تراجم وتحليلاتغير مصنف

حشود السبت لـ”صالح” و”الحوثي”.. مخاوف غير مشتركة

يريد الرئيس اليمني السابق “علي عبدالله صالح” أن يبعث رسائل للدول العظمى والمعنيين بالملف اليمني قبيل أي جولة تفاوضية برعاية الأمم المتحدة، من خلال حشود استعراضية تعكس حضوره في المشهد لتقوية أوراقه في المعادلة التفاوضية. يمن مونيتور/ خاص/ من حمزة المقالح
يريد الرئيس اليمني السابق “علي عبدالله صالح” أن يبعث رسائل للدول العظمى والمعنيين بالملف اليمني قبيل أي جولة تفاوضية برعاية الأمم المتحدة، من خلال حشود استعراضية تعكس حضوره في المشهد لتقوية أوراقه في المعادلة التفاوضية.
واختيار “صالح” التحشيد الجماهيري بمثابة اظهار للقوة الناعمة التي يتفوق بها على حليفه الحوثي؛ بينما يتعمد اخفاء حضور قوته العسكرية ميدانياً، تحت عباءة الحوثي، للتهرب من أي تبعات قانونية قادمة بعد الحرب.
السبت القادم، كل طرف سيحاول أن يستعرض حضور من خلال التحشيد، ولأن بوادر المنافسة المحمومة تعكس تفتت قاعدة المصير المشترك لهذا التحالف الوظيفي، فقد وضعوا توقيتين ومكانين مختلفين لذات الهدف ولنفس الموضوع الذي سيتم الاحتشاد تحت يافطته، فالصباح هو موعد لاحتشاد أنصار صالح، وبعد العصر موعد احتشاد أنصار الحوثي.
على الأرض عسكرياً، يرمي صالح بثقله نحو تعز ويعمل على تماسك محيط صنعاء لصالحه، ينما يرمي الحوثي بثقله نحو صعدة والساحل الغربي (تهامة)، ويتشارك الاثنان في بقية الجبهات.
أما صنعاء فغالب القراءات تقول بأنها ستسلم وفق اتفاق، ولكن بعد تطويقها عسكرياً واستمالة ولاء محيطها القبلي، وهذا لا ينفي بأنها قد تشهد بعض العنف في أطرافها لإظهار ملامح القوة الجديدة الغالبة، وهي حاجة الحرب لسمعة القوة، وهذا بمثابة إعلان عن سيطرة القوة الجديدة على مقاليد العاصمة والبلاد ككل، وتثبيتها في الوعي العام بأن ما تم هو إخضاع وليس توازن قوى.
ما يسعى له “صالح” تحديداً هو تحسين شروطه التفاوضية للخروج الآمن، فهو قارئ جيد للأحداث، ويدرك تماماً أن مستقبله السياسي وعائلته انتهى تماماً، ولم يعد مقبولاً لا محلياً ولا اقليمياً ولا دوليا، وأن قوته العسكرية التي كان يعول عليها قد سحقتها الحرب الجوية واستنزفتها الجبهات.
الحوثي يفاوض من أجل شرعنة ما اكتسبه من نتيجة هذا الانهيار في الاقتصاد والدولة ومؤسساتها، يفاوض للحفاظ على وجوده تحت أي صيغة. والحقيقة أنه قد أعلن استسلامه مبكراً من خلال رغبته بالتهدئة من طرف واحد على الحدود فقط، وترك الحال في جبهات الداخل لظروف تحالفه مع “صالح” ومراعاة لقوة صالح التي يخشاها قيادات الحركة في صنعاء أو في صعدة.
ما أقدم عليه الحوثي منفرداً بشأن التهدئة من طرف واحد، هو بمثابة تحريك المياه الراكدة لدفع الجميع بما فيهم صالح نحو الاتفاق على صيغة مشتركة للحل يرضى بها صالح بالحد المعقول والطرف الآخر، فقد أصبح صالح عبء على الحوثي وخطر يهدد وجوده المستقبلي.
ما يحتاجه الحوثي، على الأقل حالياً، هو أن لا يجاري صالح في خطواته التصعيدية التي تخدمه كمصير مستقل عن الحوثي، والتي قد تعيق أي فرص للحل مع التحالف وتضع الحوثي في مواجهة خسارات إضافية هو اليوم بأمسّ الحاجة لأي اتفاق يوقف نزيف قوته المنهكة، بعد عام من الحرب.   
فتحسين شروط صالح سيكون على حساب الحوثي، كما أن استسلام الحوثي مبكراً سيكون بالفعل على حساب صالح، وبصورة أدقّ، على حساب تحالفهما

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى