تابعنا ما جرى ويجري في شبوة وغيرها من المحافظات من صدامات عسكرية مؤسفة، ونعتقد ان المشكلة ليست في شبوة أو صنعاء أو قلعة معاشيق أو سقطرى أو باب المندب أو مأرب، لكن المشكلة تنبع من استمرار الحرب التي غيّبت الدولة ومؤسساتها ودستورها وغيّبت النظام والقانون والمؤسسات الدستورية و قضت على مبدأ المحاسبة للمتسببين في هذه الصراعات والحروب.. وما التشظي الذي أصاب اليمن ويكاد يحوله الى كانتونات الا نتيجة لتلك الحرب المدمرة..
إن اليمن بحاجة الى إعادة صياغة دولته ومؤسساته عبر رئيس واحد بدلاً للعديد من الرؤساء الحاليين، وحكومة اتحادية واحدة توزع فيها المسؤوليات عبر الاقليمين بما يضمن وحدة البلد ويسمح بالتعبير عن خصوصية كل إقليم، وجيش واحد يستوعب كل القوى العسكرية في اطار استراتيجية واحدة ولا يسمح للميليشيات بالتسيّد وتمزيق النسيج الوطني.
ولهذا إن أردنا الحل لأزمتنا اليمنية لا بد من البدء بوقف الحرب واستعادة الدولة عبر حوار وطني لا يستثني أحداً وبرعاية إقليمية ودولية..
أما ما جرى في شبوة فهو جزء من لوحة فسيفسائية معقدة وقد حزّت في نفوسنا كثيراً لأن الشهداء جميعهم من العسكريين والمدنيين هم أبناءنا وهم ضحايا لهذه الصراعات المركبة على السلطة وتمثل خسارة فادحة للوطن..