صدور موسوعة بيبليوغرافية عن الأدب اليمني
يمن مونيتور/ اليمني الأميركي
صدر مؤخرًا، عن دار عناوين بوكس – القاهرة، مرجع توثيقي ضخم عن الأدب اليمني (إبداعًا ونقدًا) بعنوان “موسوعة بيبليوغرافيا الأدب اليمني”.
تناولت الموسوعة القصة القصيرة خلال الفترة (1957 – 2022) والقصيرة جدًّا خلال (2003 – 2022) والرواية خلال (1927 – 2022) والأدب الموجه للطفل خلال (1948 – 2022).
وحسب بيان صادر عن مؤلف الموسوعة الشاعر والناقد والمحاضر الجامعي اليمنيّ، إبراهيم أبوطالب، فهذه الموسوعة «متخصِّصة في بابها وفي ميدانها ترصدُ الأعمالَ الأدبيةَ اليمنيةَ رصدًا توثيقيًّا كاملًا يشملُ (الإبداعَ) و(النقدَ) لتكونَ مرجعًا مهمًّا، وموردًا رصينًا للباحثين والقرَّاء في الأدب العربي في اليمن».
«تُعَدُّ الموسوعة ذات قيمة علميَّة عالية للباحثين والقرَّاء والمبدعين والمهتمين، وهي الأشملُ – حتى الآنَ – والأكثرُ تَخصُّصًا ودقةً وحصرًا للأدب اليمني في هذا الميدان» يقول المؤلف في بيان اطلعت عليه صحيفة (اليمني الأميركي).
القصة القصيرة
وتتكون الموسوعة من ثلاثة أجزاء: الجزء (الأول) جاء في (358) صفحة من القطع الكبير، وفيه قسمان: قسم لرصد بيبليوغرافيا القصة القصيرة منذ أقدم المجموعات صدورًا، وقد بلغ عددها (454) مجموعة، صدرت ما بين عامي 1957م – حتى يونيو 2022م.
وحسب البيان «تحتوي تلك المجموعات على أكثر من (8523) قصةً في أكثر من (51188) صفحةً، معظمها من القطع المتوسط، كما بَلغَ مجموع القاصِّين والقاصَّات – من أصحاب المجموعات – (275) قاصًّا وقاصَّةً، عددُ القاصِّين الذكور منهم (192) قاصًّا، ونسبتهم (69.8%)، وعددُ القاصَّات (83) قاصَّةً، ونسبتهنَّ (30.2%). فضلًا عن الاختيارات القصصيَّة التي بلغ عددها (ثمانية) اختيارات أكثرها للأسماء المعروفة من القاصِّين والقاصَّات. وكذا المجموعات المشتركة لأكثر من قاصِّ وقاصَّة، وعددها (9) مجموعات. ومجموعة واحدة مشتركة بين قاصَّين اثنين، وأما الأعمال القصصية الكاملة فقد صدر منها (7) أعمالٍ، جُمعت فيها أعمالُ سبعةٍ من القاصِّين، وهم: أحمد محفوظ عمر، وزيد مطيع دماج، وعبد الله سالم باوزير، وعبد الناصر مجلي، ومحمد عبد الولي، ومحمد عبد الوكيل جازم، ووجدي الأهدل».
وأمَّا عن النقد – وفق البيان – فقد جاء في محورين: (محور الدراسات والقراءات)، وفيه رصد للدراسات الأكاديمية الجامعية، والبحوث المحكَّمة، والكتب، والفصول والمباحث في الكتب، والمقالات والقراءات المتنوعة التي تابعت السَّردَ القصصي خلال الفترة الزمنية المحددة والمنشورة ورقيًّا أو رقميًّا، والمحور الآخر: محور (النصوص الموازية والمتابعات): ويشمل: مقدمات المجموعات القصصية، والملفات، والمحاور، والأعداد الخاصة عن القصة في الدوريات، ورصدًا للمختارات القصصية في المجلات والكتب، وللمعاجم، والجوائز، والمواقع الرقميَّة العامَّة والخاصَّة بالقاصِّين، وغيرها.
أمَّا عددُ النقادِ والكتَّابِ فقد بلغ – حسب البيان – (294) ناقدًا وكاتبًا، منهم (65) ناقدًا عربيًّا وأجنبيًّا: فيهم عددٌ من الكتَّاب والنقاد العرب، وفيهم من الأجانب: (ألماني، وروسي، وهندي، وفرنسيَّة، وغيرهم)، وقد تمَّ التعريف بالنَّاقد وجنسيَّته عند ذكرهِ لأوَّل مرة. وهؤلاء النقاد والكتَّابُ يمـثِّلون ما نسبته (22.1%). وأما اليمنيون فقد بلغ عددُهم (229) ناقدًا وناقدةً وكاتبًا وكاتبةً، بنسبة (77.9%). وفيهم عددٌ كبيرٌ من كُتَّـاب القصة القصيرة أنفسهم، وليسوا نقَّادًا متخصَّصين.
القصة القصيرة جدًّا
أما القسم الآخر، في هذا الجزء، فقد خُصِّص لرصد بيبليوغرافيا القصة القصيرة جدًّا، وقد بلغ عدد المجموعات القصصية فيها – وفق البيان – (40) مجموعة صدرت ما بين عامي 2003م – ويونيو/ حزيران 2022م. وعددُ القاصِّين والقاصَّات (30)، منهم (18) قاصًّا بنسبة (60%)، و(12) قاصّة بنسبة (40%). وأكثر القاصِّين نشرًا هو زيد عبد الباري سفيان الذي نُشرت له (6) مجموعات قصصية قصيرة جدًّا – حتى الآن – والبقية تتراوح ما بين مجموعة، ومجموعتين.
ووفق البيان، فقد بلغ عدد النُّقاد والكتَّاب (34) ناقدًا وناقدة، وكاتبًا وكاتبة، منهم (18) ناقدًا وكاتبًا عربيًّا، تمَّ التعريف بجنسياتهم عند ذكرهم لأول مرة، وهم يمـثّلون ما نـسبته (52.9%)، و(16) ناقدًا يمنيًّا بنسبة (47.1 %)، منهم عددٌ من كُتَّـاب القصة القصيرة جدًّا أنفسهم، وليسوا نقادًا متخصّصين.
الرواية
أمَّا الجزء (الثاني) من الموسوعة، فقد جاء – حسب البيان – في (384) صفحة من القطع الكبير، فيه رصدٌ وحَصرٌ للروايات اليمنية الصَّادرة منذ العام 1927م حتى يونيو 2022م. موضحةً في جداولها بيانات النشر والطبعات المختلفة – إنْ وجدت – والملاحظات: وفيها ذِكرٌ لترجمات بعض الروايات إلى لغات أخرى أو ما حصل منها على جوائز، وغيرها من التوضيحات المختلفة، إضافة إلى بيان عدد الصفحات لكل رواية، وصورة للغلاف، وجميعها مرتبة زمنيًّا، وفي كل عام بيانٌ لعدد الروايات الصَّادرة في ذلك العام مرتبة ألفبائيًّا بأسماء المؤلفين.
«كما رُصِد في أولها البيبليوغرافيات السَّابقة التي بلغ عددها (16) بيبليوغرافيا لكتَّاب وباحثين يمنيين وعرب، ابتداء بـ”بيبليوغرافيا الأكاديمي المصري الأستاذ الدكتور عبد الحميد إبراهيم، عام 1976م، وانتهاء بـ”بيبليوغرافيا الباحث اليمني عبد الله عبده حزام الجهلاني” 2014م، وقد عُرِضت تلك الجهود مبينةً ما لها وما عليها، كما جاءت هذه الموسوعة لتبيَّن جوانب النقص – فيما سبق – وتستكملَ ما فاتها» وفق البيان.
وقال إبراهيم أبو طالب، مؤلف الموسوعة، «إنَّ هذه البيبليوغرافيا هي الأشمل والأوسع حتى تاريخها في يونيو/ حزيران 2022م، حيث بلغ عدد الروايات الصَّادرة حتى نهاية شهر يونيو من هذا العام 2022م (545) روايةً، منها الأعمال الكاملة لعلي أحمد باكثير. ورواية مشتركة بعنوان (كهنوف)، وهي عمل مشترك لـ 19 كاتبًا وكاتبةً من اليمن، ومن الوطن العربي. وقد بلغ عدد الروائيين: (298) روائيًّا وروائية من الجنسين، منهم: (197) روائيًّا، بنسبة (66.1%)، و(101) روائية بنسبة (33.9%). ومجموع ما كتبه الروائيون هو (380) رواية، نصيبُ أكثرِهم عددًا – حتى تاريخه – هو (12) رواية لمحمد مسعد العودي، يليه حبيب عبد الرب سروري (10) روايات، يليه بسَّام شمس الدين (9) روايات، وهكذا».
وأوضح أن الأعداد والروايات وبياناتها، كذلك، مرصودة في الجدول في آخر الكتاب.
وقال: «بالنسبة للروائيَّات من السَّيدات فمجموع ما كتبنَهُ هو (163) روايةً، نصيبُ أكثرهنَّ عددًا – حتى الآنَ أيضًا – هو (7) روايات للكاتبة نبيلة الوليدي، تليها (6) روايات لكلٍّ من: سعاد عمر سوَّاد، وشذى الخطيب، وعزيزة عبد الله، وفكرية شحرة، تليهنَّ نادية الكوكباني (4) روايات، وهكذا ممَّا تم توضيحه ورصده في مظانِّه من الموسوعة.
«لقد صدرت جميع الروايات في كُتبٍ عن دور نشر محلية، وعربية، وعالمية مختلفة، ما عدا (21) روايةً نُشِرتْ مسلسلةً في الصُّحف أو المجلات، ولم تُجمَع في كُتب. ومن خلال المقارنة والمتابعة فقد كان عددُ الروايات مع نهاية عام 2009م قد بلغ (149) روايةً، كما رصدتْها الطبعةُ الأولى من كتابنا “ببليوجرافيا السَّرد في اليمن…”، ومنذ تاريخ الطبعة الأولى في عام 2010م زاد عددُ الروايات بشكلٍ كبيرٍ حتى شهر يونيو من هذا العام 2022م، حيثُ بلغَ عددُ الروايات المنشورة (545) روايةً، أي بزيادة (396) رواية، وهو أكثر من الثلثين خلال عقدٍ ونيّفٍ من الزمن، بين عامي 2009م، ويونيو 2022م. كما تضاعفَ عددُ الروائيَّات من النِّساء من (9) روائيات فقط، إلى (101) روائية، بفارق (92) روائيّة من الكاتبات من جيل الشَّباب» يقرأ البيان.
وتابع: «بلغَ عددُ صفحاتِ الروايات جميعها أكثر من (99702) صفحةً لـ(489) رواية. منها ما بلغت صفحاتُه في الرواية الواحدة (1398) صفحة، ومنها ما كانت صفحاتُها قليلة في (50) صفحة فقط، وما دونهما، فقد اختلفت الرواياتُ في أعداد الصَّفحات ما بين هذين الحدَّين.
«وهذا ما استطعنا معرفة صفحاتها وإحصائها بدقة. يخرجُ من هذا العدد ما نُشِر في الصُّحف والمجلات، وعددها (21) روايةً، مسلسلة في تلك الدوريات. إضافة إلى (35) روايةً لم نستطع الوقوف على عدد صفحاتِها؛ وذلك لأسباب كثيرة، منها: عدم توثيقها في أيِّ مصدرٍ من مصادر التوثيق الورقية أو الإلكترونية – بحسب علمنا وبحثنا الدؤوب عنها – ومنها عدم القدرة على التواصل مع أصحابها، والبعدُ عن المكتبات اليمنية عند إعداد هذه الموسوعة، على الرغم من الاستعانة بالأصدقاء، ودُور النشر أحيانًا كثيرة، ولكن دون جدوى، ولعلّنا نتلافى ذلك في طبعة قادمة إن شاء الله تعالى» يضيف.
وأما النقد – حسب البيان – فقد جاء في محورين، كذلك: (محور الدراسات والقراءات)، وفيه رصدٌ للدراسات الأكاديمية الجامعية، والبحوث المحكَّمة، والكتب، والفصول والمباحث في الكتب، والمقالات والقراءات المتنوِّعة التي تابعت السَّرد الروائي اليمني خلال الفترة الزمنية المحدَّدة والمنشورة ورقيًّا أو رقميًّا، والمحور الآخر: (محور النصوص الموازية والمتابعات)، ويشمل رصدًا لمقدّمات الروايات، والملفات والمحاور الخاصة عن الرواية في الدوريات، والمعاجم، والجوائز، والمواقع، وغيرها.
واستطرد: «كما بلغَ عددُ النقَّادِ والكتَّاب (409) ناقدًا وناقدةً، وكاتبًا وكاتبةً من اليمن، وعددهم (269) كاتبًا وناقدًا يمثلون نسبة (65.8%)، ومن غير اليمن وعددُهم (140) كاتبًا وناقدًا يمثلون نسبة (34.2%)، وقد تمَّ التعريف بجنسياتهم المختلفة من عرب وغيرهم عند ذكرهم لأوَّل مرة. وهؤلاء النقاد والكتَّابُ تجد أعمالهم مرصودةً في قسم (نقد الرواية)، في جداول رتّبنا فيها أسماءَهم وأعمالهم، ورُصدت إجمالًا في نهاية الكتاب، بعد تفصيلها بحسب التاريخ في أماكنها من البيبليوغرافيا».
الأدب الموجه للطفل
أما الجزء (الثالث) من الموسوعة، فقد جاء في (306) صفحات من القطع الكبير، وفيه رصدٌ وحصرٌ للأعمال الأدبية الموجَّهة للطفل في اليمن ابتداءً من أوّل مجلَّة تعليمية تربوية بعنوان (مدرستنا) صدرت للطفل عام 1948م حتى يونيو 2022م. ويتكوَّن الكتابُ من ثلاثة أقسام: قسم (الإبداع)، وينقسم إلى:
1- رصد للقصص والروايات الموجَّهة للطفل مرتبةً زمنيًّا، ملحق بها قسمٌ للمنشور في الصحف والدوريات.
2- الشعر المنشور في دواوين مصحوبة بالرسوم أو المنشور في الصُّحف.
3- المسرحيات المطبوعة والمعروضة على خشبة المسرح.
4- المجلات المتخصِّصة في أدب الطفل.
وتابع البيان: قسم (النقد) يحتوي على رصد للرسائل الجامعية والأطروحات الأكاديمية، والأبحاث المحكَّمة، والكتب، والفصول والمباحث في الكتب، والمقالات والقراءات المختلفة التي تابعت الأدب الطِّفلي في اليمن مصحوبةً برصد للندوات والمحاور والمهرجانات والدورات الخاصَّة، وكذا الجوائز، والمواقع على الشَّبكة، وغيرها من الجداول المختلفة.
«أما القسم الثالث (بيوغرافيا) ودليل الكتَّاب الذين بلغ عددُهم (155) كاتبًا وكاتبةً. والرسَّامين والإعلاميين والفنانين والمخرجين والمهتمين بأدب الطفل الذين بلغ عددهم (127) رسامًا وفنانًا ومخرجًا من الجنسين، وفي هذا القسم تعريفٌ بهم وبأعمالهم، بما يساعدُ الباحثين والمهتمِّين والقرَّاء في الاطلاع على المشهد الأدبي الموجَّه للطفل في اليمن بكلِّ أبعاده إبداعًا ونقدًا» يقرأ البيان.
ما يميز هذه الموسوعة عن البيبليوغرافيات السابقة والمتعارف عليها هو أنَّ هذه الموسوعة التي تربو على (ألف ومائة صفحة) من القطع الكبير في أجزائها الثلاثة «جاءت مصحوبةً بصور للأغلفة؛ لأهمية الصورة وسيميائيتها حسب المؤلف، وكذلك فيها جداول كثيرة، وإحصاءات متعدِّدة، لجميع الأعمال الإبداعية في السَّرد (قصة، ورواية) وفي الأدب الموجَّه للطفل».
واعتبر متابعون صدور هذه الموسوعة حدثًا ثقافيًّا مهمًّا؛ انطلاقًا من قيمتها وخصوصية محتواها وأهميته وما تمثله من إضافة نوعية للمكتبة العربية باعتبارها أضخم مرجع بيبليوغرافي عن الأدب اليمني، وبالتالي تمثل مرجعًا لا يمكن الاستغناء عنه للباحثين في الأدب اليمني في مجالات القصة القصيرة والقصيرة جدًّا والرواية والأدب الموجه للطفل.
إبراهيم طالب (1970)، أكاديمي وشاعر وكاتب وناقد يمني صدره له عدد من الكتب في الشعر وأدب الطفل والنقد والبيبليوغرافيا.