تراجم وتحليلاتغير مصنف

هادي يكتب لـ”نيويورك تايمز”: “الطريق إلى السلام”، داعياً لمرحلة بناء اليمن

“يمن مونيتور” ينقل ترجمة كاملة لمقال “هادي” المتفاءل من مفاوضات الكويت، ويدعو للسلام مع الحوثيين وقوات صالح بناء على قرارات مجلس الأمن، ويدعو اليمنيين ألا يفقدوا الأمل. يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة
كتب الرئيس اليمني مقالاً في نيويورك تايمز الأمريكية، نشر اليوم الثلاثاء، أكد فيه أن انتصارات قوات البلاد الحكومية أجبرت الحوثيين على الخضوع للحوار بشكل جدي بعد عام على عاصفة الحزم التي تقودها السعودية.
وقال عبدربه منصور هادي في مقال كتبه في الصحيفة بعنوان “الطريق إلى السلام”: “بعد سنة واحدة  منذ حدث التدخل من قبل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، والمدعومة من قبل الجيش الوطني اليمني، استطيع ان اقول لشعبي بكل ثقة أننا نعمل بجد لاستعادة السلام. لقد ضعفت الموقع العسكري للمتمردين الحوثيين، و سوف تستأنف محادثات السلام الشهر المقبل . وقف اطلاق النار من المقرر ان يبدأ يوم 10 ابريل، للوصول إلى إلى المحادثات. يجب على الحوثيين احترامه”.
وأضاف: “يجب علينا الآن أن نوجه جهودنا لإعادة بناء بلدنا المكسورة”.
وتابع: “بدأت حرب اليمن في صيف عام 2014 عندما هاجم المتمردين الحوثيين، وانضم من قبل الجنود الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، القوات المسلحة  الحكومية في محافظة عمران. وكان تمردهم لاحتلال صنعاء، العاصمة، والإطاحة بالحكومة اليمنية المنتخبة شرعيا بالقوة في سبتمبر”.
وأضاف الرئيس اليمني: قبل أن يتصاعد عُنف المتمردين الحوثيين وصالح، حكومتي فعلت كل ما هو ممكن لتجنب حرب شاملة، وكانت البلاد تشهد عملية الانتقال السياسي السلمي. وقد خرجت تلك العملية عن مسارها تماما في وقت كانت البلاد تضع مقررات مؤتمر الحوار الوطني، وهو منتدى تم إنشاؤه من قبل اليمنيين وبدعم من المجتمع الدولي. وكان الحوثيون أنفسهم طرفا في مناقشات المؤتمر بالرغم من تكثيفهم للعنف”.
وقال: “مع الفوضى في بلادنا، لم يترك لنا أي خيار سوى طلب المساعدة من إخواننا في المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى، دون أن تتدخل في مستقبل اليمن، وربما كان لأجل ذلك البلاد التي ينعدم فيها القانون إلى حد كبير، وانتشار الاقطاعيين. بسبب موقع اليمن المهم والاستراتيجي في خليج عدن، كان الشعور من استمرار الفوضى أبعد من حدودنا ليؤثر- في دول الخليج الأخرى وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية”.
“الآن في بلدي، الحكومة والتحالف حولوا ميزان القوى على الأرض. تم تحرير ما يقرب من 75 بالمائة من الأراضي التي كانت تحتلها قوات الحوثي-صالح، وهذا هو السبب الذي دفعها للمشاركة في مفاوضات سلام جادة للمرة الأولى. ونحن نشهد بالفعل بعض نتائج جهود السلام فقد تضاءل القتال على طول حدودنا مع السعودية”.قال هادي
مشيراً: “بلدي، التي تزهو وتفخر بتراث وثقافة يرجع تاريخها إلى أكثر من ألف سنة، يستحق فرصة لتزدهر مرة أخرى”.
وتابع: “هزيمة التطرف يتطلب وجود حكومة متماسكة تستطيع تقديم الخدمات لمواطنيها. نحن نعمل على تطوير برنامج الانتعاش الاقتصادي بعد انتهاء الصراع للمساعدة في شفاء اليمن. ولكن ينبغي أن يقف العالم معنا ونحن نعمل من أجل إعادة بناء بلدنا. نحن بحاجة ماسة إلى المساعدة الاقتصادية الدولية. نحن بحاجة خاصة إلى توفير فرص عمل للشباب في اليمن والاستفادة من حماسهم لمستقبل بلدهم”.
وفي ناحية الدعم الدولي أشار الرئيس اليمني في ترجمة لـ”يمن مونيتور”: “ويظهر بعض التقدم. مع مساعدة من شركائنا في المحيط العربي والإسلامي، ومعظم وزراء الحكومة عادوا إلى العاصمة المؤقتة، عدن، للقيام بواجباتهم. نأمل مع مساعدة من الأمم المتحدة والمفاوضات في أبريل أن يؤدي إلى إعادة العملية السياسية السلمية في اليمن وتنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني، الذي يدعو إلى تشكيل دولة اتحادية. حكومتي تقدر عمل الأمم المتحدة في مساعدة اليمن، وسوف نستمر في دعم جهود إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الخاص للأمم المتحدة”.
ويرى الرئيس في مقاله بالصحيفة الأمريكية الأوسع انتشارياً أنه”ومع ذلك، من أجل أن يكون هناك اتفاق في محادثات أبريل، يجب على قوات الحوثي صالح قبول قرار مجلس الأمن 2216 ، الذي يدعو جميع الأطراف إلى الالتزام بالعملية السياسية السلمية والتوافق على اتفاق دائم والدائم الذي يسمح للحكومة ببدء العمل لعودة النازحين إلى ديارهم وإصلاح الأضرار”.
“يجب أن يكون هناك اتفاق سلام نهائي وتدابير لا هوادة فيها لدعم الأمن في اليمن”. كتب هادي مؤكداً.
وأضاف: “وسوف نغلق، مرة واحدة وإلى الأبد، الملاذات الآمنة للإرهابيين، ومرة ​​أخرى نعمل مع الغرب والشركاء العرب إلى تخليص أراضينا من المتطرفين الذين يخططون لشن هجمات على أهداف في الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية وغيرها. وبالفعل، في الأسبوعين الماضيين، بدأت الحكومة اليمنية حملة في عدن ضد المنظمات الإرهابية والجماعات العسكرية المتطرفة. وقد طبّعت الحملة الوضع الأمني ​​في عدن. الآن حكومتي تعمل جاهدة على تحقيق حملات مماثلة في مناطق أخرى”.
وأرسل الرئيس اليمني رسالة إلى إيران: “وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون واضحا لإيران، التي تسعى إلى توسيع نفوذها والسيطرة من خلال وكيلها الحوثي، أن اليمن لن تتخلى عن شبر واحد من الأراضي لقوى خارجية”.
وأشار “هادي” إلى مرحلة ماقبل توليه الرئاسة بالقول: “توليت الرئاسة في عام 2012 في حين كان بلدي في حالة من الاضطراب السياسي، وتعاني من انعدام الأمن. وحتى قبل ذلك، كانت هناك العديد من القضايا التي لم تتم تسويتها منذ فترة طويلة. الآن يجب أن ننتقل إلى المهمة الملحة المتمثلة في المصالحة”.
وقال: “في السنوات التي سبقت عنف الحوثي-صالح والتي تصاعدت لتتحول إلى حرب أهلية، اليمن أحرزت تقدما كبيرا من خلال مبادئ توجيهية واضحة المعالم التي حددها مؤتمر الحوار الوطني. باستخدام نفس الخطوات والتدابير، يجب الالتزام بهذه المبادئ التوجيهية عندما نتناول تداعيات انقلاب الحوثي-صالح”.
وأكد “حكومتنا تمد يدها إلى سلام يكون مستدام ولا يضر عملية بناء الدولة في اليمن. في حين لا تزال هناك تحديات، والنظرة للبلاد أكثر إشراقا اليوم مما كانت عليه في أي وقت خلال العام الماضي”.
وأختتم المقال الذي ترجمه “يمن مونيتور”: “العنف يتضاءل، ومن المقرر تحقق المفاوضات السلام. ونحن نرى مستقبل مستقر ومزدهر لليمن، يوفر تكافؤ الفرص، وظروف معيشية أفضل ومكان على قدم المساواة في مجتمع للجميع. يجب علينا ألا نفقد الأمل”.
المصدر الرئيس:
Yemen’s President: A Path to Peace

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى