الأخبار الرئيسيةغير مصنفكتابات خاصة

“جلافسات” للضمير!

غادة العبسي

ضجت القاعة بالحضور،أشخاص لا أعرفهم ولا يبدو من سحنات وجوههم أن هناك احتمالا، ولو بسيطا،لأتعرف عليهم. ضجت القاعة بالحضور،أشخاص لا أعرفهم ولا يبدو من سحنات وجوههم أن هناك احتمالا، ولو بسيطا،لأتعرف عليهم.
 فجأة.. ظهرت امرأة في عقدها الخامس عند بوابة القاعة، وأخذت تصرخ بصوت أشحب يشبه صوت الرجال، اعتقدت أنها تطالب بحقوقها خاصة أن الفعالية حقوقية، وبعد أن حاولت التركيز أكثر فيما تقوله، اكتشفت أنها كانت تردد عبارات مستهلكة فهمت بعضا منها (اللهم يحفظ السعيم- ياسعم عفاش، على الخونة اللي باعوا البلاد لليهود، اللي دمروا البلاد كنا عايشين مرتاحين مفتهنيين ……)
رأيت ارتياحا بين الحضور لكلامها، وعلى سبيل المسخرة التفت للجالس جواري والذي كان يبتسم فرحا بقولها، وسألته بلؤم يمثل دور البراءة: ليش يدخلوا الشحاتات للقاعة؟!!
لملمت ابتسامته أحذيتها وغادرت وجهه ورد عليها بقسوة: ومن قال لش إنها شحاتة؟!!
– بس لأنها تقول كلام يقوله الشحاتون!!
انتهى كلامي.. يرحمني الله.
المهم ماعلينا، مش هذا موضوعنا، أنا أشتي أكلمكم على الفعالية؛ بدأت مراسم الفعالية مع حضور الشخصية التالية لعبد القادر هلال أمين العاصمة، افتتح كلمته بالتحسر حد التصحر على ضحايا قصف طائرات التحالف، وقال: وين الإنسانية وين أخلاق المسلمين، وين حقوق الجوار؟؟؟.
في تلك اللحظة تمثلت جوليا بطرس أمام ناظري وهي تغني في ثمانينيات القرن الماضي: وين الملايين، فشعرت بأني سأبكي، وسيبكى الحاضرون حتى تخضل لحاهم- مثلا، المهم مازال يردد وين حتى قلنا ليته سكت..!!
كانوا يتحدثون عن حقوق فئة عمالية معينة، لكن أخانا في الله شرق وغرب، وصار يخضب الحديث خضب الحلبة في الطاسة، وفجأة إذا به يتفاعل ويفقد السيطرة على كلماته ويقول: نحن في أمانة العاصمة لم نغفل عن حقوق عمال النظافة – مع العلم أن الفعالية لا تخص عمال النظافة لا من قريب ولا من بعيد– تعبنا ونحن نناشد عمال النظافة ونرجوهم أن يحافظوا على أنفسهم من مخاطر التلوث والأمراض الذي يمكن أن تسببه لهم القمامة، وهو يقومون بأداء عملهم في جمع القمامة من الشوارع، كم مرة رجوناهم أن يرتدوا (الجلافسات والكمامات) حتى لا يعرضوا صحتهم للخطر..!!
هم لا يدركون أننا نتألم ونحن نراهم يضربون برجائنا على أرض الحائط، ونحن عبر هذه الفعالية نناشدهم ونرجوهم أن يحموا صحتهم..!!؟ كلام مؤثر من الأخ (جلافس)!
ونسى أخونا في الله أن يناشد المواطنين -الذين يسرق هو وأمثاله اللقمة من أفواههم، والذين يقتاتون من القمامات، نسى أن يناشدهم أن لا ينسوا الالتزام بالآداب الإسلامية للطعام وأن يسموا الله تعالى وأن يأكلوا بأيمانهم وأن لا تطيش أيديهم في القمامة..!!
الوطن يغرق بسببك وأمثالك أيها المدعي، يغرق في دوامة حرب أهلية مذ استبحتم عرض هذا الوطن، مذ صار القانون وهيبة الدولة في حوزة مليشيا مسلحة خارجة عن اطار الدولة، أنت بحاجة لجلافسات لضميرك.
سئمنا كل هذا الدجل، سئمنا وجوهكم التي تمثل البراءة وتحتها ألف ألف قناع من الزيف والغدر، سئمناكم ياهؤلاء.
حِلوا عنا بجاه الله..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى