الأخبار الرئيسيةغير مصنفكتابات خاصة

ليد من سيدي بو زيد!

معاذ المقطري

الليد الذي هتف في ساحة التغيير بصنعاء : “يا بو عزيزي يا رجال” ردد خلفه ألف ليد  :”يا رجال يا ابن الرجال” . الليد الذي هتف في ساحة التغيير بصنعاء : “يا بو عزيزي يا رجال” ردد خلفه ألف ليد  :”يا رجال يا ابن الرجال” .
 هكذا أيها الليد اليماني المحنك بدأت تصوغ هتافك الثوري لتظاهرات فبراير2011 ..صغتها من وهج النار التي صهرت الليد “محمد بوعزيزي “جسدا وروحا  ثم سوته ربيعا عربيا.. انت واحته وغصنه النظير  في صحراء الجزيرة العربية.
كان مخيالك السبئي الضارب في محراب أجدادك الذين سجدوا للشمس، بقادر على استدعاء الليد القادم من سيدي بوزيد بتونس مضرما ناره في نفسه ومذكيا صواعقه الثورية  في كل ليد.
أضرمها من حيث هو ليد يبيع الخضار ويعول أسرته المكونه من 9 أفرادبينهم شقيقه المعاق حركيا.
أضرمها ذودا عن  كرامته المهدرة بيد شرطية صفعته على خده وصرخت في وجهه قائلة :” ارحل”..كان هذا بعد أن صادرت عربية بيعه للخضار تكريسا للطغيان الحاط بالكرامة الإنسانية  لنظام زين العابدين بن علي .
نواميس الحياة تحرك التاريخ في صف من مجدوا قيمة العمل وأعلوا من حقهم في العيش الكريم وحق تمتعهم بالكرامة الإنسانبة؛ لذا كان زين بن علي هو الذي رحل تحت سطوة الغضب التونسي في ثورة الياسمين؛ فيما لاح با ئع الخضار محمد بو عزيزي ربيعا عربيا أخضرا.
أها الليد اليماني المرهف :
إنك حين  هتفت يا بو عزيزي يا رجال ..يا رجال يا ابن الرجال.. كان دمه قد صار دمك،وجلده جلدك،ومهنته مهنتك،وعربية الخضار تلك كانت عربيتك،وحقه في العمل هو حقك وهكذا فكرامته الانسانية كانت كرامته.
 وهذا يعني  بأنه ما عاد لك أن  تهتف ما حييت باسم : ” الفقيه أو السيد أو الزعيم أو القائد الرمز.. بل يعني بأنك ماض إلى هدم ألقابهم وإسقاط هيلماناتهم  وجدرانهم التي حاصروك بها.
 حدث هذا في  جمعة الكرامة،حين حطمت جدرانهم التي نصبوها لحصار ثورتك السلمية النبيلة في ساحة التغيير بصنعاء وفي كل ساحات اليمن الكبير .
هو ذاته نظام الطغيان العربي الذي أسقطه “بو عزيزي” بثورة التوانسة  كان قد نصب قناصاته ورشاشاته فوق أسطح المباني ومن خلف الجدران ليصب نيرانه عليك.
على أن  رأسك الضارب في الشمس وصدرك المفتوح على بحرين وخليجين ومحيط التهمت بك نيرانهم وحطمت بك جدرانهم ولم تول بك الدبر.
يومها فر القاتل والحاكم والمفتي تحت دقات قلبك الأحمر  الراكض بعضلاته الثورية إلى الخلاص الكلي لليمنيين.
ولو أنك واصلت زحفك ولم تجنح للسلم -فوق ذلك- لما عادت فلول المخلوع علي عبد صالح، بمركبات حقدها السلالي الطائفي لتنقلب على إنجازك اليمني المعاصر.
لا عليك ياليد ..
 إنهم إن عادوا بفلولهم منقلبين عليك فعد إلى معولك السبئي الغابر لتصرعهم من حيث انقلبوا عليك..
اصرعهم بالعمق الذي لا يدركه خيال كسرى، فما بال عبيده الذين تسطح خيالهم حتى ظنوا بأنهم قادرون على فصلك عن أمشاجك
إنها روحك ووجدانك ودمك الموصولة بأحشاء ملكتك العظيمة “بلقيس “ومحرابك السبئي النابض في خلايا دمك وروح اتصالك الكوني بركب الحضارة الانسانية ..
ياليد يا يماني …
إنك والليد القادم من سيدي بوزيد متشابهان حد التطابق! .ذلك أنكما  أتيتما معا عبر حبل سري واحد لحضارة واحدة ..هو وجهها الفينقي وأنت وجهها السبئ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى