آراء ومواقف

الشرعية تخذل تعز

باسم العبسي

منذ نحو العام، وتعز تقاوم ميليشا الحوثي وعلي عبدالله صالح، بإمكاناتها البسيطة، تحارب بالبندقية وبعض الأسلحة الثقيلة التي تم شراؤها بجهد ذاتي لقيادة المقاومة، وسط تخاذل وصمت من شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي وخالد بحاح.

منذ نحو العام، وتعز تقاوم ميليشا الحوثي وعلي عبدالله صالح، بإمكاناتها البسيطة، تحارب بالبندقية وبعض الأسلحة الثقيلة التي تم شراؤها بجهد ذاتي لقيادة المقاومة، وسط تخاذل وصمت من شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي وخالد بحاح.

تعز تقاوم جيشاً نظامياً انقلب على أبنائه، وتحالف مع ‫مليشيا إجرامية مجهزة بكل التجهيزات العسكرية. جميعهم خذلوا تعز .. الرئيس والحكومة ودول التحالف، بينما من هم وحدهم في أرض المعركة، يقاتلون بدون دعم، وهم يعلمون بأنهم في معركة غير متكافئة تماما، يواجهون دبابات ومدفعية ببنادقهم.
كل يوم، نشاهد مجزرة جماعية، وقصفاً للأحياء السكنية، وقتل المدنيين من نساء وأطفال وسفك لدماء أبناء تعز، بينما “الشرعية” لا تسمع أنين المدينة ومعاناتها.
يتقمص الرئيس هادي، وحكومة بحاح أدوارا ساذجة بالتصريحات المتكررة بخصوص خطة قرار تحرير تعز، وفك الحصار، ودخول القرار حيز التنفيذ، واللعب بحياة الناس، وهذه التصريحات الكاذبة في الحقيقة دعوة للحوثيين، لكي يزيدوا من حصار المدينة وقصفها، وجعلها تحت دائرة مغلقة من الحصار.
على الرغم من إعلان تعز مدينة منكوبة، وهي المدينة التي خذلتها الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان العالمية، وأغاثتها الحمير والجمال.. تدهور الوضع الإنساني مع غياب المشتقات النفطية، وثمة نقص في المواد الغذائية والطبية، وعدم وصول المساعدات الإنسانية، بسبب الحصار، واستمرار المواجهات. في تعز، الدمار سيد الموقف، مدينة فقدت كل معالم الحياة، مدينة منكوبة، يواصل سكانها عدّ قتلاهم، نتيجة النزاع الدائر، حيث أصبح سكانها مذعورين وذاهبين باتجاه المجهول، هربا من الصواريخ والرصاص العشوائي، وتحولت أحياء تعز، بين ليلةٍ وضحاها، أماكن مهجورة، الأشلاء متطايرة، وجثث أبنائها وصغارها في الشوارع.
تعز وأبناؤها خطة عسكرية لاستنزاف قوى صالح والحوثي. الجميع ترك تعز، وهي وحدها من تدفع فاتورة الحرب العبثية التي تمارسها الميليشيات الإجرامية القادمة من شمال الشمال. الجميع يتبايعون بدماء أطفال تعز ونسائها، فليس هناك فرق بين شرعية تركت الأبرياء لتنهشهم ميليشا الموت، والمجرمين أنفسهم من ميليشيا الحوثي والمخلوع، كلهم حاول إذلال تعز.
جرحى تعز مهملون في مستشفيات تعز وعدن وفي الرياض، وأبناء تعز يهانون بكل عنصرية في صنعاء عاصمة الانقلاب، وفي عدن عاصمة الشرعية. الحكومة لم تستطيع حتى القيام بدور النساء قديما في الغزوات، بمداواة الجرحى، وصولا إلى شرعية هادي وبحاح. أصبح جرحى تعز بلا ماء ولا أوكسجين ولا دواء، يتمنون الموت على حياةٍ كهذه، بعد أن أهملتهم الحكومة، وكثيرا منهم لم يتم نقلهم إلى الخارج للعلاج، على الرغم من أنها حالات مرضية وإنسانية يرثى لها.
الآن، بعد أن حقق أبناء تعز انتصاراتٍ وتقدماً ميدانياً في بعض الجبهات، وفك الحصار المطبق على المدينة، وسقوط عدد من أبناء المقاومة الذين يقدمون أرواحهم رخيصة من أجل شرعية مسؤولين كاذبين، ومازالوا، حتى هذه اللحظة، يقدمون الشهداء، إلا أن الشرعية تخذلهم من جديد وبأسلوب مختلف، بعدم دعم جبهاتهم لتحرير المدينة من ميليشيا الحوثي وصالح.
نقلا عن العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى