من هو صالح عبد السلام المطلوب رقم واحد في أوروبا؟
التقرير مترجم عن صحيفة “سلايت” الفرنسية وتشرح بالتفصيل المطلوب الأول في أوروبا بالإضافة إلى ثمانية آخرين. يمن مونيتور/ سلايت / ترجمة إيوان24
في مساء يوم 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015، جدت سلسلة من الانفجارات وعمليات إطلاق النار في باريس. هذه الهجمات التي تبناها تنظيم الدولة، أوقعت ما لا يقل عن 130 قتيل و415 جريح، فمن هم هؤلاء المسلحون الذين نفذوا هذه الهجمات وما الذي عرف عنهم إلى حد الآن؟
1- صالح عبد السلام:
يبلغ صالح عبد السلام من العمر 26 سنة، ولا يعرف إلى حد الآن على وجه الدقة دوره الكامل في هجمات باريس، إلا أن المعلومات المتوفرة إلى حد الآن ترجح أنه لم يشارك في هذه المجزرة بشكل مباشر، بل قام فقط بقيادة السيارة لنقل ثلاثة انتحاريين إلى ملعب كرة القدم في العاصمة باريس، وربما كانت مهمته تتمثل في القيام بهجوم في الدائرة الثامنة عشرة، وهو الهجوم الذي تمت الإشارة إليه في بيان تنظيم الدولة الذي تبنى هذه الهجمات، إلا أنه لم يقع فعلا.
هذا الشاب الذي ظل مختفيا لمدة أربعة أشهر رغم أنه كان محل تفتيش وصدرت في حقه مذكرة توقيف دولية، انتهى به الأمر في قبضة الشرطة في حي مولنبيك في بروكسل في الثامن عشر من آذار/مارس.
وقد قال عنه صديق له أثناء فترة فراره: “لقد كنت أعتقد أن صالح شخص مرح ويحب الحياة كثيرا، ولذلك شعرت بالصدمة بعد أن علمت بما حدث”.
وقبل مشاركته في هذه الهجمات، كان الشاب صالح عبد السلام يعيش حياة عادية في حي مولنبيك في العاصمة البلجيكية بروكسل، الذي ترعرع فيه منذ طفولته. وكان برفقة أخيه إبراهيم عبد السلام يدير مقهى “بيغين”، الذي كان يجتمع فيه المنحرفون لتعاطي الخمر والحشيش، بحسب شهادة بعض الجيران.
ويروي من عرفوا صالح عبد السلام أنه كان مهتما بالهوايات العادية مثل كرة القدم والسهر مع الأصدقاء، كما أنه كان يتعاطى الحشيش ولا يهتم كثيرا بالدين، وكان يخرج كثيرا للسهر ليلا، ويحب قضاء الوقت مع الفتيات، وقد روى أحد أصدقائه أنه عاش قصصا غرامية عديدة مع الفتيات.
كما ذكرت صحيفة بلجيكية محلية أن صالح عبد السلام كان يتردد على بعض الحانات في بروكسل التي يتواجد فيها المنحرفون جنسيا، ويقوم هنالك بعمليات النشل، في هذه الأماكن التي تسهل فيها السرقة، وقد قام في عدة مناسبات بسرقة بطاقات هوية ورخص قيادة سيارات. وفي سنة 2010، بعد أن قضى فترة في السجن بتهمة الخلع والسرقة وتجارة المخدرات، بدأ صالح عبد السلام رحلته مع التطرف، حيث أنه في هذه الفترة توطدت علاقته مع عبد الحميد أباعود، الذي يعد العقل المدبر والمخطط لهجمات باريس. كما تشير المعلومات المتوفرة حول صالح إلى أنه مر عبر أجهزة الأمن الفرنسية في يوم 14 تشرين الثاني/ نوفمبر، أي بعد يوم واحد من الهجمات، وكان يقود السيارة ومعه ثلاثة رجال.
كما أنه قدم أثناء عملية المراقبة الأمنية أوراقا رسمية تحمل اسمه الحقيقي وليست مزيفة، إلا أن رجال الشرطة في ذلك الوقت لم يكونوا على علم بدوره في الهجمات التي حدثت قبل يوم واحد.
وفي شهر كانون الأول/ ديسمبر من السنة الماضية، كشفت أيضا وسائل الإعلام الفرنسية أن صالح عبد السلام اتصل بشخص مسجون في سجن نامور في بلجيكا في ليلة الهجمات، كما أنه كان قد زار نفس هذا الشخص في تشرين الأول/أكتوبر، أي قبل شهر من هذه الهجمات.
2- عبد الحميد أباعود:
كان والد عبد الحميد أباعود قد وصف ابنه بأنه “مختل عقليا وذو تصرفات شيطانية”. وبحسب الرواية التي أدلى بها محاميه لوسائل الإعلام، لم يظهر هذا الوالد، واسمه عمر أباعود، أي حزن عندما علم بمقتل ابنه، وبدى مرتاحا أمام وسائل الإعلام، بعد أن مات عبد الحميد خلال الهجوم على شقته في حي “سان دوني” في 18 تشرين الثاني/نوفمبر.
ويبلغ عبد الحميد أباعود من العمر 27 سنة، وقد كان مشتبها بكونه العقل المدبر لهجمات باريس، التي شارك فيها كعضو في المجموعة التي هجمت على مجموعة من المقاهي في باريس وقامت بقتل 40 شخصا، كما أنه يقف وراء الهجمات التي تم إفشالها في كانون الثاني/يناير 2015 في مدينة “فيرفيي” في مقاطعة لياج البلجيكية.
وتماما مثل الشقيقين عبد السلام، فإن أباعود أيضا كان يعيش في حي مولنبيك في بروكسل، وكان معروفا لدى الأجهزة الأمنية منذ سنة 2002، حيث أنه تعرض للسجن في عدة مناسبات بين 2006 و2012 لقضايا متنوعة، وكان في كل مرة يقضي مدة لا تزيد عن ثلاثة أشهر. ورغم أن مسيرة عبد الحميد أباعود مع التطرف والعنف بدأت مباشرة بعد خروجه من سجن “فورست”، فإن القطيعة النهائية بينه وبين والده تعود إلى سنة 2013، حيث كان عبد الحميد يلوم والده لأنه “سمح لشقيقه الأصغر بتلقي تعليم وفق النموذج الأوروبي”، وفي نفس السنة سافر أباعود إلى سوريا وعاد بعد بضعة أشهر لإقناع شقيقه الأصغر البالغ من العمر 13 سنة بالالتحاق بتنظيم الدولة، ومنذ ذلك الوقت انقطعت أخباره عن العائلة.
وقد لفت عبد الحميد أباعود أنظار الأجهزة الأمنية في شباط/ فبراير 2014، عندما ظهر في مقطع فيديو نشره تنظيم الدولة، وهو يقود سيارة رباعية الدفع تقوم بجر جثث من يسميهم التنظيم “بالكفار”، وبحسب المعلومات التي حصلت عليها وسائل الإعلام الفرنسية، فإن أبا عود صدرت في حقه بعد ذلك مذكرة توقيف محلية من بلجيكا، ودولية من الإنتربول.
وقد أكد متشدد آخر من إسبانيا تم القبض عليه في بولندا في حزيران/يونيو 2015، أنه تلقى تعليمات من عبد الحميد أباعود لتنفيذ هجمات في فرنسا، حيث طلب منه هذا الأخير اختيار “هدف سهل”، مثل قاعة حفلات، من أجل إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا.
3- إبراهيم عبد السلام
كان إبراهيم عبد السلام يقضي كل وقته في تدخين الحشيش والنوم، بسحب شهادة زوجته السابقة نعيمة. هذا الرجل البالغ من العمر 31 سنة، والذي يوصف بأنه كان كسولا ولكن طيب القلب، فجر نفسه في شارع فولتير على بعد أمتار قليلة مسرح “الباتكلان” في 13 تشرين الثاني/نوفمبر، وذلك بعد أن شارك في الهجمات على المقاهي.
وقد أدى الانفجار إلى إصابة شخصين بجروح خطيرة، و10 آخرين بجروح طفيفة، لأن المواد المتفجرة التي كان يحملها لم تنفجر كلها.
ورغم أن زوجته السابقة لم تظهر الكثير من التقدير له خلال شهادتها، فإنها أكدت على أن هذا الرجل لم يكن عنيفا، كما أنه لم يكن متدينا بالمرة، حيث أنه لا يصلي ولم يذهب في حياته للمسجد، ولم يكن يؤدي فريضة الصيام في رمضان إلا عندما تلزمه عائلته بذلك.
وفي المقابل فإن أفراد عائلته، ومن ضمنهم شقيقه صالح عبد السلام، لم يحضروا حفل زواجه، الذي اقتصر فقط على المراسم في مبنى البلدية. وحول هذا الأمر تقول نعيمة: “إن إبراهيم لم يكن مقربا من عائلته، حيث أنهم كانوا يعيشون حسب النمط الأوروبي، وكل فرد يعيش حياته بشكل مستقل”. وقد كان إبراهيم عبد السلام معروفا لدى الأجهزة الأمنية، حتى عندما كان قاصرا، حيث أنه تسبب في اندلاع حريق في منزل عائلته في سنة 1998 حين كان في الرابعة عشرة من العمر، وبعد ذلك سجن في مناسبتين بسبب ارتكابه لجرائم سرقة.
وفي سنة 2013 تسلم إبراهيم مقهى “بيغين” في مولنبيك، وفي نفس السنة أسس مع شقيقه صالح شركة مقرها هو ذلك المقهى، وبعد سنة واحدة أصبح صالح هو مدير هذا المقهى، الذي تم غلقه من قبل السلطات في الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 لأنه كان يتم فيه بيع واستهلاك المخدرات.
4- شكيب عكروه
لم تكن البصمة الجينية لشكيب عكروه موجودة في ملفات الشرطة، إلا أنها تمكنت من تحديد حمضه النووي عبر مقارنته بوالدته، وذلك في الرابع عشر من كانون الثاني/يناير الماضي.
هذا الانتحاري الذي فجر نفسه خلال هجوم الشرطة على شقته في سان دوني بعد خمسة أيام من هجمات باريس، كان آخر عنصر يتم التعرف عليه من عناصر المجموعة التي هاجمت مقاهي باريس، والمتكونة بالإضافة إليه هو من إبراهيم عبد السلام وعبد الحميد أباعود.
هذا الشاب البلجيكي من أصول مغربية، البالغ من العمر 25 سنة، كان معروفا لدى جهاز مكافحة الإرهاب في بلجيكا منذ سنة 2014، حيث أنه في شهر أيار/ مايو من تلك السنة، صدرت في حقه مذكرة توقيف دولية، وحكم عليه فيما بعد غيابيا بالسجن خمسة سنوات في 29 تموز/يوليو 2015، في إطار محاكمة ضخمة شملت من تورطوا في تجنيد الشباب لفائدة تنظيم الدولة من بلجيكا.
وقد انتقدت عدة وسائل إعلام ضعف الأجهزة الأمنية البلجيكية، وعجزها عن التعامل مع منفذي هذه الهجمات، خاصة وأن شكيب عكروه نجح مثله مثل عبد الحميد أباعود في السفر عدة مرات ذهابا وإيابا بين سوريا وبلجيكا، مجتازا بذلك كل إجراءات المراقبة على الحدود.
وكانت أول رحلة له إلى سوريا في 4 كانون الثاني/ يناير 2014، وقد ذكر شهود عيان أنهم شاهدوه في المطار وهو يستعد للسفر في رحلة ذهاب دون إياب إلى إسطنبول، وثبت تواجده في سوريا بعد ذلك في شهر شباط/ فبراير من خلال تحويل بنكي قام به، وصور ظهرت له في مواقع التواصل الاجتماعي وهو يحمل بندقية في يده، حيث كان شكيب حينها يقاتل في صفوف تنظيم الدولة ضمن كتيبة المهاجرين.
ويعتقد المحققون أن شكيب عكروه عاد مرة أخرى إلى سوريا في كانون الثاني/ يناير 2015، قبل أيام قليلة من تفكيك الخلية الإرهابية في مدينة “فيرفيي” البلجيكية، وفي 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2015، بعد يوم واحد من مشاركته في مجزرة استهدفت رواد المقاهي في شمال شرق باريس، تم تحديد مكان شكيب عكروه بفضل هاتفه الجوال في مكان قريب جدا من مسرح الباتكلان، حيث كان متواجدا في محيط المكان في نفس الوقت الذي كانت فيه القوات الخاصة الفرنسية تقوم بمحاصرة هذا المسرح.
وبعد أيام قليلة تمت محاصرته من قبل القوات الخاصة الفرنسية، فقام بتفجير الحزام الناسف الذي كان يحمله في شقته في شارع كوربيون في سان دوني، ما أدى لمقتله هو ومرافقته حسنة آية بولحسن وابن عمه عبد الحميد أباعود.
5- إسماعيل عمر مصطفاي
تقول شاهدة ترعرعت مع إسماعيل في نفس الحي، أنه كان خجولا جدا وذو شخصية طفولية. في المدينة التي ولد بها في “كوركورون” في ضواحي باريس، ومدينة “شارتر” التي عاش فيها منذ سنة 2005، يقول أغلب معارف هذا الشاب البالغ من العمر 29 سنة والذي أصبح انتحاريا، أنهم يجدون صعوبة في تصديق أنه كان ضمن المجموعة التي نفذت مجزرة باتكلان، وأوقعت تلك الحصيلة المأسوية من القتلى، التي وصلت إلى 90 قتيل.
وقد تمكن المحققون من معرفة هويته والتأكد من وجوده ضمن هذه المجموعة، عبر قطعة من إصبعه وجدت بين طيات الحزام الناسف الذي كان يرتديه.
في مدينة كوركورون يتذكر أحد الجيران أن عائلة مصطفاي رحلت بسبب العلاقات المشبوهة التي تورط فيها إسماعيل مع المجرمين، حيث أنه انضم إلى عصابة كانت في صراع مع عصابات أخرى. ويؤكد عمدة المدينة هذا الكلام، ويضيف: “لقد تجاوز الأمر هذا الحد، حيث أن أفراد عائلته تلقوا تهديدات بسببه، ولذلك قرر والداه الرحيل عن المدينة في سنة 2005”.
وقد انتقلت العائلة إلى حي سكني في شارتر، ورغم أن إسماعيل لم يكن عمره حينها يتجاوز العشرين سنة، فإنه تورط مع الشرطة في ثمان مناسبات بسبب ارتكابه لجنح في الفترة بين 2004 و2010، إلا أنه لم يدخل للسجن.
وبدأت رحلة مصطفاي مع التطرف في سنة 2010، كما أنه في نفس هذه السنة دخل قائمة العناصر الخطيرة ضمن تصنيف إدارة الأمن الداخلي الفرنسية، التي خصصت له “بطاقة أس” لجمع المعلومات عنه، بسبب علاقاته المريبة مع متشددين آخرين في بلجيكا.
وبعد سنتين قطع إسماعيل عمر مصطفاي كل صلة له مع عائلته، وهو ما يؤكده أحد أشقائه، الذي قال: “إنه لم يعد يتحدث معنا منذ سنوات”. وتشير المعلومات إلى أنه مر عبر تركيا للذهاب إلى سوريا في خريف سنة 2013، وبقي هنالك لعدة أشهر قبل العودة إلى فرنسا في تاريخ مجهول.
6- فؤاد محمد عقاد
يقول والده محمد عقاد، الذي كان تحت الصدمة بعد أن علم بأن ابنه كان الانتحاري الثالث في مسرح الباتكلان الذي يتم التعرف عليه في التاسع من كانون الأول/ديسمبر، “لو كنت أعلم أنه سيرتكب جريمة من هذا النوع لكنت قتلته قبل ذلك”.
كان فؤاد محمد عقاد يبلغ من العمر 23 سنة، وينحدر من منطقة ستراسبورغ في شمال فرنسا، وقد سافر إلى سوريا مع شقيقه وثمانية من أصدقاءه في نهاية سنة 2013. وهنالك توفي اثنان منهم، وعاد سبعة من بينهم فؤاد إلى فرنسا في الفترة بين شباط/ فبراير وآذار/ مارس 2014، وتم التحقيق معهم في تلك السنة. وتقول والدته: “كانت أخباره تصلني كل يوم، ولكنه لم يكن يحدثني حول ما يفعله هنالك، كلما ما أعرفه أنه كان مع زوجته في سوريا، وعندما عاد إلى فرنسا تم سجنه”.
ويقول والده إن ابنه فؤاد الذي ولد وترعرع في فرنسا كان طفلا هادئا، ولم تكن هنالك أي علامة تدل على أنه سيسلك هذا الطريق.
7- سامي عميمور
يبلغ سامي عميمور من العمر 28 سنة، وقد فجر نفسه في مسرح الباتكلان، وقد وصفته الصحافة الفرنسية بأنه شاب لطيف وخجول، بحسب شهادات أقاربه وأصدقاءه في منطقة “درانسي” الباريسية، التي عاش فيها مع أبويه وأخواته، وشهادات زملاءه السابقين في شركة النقل التي كان يعمل بها.
هذا الشاب الذي خرج من عائلة عادية لا تشبه في شيء العائلات التي نشأ فيها متطرفون خطرون آخرون مثل محمد مراح، كما كانت أمه ناشطة نسوية ومدافعة عن الأفكار العلمانية، وكانت تتردد على المركز الثقافي في مدينة “سان سن دوني”.
وقد بدأ سامي عميمور يتأثر بالفكر المتشدد في سنة 2011، وكان والداه حينها في حيرة من أمرهم وهم يشاهدونه يقضي ساعات طويلة وهو يشاهد مقاطع فيديو باللغة العربية. كما أنه أصبح كثير التردد على مسجد “بلان ميسنيل”، الذي يسيطر عليه السلفيون.
كما يتذكر والده عز الدين عميمور أنه أصبح أيضا يسعى لنشر أفكاره الدينية الجديدة بين نساء العائلة، وكان يحاول إقناعهن بارتداء الحجاب.
وقد اتهم سامي عميمور بالتخطيط للسفر إلى اليمن، وخضع للاستجواب في أيلول/ سبتمبر 2012 بتهمة الانتماء لتنظيم غير قانوني، وبعد سنة كاملة رحل إلى سوريا في 11 أيلول/ سبتمبر 2013. وقد ظل مصرا على مواقفه حتى بعد الزيارة التي أداها إليه والده إلى شمال حلب في كانون الأول/ديسمبر 2014 في محاولة لإقناعه بمغادرة صفوف تنظيم الدولة والعودة لتأسيس حياة جديدة في الجزائر، وقد باءت كل محاولات والده بالفشل لأن كان قد تشبع بأفكار التنظيم.
8- أحمد المحمد
من يكون أحمد المحمد؟
المعلومات المتوفرة حوله لا تزال قليلة، رغم أنه كان أول من أوقع ضحايا خلال هجمات باريس، حين فجر نفسه في محيط ملعب كرة القدم في باريس، بعد أن وصل من سوريا عبر نفس الطريق التي يسلكها اللاجئون.
وقد تم إنقاذ أحمد المحمد من سواحل جزيرة ليروس اليونانية، بعد أن غرق مركب اللاجئين الذي كان يقله في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ثم قدم جواز سفر سوري مزيف للسلطات اليونانية.
ويواجه المحققون الآن مشكلة معقدة تتمثل في أن الصورة التي كانت على جواز السفر تعود فعلا إلى هذا الانتحاري، ولكن الاسم الموجود لم يعرف صاحبه إلى حد الآن. ويعتقد أن المالك الأصلي لهذا الجواز هو جندي ضمن قوات بشار الأسد، لقي حتفه خلال الأشهر السابقة، كما لا يوجد أي دليل على أن هذا الانتحاري هو من أصول سورية.
ويقول أحد الخبراء المتابعين لهذه القضية: “ربما يكون الاسم الموجود على جواز السفر صحيحا وقد استعمله للعبور كلاجئ، أو يكون جواز سفر لشخص آخر قام هذا الانتحاري بوضعه قربه بشكل متعمد من أجل إرباك المحققين”.
9- بلال الهادفي
تقول الوالدة فطيمة الهادفي عن ابنها: “لقد كان مثل القنبلة الموقوتة وكنت دائما أشعر أنه سينفجر في يوم من الأيام”. بعد عشرة أيام بالضبط من هذه التصريحات التي أدلت بها أمه، قام الشاب بلال البالغ من العمر 20 سنة بتفجير نفسه في محيط ملعب كرة القدم في باريس. هذا الابن الأصغر لعائلة الهادفي سافر إلى سوريا في 15 شباط/ فبراير، بعد أن أوهم والدته وأخته بأنه ذاهب للمغرب “لزيارة قبر والده والتزود بشحنة روحية”. وبعد أيام قليلة اكتشفت العائلة الوجهة الحقيقية لبلال.
ويتذكر أحد أساتذته أنه كان طالبا مسيسا، ولم يكن يتردد في أخذ الكلمة أمام الناس للتعبير عن مواقفه، وقد خاض نقاشات في الجامعة على إثر هجمات شارلي هبدو، وحاول تبرير تلك الهجمات، وقال “إنه يجب وضع حد لحرية التعبير”.
وبعد أن لاحظت الشرطة البلجيكية أنه أصبح شخصا متطرفا، قامت بعمليات تفتيش في عدة مناسبات لمنزل عائلته، منذ شهر آذار/مارس الماضي، ولكن الوقت كان متأخرا جدا.
المصدر الرئيس بالفرنسية
Ce que lon sait des terroristes qui ont attaqué Paris et Saint-Denis