اخترنا لكمتراجم وتحليلاتغير مصنف

ستراتفور يجيب.. أي دور ستلعبه روسيا وإيران في محادثات السلام اليمنية

تحليل لمركز ستراتفور يتوقع الدور الإيراني والروسي في اليمن.. مشيراً إلى أن سلطنة عمان رفضت منح اللجوء لصالح كمخرج آمن، وما سيكون دور إيران في المفاوضات اليمنية المقبلة، بالإضافة إلى ما تعنيه مظاهرات اليوم في صنعاء..

يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
قال مركز “ستراتفور” المعني بالدراسات الأمنية والمخابراتية الأمريكي إن موسكو وطهران تحاولان كسب المزيد من النفوذ في ساحات الصراع الأخرى بما فيها اليمن بعد انسحاب روسيا من سورية.
وأضاف المركز في تحليل جديد نشر على الموقع الالكتروني: “في نهاية المطاف، يهدف تقليص التواجد الروسي في سوريا، وجهود موسكو للتوصل إلى اتفاق تقاسم السلطة في دمشق، إلى فتح باب المفاوضات مع واشنطن وأوروبا بشأن قضايا تحظى باهتمام روسي أكبر، مثل: العقوبات وأوكرانيا، والحشد العسكري الذي يقوم به الناتو في محيط دول الاتحاد السوفيتي السابق”.
في الوقت ذاته، تحاول موسكو كسب نفوذ في ساحة صراعٍ أخرى، تحظى بتسليطِ قدرٍ أقل بكثير من الأضواء. حيث أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مؤخرًا، أن محادثات السلام ستُستأنَف لوقف النزاع المستمر منذ عام. لكن لأن جولتين سابقتين من محادثات السلام في سويسرا سرعان ما انهارتا- إذ رفضت الأطراف تقديم مقترحات أو حتى اللقاء المباشر- لابد وأن مَن استقبلوا الإعلان الأخير تجرَّعوه دون أن يستسيغوه.
وتابع: “وحتى إذا أُجريت المحادثات الجديدة كما هو مخطط لها، فإن الاتفاق الذي ستشهده اليمن لن يتمخض تلقائيًا عن سلامٍ على الأرض. ذلك أن هذا البلد يعجّ بالنشاط المتطرف، ويعاني من الانقسامات، نتيجة أزمات في الموارد وخلافات بين القبائل”.
 
المفاوضات وصالح
واستدرك المركز بالقول: “ومع ذلك، تباطأت وتيرة الضربات الجوية في البلاد خلال اليومين الماضيين، وتراجعت أعمال العنف على طول الحدود اليمنية مع السعودية بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة. وهو التغيير الذي دفع البعض في العاصمة صنعاء، إلى اعتبار أن مرحلة وقف التصعيد التي أعلن عنها المتحدث باسم قوات التحالف السعودي أحمد عسيري، لم تكن مجرد تصريحات في الهواء”.
وتابع: “ورغم تواصل القتال في الجنوب المضطرب، من المقرر أن يبدأ وقف إطلاق نار في منتصف ليل العاشر من أبريل، استعدادًا لجولة ثالثة من محادثات السلام التي ستعقد في الكويت ابتداء من 18 أبريل”.
وقال المركز الأمريكي: “لكن ثمة أسئلة عالقة لا تزال تحلق في أفق وقف إطلاق النار. على سبيل المثال: ماذا سيحدث لعلي عبد الله صالح، الرئيس اليمني السابق والشخصية المحورية في الصراع، أثناء وبعد المفاوضات؟ وكيف تحاول السعودية قولبة اليمن في شكل دولةٍ يمكن للمملكة وبقية دول مجلس التعاون الخليجي إدارتها؟ وهل ستشارك إيران في المفاوضات؟”.
وتابع: “قبل أسبوعين، أسفرت محادثات هادئة بين مندوبي المتمردين الحوثيين ومسؤولين سعوديين، عن هدنة حدودية والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. ومن المحتمل جدًا أن يكون الاجتماع قد تمخَّض أيضًا عن اتفاقٍ- أو وَعْدٍ باتفاق- من شأنه استبعاد صالح، الذي قاتلت قواته إلى جانب الحوثيين، من مستقبل اليمن”.
وأضاف: “وفي مقابل إلقاء أسلحتهم، والتعهد بإبقاء المناوشات على الحدود السعودية في أدنى مستوى ممكن، واحترام حكم الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي، سيحصل الحوثيون على سيادة نسبية على محافظة صعدة في الشمال”.
 
مظاهرات صالح والحوثي
وما حدث اليوم 26 مارس، في ذكرى بدء الغارات الجوية ضد المتمردين الحوثيين، سلط المزيد من الضوء على التحالف المنهك بين الحوثيين وصالح. فإحياءً لذكرى مرور سنة كاملة، سوف تخرج مسيرتان متنافستان: أولاهما في الصباح، نظمها حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه صالح، والأخرى بعد ساعات العمل قادها الحوثيون.
ويقول المركز: “وتشير هاتان المسيرتان المنفصلتان إلى أن تحالف المصالح، الذي انعقد بين الحوثيين والموالين لصالح دفاعًا عن صنعاء يتهاوى. بل يقال إن الحوثيين حذروا موظفي الخدمة المدنية في العاصمة بأن 26 مارس يوم عمل، في خطوة استباقية للإعراب عن عدم الموافقة على المسيرة الصباحية”.
“ويحظى صالح بدعم الموالين والحرس الحرس الجمهوري، لكن الحوثيين سيطروا على التعاملات المباشرة التي جرت مع السعوديين، وحافظوا على قوتهم التفاوضية قدر الإمكان”. يقول المركز
مشيراً بالقول: “علاوة على ذلك، تؤدي المواقف اليمنية تجاه صالح، الذي يتذكره الكثيرون بفساده خلال رئاسته التي امتدت لأربعة عقود، إلى تعقيد تنفيذ وقف إطلاق النار. كما تثار علامات استفهام حول الملاذ الآمن، الذي يمكن أن تلجأ إليه أسرته حال التوصل إلى اتفاق سلامٍ يحرمه من أي سلطة في اليمن، وهو الأكثر ترجيحًا. هذا السؤال جذب انتباه الدول الأخرى، التي ترى محادثات السلام كفرصة لكسب النفوذ في أماكن أخرى”.
“وبينما تلاحق عقارب الساعة صالح، تناقش الحكومة اليمنية مع الأطراف الخارجية مسألة رحيله الآمن من اليمن. وفي حين لا ترغب عمان في استضافة الرئيس المخلوع مؤخرًا في عام 2012؛ خوفًا من أن يضر ذلك بعلاقتها مع حكومة هادي المشكلة حديثًا، والتي تحظى بموافقة دول مجلس التعاون الخليجي. لكن بعد أربع سنوات، سيكون توفير ملجأ لصالح عونًا كبيرًا لحكومة هادي”.
 
الدور الروسي والإيراني
وحول الدور الإيراني يقول المركز: “كما ترغب إيران في المشاركة في المفاوضات لتعزيز نفوذها في اليمن. ففي هذا الأسبوع، دعا نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، لمناقشة أزمة البلاد، وحث على التوصل إلى حل سياسي”.
مستدركاً بالقول: “بيد أن المتمردين الحوثيين رفضوا مؤخرًا مشاركتهم، قائلين إنهم ليسوا بحاجة إلى هذا الدعم. وهكذا يبدو أن طهران لن يكون لها حصة قوية في المفاوضات، رغم أنها قدمت الدعم للحوثيين في الماضي”.
وحول الدور الروسي: “بدلًا منذ لك، تعتبر روسيا مرشحًا محتملًا لاستقبال صالح، نازعةً بذلك فتيل التوترات بين مختلف الفصائل المعنية في اليمن. ومثل الأزمة السورية، تعتبر حرب اليمن ساحة صراعٍ تصطدم فيها المصالح الإيرانية والسعودية، ويمكن أن تكون روسيا وسيطًا في الحل”.
وتابع: “وبشكل عام، فإن الانخراط في صراعات من هذا الطراز يمنح روسيا نفوذًا في البلاد. ولأن روسيا ليس لديها مصلحة حقيقية في ساحة السياسة اليمنية أو الاتجاه المستقبلي في البلاد؛ يمكن أن تستغل روسيا التواصل الذي سيحدث مع السعودية بشأن اليمن، لتوجيه رياح المفاوضات السورية إلى حيث يشتهي الكرملين. علاوة على أن صالح يمثل كنزًا معلوماتيًا حول ديناميكيات الشرق الأوسط، وهو ما يمكن أن تراه موسكو لا يقدر بثمن”.
وأختتم بالقول: “يمثل الصراع في اليمن رقعة شطرنج تتبارى فوقها القوى العالمية. وبالنسبة لروسيا، فإن امتلاكها قطعةً على الرقعة يمكن أن يكون وسيلة أخرى لتشكيل ديناميكيات المنطقة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى