على وقع هذه المحاور تعيش اليمن منذ سنوات..فالحرب مستمرة دون توقف،تأكل الأخضر واليابس،تصادر كل ما هو جميل في البلاد،وتعبّد الطريق أمام القبح والدمار،على أيدي هواته تصنع الموت باحترافية فريدة،تقتلع جذور الحياة وترمي بها إلى مستنقع المجهول حيث المعاناة التي لا نهاية لها،ما من شيء إلا ونالت منه بطريقتها الخاصة،الطريقة التي شردت مئات الآلاف وهدّمت آلاف المنازل وطمست هويات شوارع برمتها،الطريقة التي أثارت حفيظة الأركيولوجيين حين قُصفا مسجدي المظفر والأشرفية في تعز وحين فُخخا العرش والسد في مأرب..إنه جنون الحرب،جنون حرب مبتدعة ضلت هدفها المزعوم فاتجهت بضراستها نحو الأبرياء والعُزل.
على وقع هذه المحاور تعيش اليمن منذ سنوات..فالحرب مستمرة دون توقف،تأكل الأخضر واليابس،تصادر كل ما هو جميل في البلاد،وتعبّد الطريق أمام القبح والدمار،على أيدي هواته تصنع الموت باحترافية فريدة،تقتلع جذور الحياة وترمي بها إلى مستنقع المجهول حيث المعاناة التي لا نهاية لها،ما من شيء إلا ونالت منه بطريقتها الخاصة،الطريقة التي شردت مئات الآلاف وهدّمت آلاف المنازل وطمست هويات شوارع برمتها،الطريقة التي أثارت حفيظة الأركيولوجيين حين قُصفا مسجدي المظفر والأشرفية في تعز وحين فُخخا العرش والسد في مأرب..إنه جنون الحرب،جنون حرب مبتدعة ضلت هدفها المزعوم فاتجهت بضراستها نحو الأبرياء والعُزل.
وسط كل ما يجري كانت الأصوات التي تدعو للتوافق والإلتئام تجد استجابة ملفوفة بانتهاز الفرصة لإبداء تجاوب يُحدث صدىً إعلامياً لا أكثر،فعلى موائد المباحثات والمفاوضات كانت تحضر الأرقام والحسابات السياسية البعيدة كل البعد عن الواقع المرير الذي يعصف باليمنيين منذ عام ونيف،مفاوضتان في جنيف حققتا فشلاً مبهراً،ونجحتا في تأكيد ارتباط المدينة السويسرية بالفشل الدائم في كل مباحثات ومفاوضات تخص المنطقة العربية،إضافة للعنترية والأنفة التي تسود طرفي المفاوضات في كل جولة تُعقد.
اليمنيون ذهبوا إلى جنيف مرتين،حكومة شرعية تبحث عن استعادة العاصمة ومدن أخرى سطت عليها المليشيات بالقوة بعد انقلاب ال21 من سبتمبر عام2014م،وجماعة مسلحة ارتدت ملابس السياسة مُرغمة للقيام بدور ما تحاول بمراوغاتها تحقيق مكاسب تضمن لها المزيد من الوقت في السلطة أو التقاسم على الأقل وهو ما ذهب بمفاوضات جنيف إلى الفشل لجولتين متتاليتين.
وفي ظل المجريات المعقدة التي تعصف بالبلاد من حرب مستمرة وانقطاع سبل التوصل إلى حلول سياسية،كان للشارع حضوره الفعال،فعاليات جماهيرية مناوئة ومظاهرات رفض للواقع المفروض عسكرياً وأخرى مضادة تؤيد ما جد وتدعو للمزيد…
لا زالت الحرب تفرد عضلاتها على كل المحاور،تطغى،تكتسح،تحقق المكاسب تلو المكاسب،نعم تحقق المكاسب لتجار الحروب،ولقادة الفتن الذين أشعلوها تحت عناوين واهية لا يمكن تصديقها أبدا،فيما كان جوهر طيشهم هو الإنتقام ممن طالبوا بالحرية والكرامة في عام 2011م،ومنع شيء من ذلك القبيل أن يتحقق.
فيما تعبث المباحثات بكل ما يدور على الأرض وتتجه للإنعقاد دون أي مؤشرات إيجابية على الأرض تبعث الأمل بنجاحها سوى تغير المكان من جنيف إلى الكويت،لكن ذلك لا يكفي للحكم بنجاحها على الرغم من الثقة الزائدة التي كانت تبدو على ملامح المبعوث الأممي حين أعلن عن موعد الإنعقاد،وأضاف لذلك عدداً من المحاور التي إن تم الأخذ بها لكفت بأن تنجح الجولة الأممية القادمة في الكويت،حيث أرجع المفاوضات لمرجعيات المبادرة الخليجية والحوار الوطني والقرار2216،ومع ذلك يبقى كل ما قيل مجرد استهلاك إعلامي فيما لا زالت الحرب مشتعلة والمواجهات على أشدها وسط إخفاقات مستمرة للإنقلابيين ومعاونيهم،وهو السبب الرئيسي وراء الدعوة للحشد الجماهيري وسط صنعاء من قبل المخلوع صالح بمناسبة ما أسماه مرور عام على العدوان..نفدت كل الوسائل لديه ولم يبقَ له سوى مجموعة مقاليع ظناً منه بأنهم سينقذونه من دوامة وجد نفسه فيها بما صنعت يداه ومكره.
الحرب تعبث بتعز،تنال منها ، تبطش بالأبرياء صباح مساء دون مسوغ لذلك إلا الحقد،تفرض الحصار،تمنع اللوازم والإحتياجات الضرورية دون سبب إلا أن من في المدينة اتفقوا على ألا رجعة للتوريث مهما كلّف ذلك..المباحثات يُهيأ لها على قدم وساق دون أي بوادر على الأرض توصل لمثل هكذا استنتاج،وحشود تُقاد كالقطيع لحمل صور رجل لم يعد له مكان بين اليمنيين،بعد أن طووا صفحته وخرجوا لخلعه بالملايين،وكابدوا كل الويلات للخلاص منه ومن خزعبلاته ومخرجات حكمه الباهتة بصورة نهائية باذلين من أجل تحقيق ذلك أغلى ما يملكون.
مشاهد ثلاثة هي ما تبقى من وجه اليمن،حرب مُستفرِدة،ومفاوضات مُتعثرة،وحشود تؤيد الحرب دون إدراك لعواقبها الوخيمة فلا هم لهم إلا إرضاء زعيمهم الصعب…