هل تتأثر الحرب ضد الحوثيين بالحملة على”القاعدة” جنوبي اليمن؟
تكبد تنظيم القاعدة خسائر فادحة الأسبوعين الماضيين بعد حملة للتحالف والجيش اليمني يستهدف مواقعه في المحافظات الجنوبية. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من عبدالإله عباد
تكبد تنظيم القاعدة خسائر فادحة الأسبوعين الماضيين بعد حملة للتحالف والجيش اليمني يستهدف مواقعه في المحافظات الجنوبية، في وقت يخوض التحالف الداعم للحكومة اليمنية حرباً شديدة منذ عام ضد جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق.
التحالف العربي بقيادة السعودية افتتح حرباً مفتوحة ضد تنظيم القاعدة جنوبي اليمن حيث قصفت طائرات التحالف مواقع مختلفة للتنظيم في محافظات عدن وأبين وحضرموت والمكلا وشبوة وزادت حدة هذه الضربات في اليومين الماضيين حيث تلقى تنظيم القاعدة ضربات موجعة وخسائر فادحة في الأرواح والمعدات بعد استهداف الطيران لمعسكرات تدريبية للتنظيم ومباني حكومية أخرى يسيطر عليها مسلحي القاعدة خرج على إثرها التنظيم في بيان له يعترف بمقتل العشرات من أنصاره.
رئيس مجلس الوزراء ونائب رئيس الجمهورية خالد بحاح أشار بدوره على قصف للتحالف لمواقع القاعدة في الإجتماع الأسبوعي للحكومة في الرياض الخميس الماضي وأكد أن مواجهة الإرهاب هي المواجهة الأكثر تعقيدا كونه ينطلق من مفاهيم عقائدية مقيتة ويهدف إلى هدم الأوطان وزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد.
واستهدفت الغارات الجوية خلال الأيام الماضية معسكرا للدفاع الجوي ومعسكر الريان حيث مقر المنطقة العسكرية الثانية وكذلك اللواء 27ميكا شرق مدينة المكلا واستهدفت أيضا في المكلا معسكرات تدريبية للتنظيم وفي محافظة أبين استهدف الطيران مقراً رئيسياً للتنظيم في المدينة ومقر جهاز الاستخبارات ومعسكراً تدريبياً كما نفذت غارات أخرى شمال عدن وفي مدينة الحوطة مركز محافظة لحج والذي يقع تحت سيطرة التنظيم ومواقع أخرى مختلفة .
في إطار التحالف الإسلامي
الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية أمجد خشافة استبعد أن تتأثر المعركة ضد الحوثيين بالحملة ضد التنظيمات الإرهابية، مؤكداً لـ”يمن مونيتور” أن التحالف يعتبر اي حرب غير اعادة الشرعية وانهاء ما يصفه ب”الانقلاب” هي معارك جانبية ولذلك ظلت الحرب بعيدة عن تنظيمي القاعدة والدولة الاسلامية رغم ان هذه التنظيمات هي مهدد اساسي للحكومة الشرعية.
وأضاف خشافة أن “دخول التحالف في مؤشرات حرب مع القاعدة عبر قصف معسكرات التنظيم اما ان التحالف غير من اهدافه او انها عمليات في إطار التحالف الاسلامي او اضطرارا حتى تنهي دعاوي ايران والنقد الغربي من اتساع رقعة هذه التنظيمات بعد تدخل التحالف في اليمن”.
وتابع الباحث خشافة: “وما هو واضح ان التحالف لن يدخل بشكل مباشر في اي حرب مع القاعدة الا بجنود يمنيين وعبر تنسيق دولي ايضا باعتبار ان الحرب على هذه التنظيمات مستمرة عبر الطيران بدون طيار”.
التمكين السياسي
الصحفي والناشط حسام ردمان يعتقد إن أداء المقاومة الجنوبية والسلطات المحلية في عدن سيكون أكثر نجاعة في مكافحة الإرهاب بعد المقاربة الإقليمية مع مطالبات وتوجهات الطبقة السياسية الجنوبية وأضاف أن تطهير المجال السياسي الجنوبي من الإرهاب من صميم مصالح الحراك طالما تحسس طريقة عمليا إلى التمكين السياسي.
وقال ردمان لـ”يمن مونيتور” إن خطوات الحملة ضد الإرهاب في عدن كانت أكثر رتابة وأقل مبادرة لكن مع اشتراك سلاح الجو التابع للتحالف العربي وتنشيط غرفة العمليات اليمينة الإماراتية سرع من رتمها ليتكلل بنجاح لافت. حسب قوله
معتبراً أن الضغوط الدولية المتزايدة أثمرت في تفاعل عربي وخليجي لمحاربة الإرهاب باليمن بعد أن أصبح الإرهاب المعلوم هاجس المجتمع الدولي الأول.
وتابع ردمان أن: “الوسيلة الأفضل لخلق التفاف شعبي حول مسألة الإرهاب هو تمكين المكونات السياسية الحية في الجنوب والمعبرة عن اجتماع سياسي واضح كما أن هذا التمكين هو السبيل الانجع لتبريد الاحتقان الاجتماعي الناتج عن حالة الاستبداد والتسلط واختتم حسام حديثة مؤكدا بأن اليمنيين أن يذهبوا الى غداهم فرادى لكن حصص التقسيم لن تكون مشابهة للامس”.
أسباب توسع القاعدة في اليمن
من جانب آخر رأت مجلة صحفية ” وول ستريت جورنال ” أن تنظيم القاعدة ينموا باليمن بشكل واسع وكون علاقات مع مسلحين يمنيين على عكس تنظيم داعش الذي لم يجد له وطأة قدم راسخة في اليمن وحول توسع الجماعات المتطرفة في اليمن لفتت ستريت جورنال إلى أن غياب حكومة مركزية قوية في اليمن دفع اليمنيين في بعض الأحيان إلى التساهل مع جماعات متطرفة وفرت خدمات صحية وأمنية وقضائية.
ويرى مختصون في شؤون الجماعات المسلحة أن التنظيم قد يلجأ إلى حيل جديدة لتفادي ضربات الطيران الموجعة وقد يضطر أيضا إلى إخفاء تحركات أنصاره والعمل بسرية بعد أن أصبحت كل تحركاته ومواقعة تحت الرقابة والتهديد بالقصف بينما يرى آخرون بأن معركة التحالف العربي مع الانقلاب هي الأساس ولن يؤثر إمتداد المعركة ضد الإرهاب على المعركة الأم.