبان لا يمكن التفريط بهما”.
وبين أن “إحياء الثوابت الوطنية في نفوس اليمنييّن، من أهم ما نحتاج إليه في مثل هذه الأوضاع التي نُعاني فيها من تغييب يكاد يكون كُلّياً لتلك القيم والثوابت الوطنية وهذا ما يقوم به المحتفلون بهذه المناسبة من إحياء لذكرى الثورة وإحياة للمبادئ الوطنية”.
في السياق ذاته يقول محمد النهاري( معلم) “بعيدًا عن تفاعلات و أراء النخب التي تسيرها الاجندات الخارجية أو الأطماع الشخصية، فإن اليمنيين بشكل عام بمختلف مشاربهم السياسية والقبلية عبروا عن فرحتهم وإجلالهم لعظمة ذكرى ثورة ال 14 أكتوبر”.
وأضاف النهاري لـ” يمن مونيتور” من خلال التفاعل في وسائل التواصل الاجتماعي – والتي تعد متنفسًا يعبر من خلاله الكثير بما يجول في خواطرهم وما يعتريهم من حزن أو فرح – يستطيع القارئ أن يستشف مدى تفاعل اليمنيين مع القضايا الوطنية ومن ضمنها ثورة 14أكتوبر.”.
وواصل “ترى الحالات والقصص والمنشورات معظمها تشيد وتمجد هذه الثورة الخالدة وهذا دليل على تمسك اليمنيين بالوحدة، واعتبارهم ثورة 14 أكتوبر مكسبًا ليس لجنوب الوطن فقط بل لليمن الواحد ولليمنيين جميعهم بشكل عام”.
بدوره يقول أحمد الهجامي ( ناشط)”احتفالات الشعوب بثوراتها تعتبر إحدى ركائز صمودها في وجه المتغيرات التي قد تطرأ عليها كالحروب وغيرها”.
وتابع الهجامي في تصريح لـ” يمن مونيتور”، ثورة الرابع عشر من أكتوبر التي يحييها الشعب ليست مجرد ألعاب نارية، وليست عروضاً كرنفاليه سواءً مدنية أو عسكرية، فالقصدُ من هذه الاحتفالات هو التذكير والعودة إلى التاريخ الذي يقف مع الشجعان والأبطال الذين يحملون مشاريع وطنية تخدم الأرض والإنسان”.
وأردف “وطننا اليوم يعيش وضعًا مأساويًا وحربًا لم تقف بعد وتيرتها، إلا أن الشعب في كل عام يحيي ذكرى هذه الثورة بقلوب تعشقُ السلام والتحرر من كل قيد يجعله عبداً للمشاريع الاستعمارية”.
وواصل” لأن الشعوبَ تحب السلام؛ دائماً ما تدعم وتحضر بزخمها حين يتعلق الأمر بتاريخها الكبير، هذه المناسبة التي تذكرنا بأن امبراطورية لا تغيب عنها الشمس تلاشت واندحرت بصمود لبوزة وغيره من الثوار حين ثاروا وزأروا من على جبال ردفان ليعلنوا انتهاء مملكة لطالما افتخرت بنفسها فشاهدت موتها على أيدي رجال ربما المشاهد حين يراهم لا يصدق أنهم سبباً بانتهاء أسطورة بريطانيا”.
وأوضح أن “ثورتي سبتمبر وأكتوبر هما اللحظة التاريخية التي لا تنسى في شمال وجنوب اليمن، فهما من شكلتا محطة فارقة في حياة اليمنيين، لينتهي الأمر بقيام الحكم الجمهوري اليمني”.
وبين أن هذه التضحيات، لا يتمسك بها إلا المخلصين؛ لذلك تجد الشعب يحتفل بها فرحًا مسرورًا؛ ولأن التاريخ يعيد أحداثه لكن بصورة جديدة وحديثة، سيكون هذا الشعب هو بوابة العودة لليمن الكبير، وسينتصر الشعب للوطن كما انتصر له في سبتمبر وأكتوبر”.
بدورها تقول هالة هائل (معلمة في مدينة تعز)” في السابق كان الاحتفاء بالأعياد الوطنية أمرًا عاديًا بالنسبة لنا نحن النساء، وأما في وقتنا الحالي أصبح للأعياد الوطنية مذاق آخر وشعور مختلف”.
وأضافت هائل لـ” يمن مونيتور”: اليوم نحن نعيش ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر، ونحن نحتفي بهذه المناسبة بكل حب، وبالتحديد في المدارس التي تضم الجيل الصاعد الذي يعول عليه حماية هذا الوطن”.
وأردفت”: نقيم الفعاليات التي تتخللها العديد من الفقرات الوطنية التي تعبر عن حب الوطن، ويتغنى الطلاب بالوطن رافعين الأعلام الوطنية في أيديهم راسمينها على جبينهم، وبهذا نحن نغذي أفكار طلابنا بحب الوطن وبالهوية الوطنية اليمنية”.
وواصلت” نحتفي اليوم بثورة الرابع عشر من أكتوبر مع طلابنا ونحن نخبرهم أن من يريد تمزيق الوطن أو النيل من هويته سيكون مصيره العدم وسيكون يوم هلاكه عيدًا تحتفي به الأجيال القادمة”.
وبينت” نحن نعرض صور شهداء هذه الثورة المجيدة على طلابنا ونخبرهم أن هؤلاء ضحوا بدمائهم لينعم الشعب بعيش هنيء خالٍ من الاستبداد والاستعمار ليدرك صغارنا معنى الوطن والتضحية من أجله ومعنى أن الذي يريد للوطن سوءًا مصيره الهلاك طال الزمن أو قصر”.