أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتقارير

1.3 مليون يعيشون في ظروف قاسية لإعالة أسرهم.. عمالة الأطفال تلتهم مستقبل اليمن (تقرير خاص)

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:

يعمل محمد أحمد (14 عاماً) في محل نجارة في العاصمة اليمنية صنعاء، ليعيل عائلته بعد وفاة والده بمرض قبل خمسة أعوام.

وقال محمد إنه غادر قريته في محافظة تعز وسط اليمن قبل ثلاث سنوات، إلى صنعاء من أجل العمل بعد أن فقدت عائلته أم وخمسة أطفال معيلها الوحيد، وعدم قدرة والدته على العمل بسبب تضرر ظهرها.

يقول محمد لـ”يمن مونيتور” إن العمل بالكاد ينقذ عائلته من الموت: “لم يقبل أحد أن أعمل معه حتى سمح لي بالعمل في نقل الأخشاب البسيطة للمعلمين، ونقل الطعام والأمور الأخرى، لكن الآن أعمل كعامل كامل بيوميه ومصروف شهري”.

كان محمد قد أكمل الصف الخامس، ويقول إنه لن يستطيع العودة إلى مقاعد الدراسة مجدداً فأخواته البنات وأمه ينتظرون مصروفه كل شهر، لكن قال إنه يتطلع لأن تدرس شقيقاته وأخيه الأصغر.

اقرأ ايضاً.. عمالة الأطفال في اليمن. معاناة كبيرة من أجل الحصول على لقمة العيش! (تقرير خاص)

وقال محمد إنه ينام في “الورشة” إلى جانب اثنين من نفس عمره.

محمد هو واحد من مليون وثلاثمائة ألف طفل يعملون في اليمن حسب تقرير منظمة العمل الدولية. وهي واحدة من أعلى النسب حسب الدولة والسكان في العالم، والأعلى بين الدول العربية.

وساهمت الحرب في تردّي الأوضاع الاقتصادية ورفع نسبة عمالة الأطفال التي تصل إلى 13.6% للفئة العمرية من 4 أعوام إلى 15 عامًا، وإلى 34.8% للفئة الأكبر.

صبي في العمل في اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال EPA

تجنيد وابتعاد عن المدارس

أدى تضخم الأسعار في الاقتصاد الذي مزقته الحرب إلى تجذر أزمة الجوع المستمرة والمتفاقمة. في الوقت الذي ارتفعت فيه تكلفة الحد الأدنى لسلة الغذاء في اليمن بأكثر من 35% العام الجاري، إلى زيادة عدد الأطفال الذين يعملون.

وأفادت يونيسف بأن الحرب ضاعفت عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس إلى أكثر من الضعف ووصل العدد إلى مليوني طفل. ومع اقتراب ميزانيات الأسر من الانهيار، أصبح يتم تزويج الفتيات في سن مبكرة، ويتم تجنيد الأولاد كجنود، وإرسال الأطفال إلى العمل في سن مبكرة. ولم يعد من الممكن استخدام مدرسة واحدة من كل ست مدارس وثلثا المعلمين – أكثر من 170000 مدرس في المجموع – لم يتلقوا رواتب منتظمة لأكثر من أربع سنوات بسبب الصراع والانقسامات الجيوسياسية.

وأفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 3600 طفل جندوا في الصراع المسلح، معظمهم في صفوف الحوثيين. ووقع الحوثيون اتفاقاً مطلع العام الجاري لتسريح الأطفال الجنود ووقف التجنيد، لكن مصادر متعددة لـ”يمن مونيتور” قالت إن ذلك لم يحدث.

اقرأ أيضا.. عمالة الأطفال في اليمن.. وجوه بريئة تشكو قسوة الحياة وأوجاع الحرب-تقرير خاص

ويرى أحمد القرشي رئيس منظمة سياج لحماية الطفولة في تصريح سابق لـ”يمن مونيتور” إن وضع أطفال اليمن كارثي بكل المقاييس، ولا توجد أي معالجات أو حماية مما ساهم في زيادة معدلات المنخرطين في أسوء أشكال عمالة الأطفال إلى أربعة أضعاف ما كان عليه الحال قبل العام 2014.

مسن يمر بصبي يعمل في الهواء الطلق في اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال ، EPA

وضع كارثي

وأفاد أن المشكلة تضاعفت في ظل استمرار سيطرة الحوثيين على العاصمة وغالبية مناطق والمحافظات ذات الكثافة السكانية.

ويذهب القرشي إلى أن “انهيار العملة الوطنية، أربع ملايين نازح وأغلبيتهم أطفال، وست سنوات من توقف دفع الرواتب، أكثر من أربعة ملايين فقدوا حقهم في التعليم” كل هذه العوامل وغيرها دفعت الملايين من الأطفال إلى التسول والعمل في بيئات خطيرة وترك مقاعد الدراسة والتعرض لمختلف أشكال العنف والاستغلال الجنسي.

وأكدت هيئات تابعة للأمم المتحدة أن أكثر من 17 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى مساعدات غذائية في حين قد يرتفع هذا العدد إلى 19 مليونا في النصف الثاني من العام، في حين يرجح وصول عدد من يعانون مستويات طارئة من الجوع إلى 7.3 ملايين بحلول ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.

ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.

وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من377ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.

اقرأ أيضاً..  الجوع يستعد لالتهام المزيد من اليمنيين.. جديد جنون أسعار الأغذية يضرب المدن والقرى شمالي البلاد (تقرير حصري)

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى