كتابات خاصة

حول القرارات الجمهورية الأخيرة

أحمد عثمان

القرارات الجديدة التي اصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي ليست عصى سحرية، لكنها محاولة لتصحيح مسار قد لا يكون الأفراد مسؤولون عنه بقدر مسؤولية السياسات التي يتبعها معسكر مناهضي الانقلاب.

القرارات الجديدة التي اصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي ليست عصى سحرية، لكنها محاولة لتصحيح مسار قد لا يكون الأفراد مسؤولون عنه بقدر مسؤولية السياسات التي يتبعها معسكر مناهضي الانقلاب.
وهي تمثل علامة تجديد العزم على استمرار الحزم الذي يعمل على تطبيق القرار الدولي وانهاء الانقلاب وليس تدويره كماهي نسخة 2011م سيئة الذكر والمسؤولة عن كل ما يجري.
الانقلاب جريمة ضد الشعب والدولة، أجهض عملية الحوار وذهب بعيدا نحو تدمير الدولة واختطاف الجيش وتخريب المدن وقتل اليمنيين وتشريدهم وتعريض اليمن ومستقبله للخراب وتهديد استقرار المنطقة.
هذه الجريمة لها أركان مكتملة ومجرمون متلبسون مع سبق الاصرار والترصد، ولابد من أن يدفع الفاعلون ثمن جريمتهم كمجرمون وهؤلاء معروفون، الحوثي وعصابته وعلي صالح وشلته.
ولأن نهاية الحروب تسويات سياسية، فشرط نجاح التسوية أن يخرج المجرمون من المستقبل وأن يزاح المخربون من الحل، فتدوير المشكلة إلى حل أو جزء من الحل، وتقديم المجرم كمنقذ ليست تسوية ولا حل ولا سلم، وإنما تخريب وتجذير للمشكلة، وإعادة تدوير الحرب لدورات أشد وأنكى!
والمؤكد أن المؤتمر الشعبي ليس علي عبد الله صالح وعصابته وأن الحوثية إذا صح التعبير ليست عبدالملك الحوثي وزعماء حربه.
القرارات الأخيرة مؤشر على كسب السلام مع كل اليمنيين وانهاء الانقلاب بالحوار والحرب، والهدف واضح وهو 
انهاء عناصر وزعماء هذا الانقلاب، وهو قرار يحتاج إلى خطة سياسية؛ واعتقد انها واضحة عند قيادة معسكر مناهضي الانقلاب.
وإلى خطة حربية اثبتت انها متعثرة وضبابية الرؤية ومصابة بكساح وحول شديد.. تعز نموذجا. وهو ما يستدعي عملية مختلفة واضحة وادارة عملياتية واحدة بهدف واحد واجندة واحدة بعيدة عن التشتت والتجاذب وغياب البصيرة تتلافى كل الاخطاء في معسكر مناهضي الانقلاب والتي قدمت للانقلابيين الشي الكثير ومدتهم بوسائل البقاء مدة اطول مالم تفعله قوات الانقلابيين وحلفاؤهم.
القرارات مؤشر على توجه جاد نحو السلام وازالة الانقلاب وآثاره.
نأمل أن ينطلق هذا التوجه بدون عرقلة أو (حكولة) أو رخاوة وبعيدا عن سياسة الاشتغال على تحجيم المقاومة أو محاولة تصنيع مقاومة معلبة أو توريدها لميدان المعركة بعلب جاهزة، فهذا انتحار من الداخل وضرب لمشروع المقاومة والتحالف معا.
فالمقاومة عصب واداة مشروع التحرير على الأرض وكل شيء يمكن أن يصنع ويجهز كوجبات سريعة؛ ما عدى المقاومة فهي عبر التاريخ تنطلق من عمق الأرض ومن وسط الناس تشق الصخر وتتجاوز التراب، مثل بذور الأشجار المثمرة والنخيل الباسقات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى