اخترنا لكمغير مصنف

“جمعة الكرامة” باليمن.. مذبحة وحشية تأبى النسيان

يصادف اليوم الجمعة، الذكرى الخامسة لمجزرة جمعة الكرامة التي نفذها نظام “علي عبدالله صالح” بحق شباب الثورة الشبابية الشعبية السلمية في 2011م والتي راح ضحيتها العشرات من الشباب بين قتيل وجريح. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من عفاف الأباره
يصادف اليوم الجمعة، الذكرى الخامسة لمجزرة جمعة الكرامة التي نفذها نظام “علي عبدالله صالح” بحق شباب الثورة الشبابية الشعبية السلمية في 2011م والتي راح ضحيتها العشرات من الشباب بين قتيل وجريح.
كان المعتصمون يؤدون صلاة الجمعة، فيما اعتلى قناصة على أسطح المباني المجاورة للساحة ليعبثوا بأرواح ما يربو على 40 شاباً، كانوا يحملون الورود ويطالبون بدولة مدنية حديثه تكفل لهم حقوقهم ويعيشوا في ظلالها بحرية وسلام.
ويتهم شباب الثورة والعديد من المنظمات الحقوقية نظام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بالتخطيط والتمويل لمرتكبيها ويطالبون الجنائية الدولية بمحاسبته.
وفي كل عام، يخرج شباب الثورة في مسيرات احتجاجية تنديداً بهذه الجريمة الأليمة ويطالبون بمحاكمة من قتلوا رفاقهم وما زالوا إلى اليوم طلقاء، فيما تعج مواقع التواصل الاجتماعي بصور الشهداء ومطالبات بمحاكمة القتلة.
ويعلق شباب الثورة آمالهم في الحرب الدائرة اليوم ضد الحوثيين وقوات موالية لـ”صالح” بأن تنتهي بإلقاء القبض على من قتلوا شباب الثورة ومحاكمتهم.
 
سقوط “صالح” السياسي والأخلاقي
تقول “توكل كرمان”، الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، وإحدى قيادات ثورة فبراير، إنه “في مثل هذا اليوم، قرر نظام صالح أن يعمم قانون الرعب من خلال استهداف شباب الثورة المعتصمين في ساحة التغيير بجامعة صنعاء بالنار والرصاص الحي أثناء صلاة الجمعة”.
وكتبت “كرمان” على صفحتها بـ”فيس بوك”، “لقد راح أكثر من 42 شهيدا وعشرات الجرحى حصيلة مجزرة جمعة الكرامة ذلك اليوم الذي سوف يسجل التاريخ انه كان بمثابة الفصل الأهم في مسيرة سقوط صالح ونظامه السياسي والأخلاقي”.
وأضافت أن “اليمنيين اليوم يخوضون كفاحا عظيما ضد الإماميين الجدد، مستهلمين كل المحطات المشرقة في تاريخنا، والتي من بينها الشجاعة الأسطورية التي اظهرها الشباب المسالم في مواجهة أعتى القتلة والمجرمين، في يوم “الكرامة اليمنية” 18 مارس 2011″.
وخاطبت شهداء جمعة الكرامة وجميع الشهداء في كل مراحل الثورة وحتى اليوم، الحق، انه لا يوجد كلام يليق بتضحياتكم، لكني سوف اكرر ما قلته سابقا في هذا المقام: “ستضل أسماؤكم وضمائركم وقلوبكم وهتافاتكم ضدَ الظلمِ، مصدر إلهامٍ وفخرٍ واعتزاز من ِ جميع اليمنيين، وسيذكرُكم التاريخُ كأبطالٍ مختلفين، واستثنائيين”.
 
الكرامة أشعلت جذوة ثورة فبراير
الناشط والإعلامي اليمني “محمد الضبياني” قال انه في جمعة الكرامة وفي مثل هذا اليوم كشف وجه “صالح ” الحقيقي، وغدره، ووحشيته، قتل قناصوه 56 شاباً يمنيا ثائرا.
وأضاف “الضبياني” في تغريدات له بصفحته على “تويتر”، ذكرى مذبحة الكرامة هزت ضمير العالم، وأشعلت جذوة ثورة 11 فبراير، وكشفت وجهاً وحشيا لـ”صالح” ونجله، وغدرا صادما للإنسانية.!
وتابع الضبياني، “لن يتمكن القاتل من الهرب، ولن ننسى، ولن نصمت، وسيشفِ الله صدورنا قريبا من المجرمين”.
 
يوماً محوريا في تاريخ اليمن
يقول الناشط السياسي “عبدالرقيب غالب” إن يوم الـ١٨من مارس سيظل يوما محوريا ليس في تاريخ ثورة فبراير العظيمة بل في مجمل التاريخ المعاصر للوطن اليمني”.
وأضاف الناشط “عدالرقيب” لـ”يمن مونيتور”، هذا اليوم شكل منعطفا في مسار الثورة سلبا وإيجابا، فكما تأكد سقوط النظام في ذلك اليوم، فقد كانت له نتائج سلبية لاحقه بانضمام نصف النظام للثورة مما شكل تقييدا لها وإفراغا لأهدافها من مضامينها، ما أدى لانقسام في صفوف الثورة نفسها ما بين خط ثوري-ثوري يرفض المسار السياسي، وخط ثوري-سياسي مؤيد للمبادرة الخليجية.
وتابع، “انه ورغم كل ذلك سيظل ذلك اليوم من أسطع فصول الثورة وستظل تلك الدماء التي سالت من شهداء جمعة الكرامة من أقدس الدماء في التاريخ اليمني”.
 
مذبحة بلا عقاب
يقول الصحفي اليمني “محمد سعيد الشرعبي”، “لقد أرادوا لـ 18مارس أن تمر مذبحة بلا عقاب، ولكن القدر يدفع عفاش إلى التعجيل بيوم حسابه عما اقترف من جرائم ضد الإنسانية”.
وأضاف “الشرعبي” في تغريدات له على “تويتر”، في الذكرى الخامسة لجمعة الكرامة..  السفاح يواصل قتل الأبرياء في كافة أنحاء البلد..  وينتقم من ثوار 11 فبراير، وأكبر جرائم حربه في تعز.
وأشار إلى أن “قتلة شباب الثورة بما فيهم صالح لن ينجو من جرائمهم مهما توهموا – هذه المرة، الإفلات من العقاب القاسي كما حدث نهاية ربيع ثورة 2011.
 
وقفة مع الكرامة
الكاتب والصحفي “محمد الجماعي” قال “إن الذكرى الخامسة لمجزرة جمعة الكرامة بعد خمس سنوات تحيل إلى الذاكرة المشهد الوطني العام الذي التف حوله الشعب اليمني بمختلف أطيافه وشرائحه ومكوناته في الثامن عشر من مارس 2011”.
وتابع “الجماعي” في منشور له بصفحته على “فيس بوك” تعيد الذكرى الخامسة لجمعة الكرامة أيضا إنتاج “الوطن الحلم” الذي ضحى من أجله الشباب وخرجوا من أجله بصدور عارية، ليقتل منهم ما يزيد عن 40 شهيدا ومئات الجرحى..
وأكد “الجماعي” إن  هذه الذكرى أهم ملخص سطره اليمنيون بدمائهم لأول تصدع في جدار النظام الذي مازلنا نحفر فيه بحثا عن النور كاملا، وقطعنا شوطا أكبر في ذلك، متكئين على جهود شباب الثورة السلمية ثم جهود اليمنيين بعد ذلك في مرحلة الوفاق والحوار الوطني ثم مرحلة المقاومة التي ساهم فيها المجتمع الدولي وعلى رأسهم التحالف العربي بقيادة المملكة والإمارات ودول الخليج، إلى جوار المقاومة ورجال اليمن الذين ينشدون استعادة الدولة من جديد بعد انقلاب تحالف الحوثي صالح عليها ومحاولة العودة بنا إلى سلطة البطنين أو النهدين.
 
على خطى رفاق الحلم
ويذهب رئيس تحرير صحيفة “المصدر” علي الفقيه إلى أن “الذكرى الخامسة تعود من جديد وفرسانها في جبهات القتال لازالوا على العهد”.
وأضاف الفقيه في منشور له بصفحته على “فيس بوك”، أن “آلاف الشباب في مختلف الجبهات اليوم يجودون بأرواحهم لمواجهة مشروع السلالة، على خطى رفاق الحلم الذين سكبوا دماءهم وهم يقتحمون أسوار الرعب، ليدكوا مشروع مصادرة الوطن باسم العائلة”.
من جهته يقول الناشط “أحمد الحبيشي” إن “هناك العشرات من المنظمات الحقوقية إشارة مباشرة لصالح بالضلوع في ارتكاب مجزرة جمعة الكرامة”.
وأضاف “الحبيشي” أن “المنظمات الحقوقية الدولية اعتبرت “صالح” المسؤول الأول والأخير عن ارتكاب مجزرة “جمعة الكرامة” التي وقعت في 18 مارس 2011 وراح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى من شباب الثورة”.
وأوضح “أن النيابة كانت قد قدمت 70 شخصا للمحاكمة بتهمة الضلوع في المجزرة التي نفذها قناصة من أسطح منازل ومباني تحيط بساحة التغيير أمام جامعة صنعاء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى