وهكذا أيها الليد المدني الأعزل، كان عليك أن تكون أول المقاومين لهذا الانقلاب المشحون بالطائفية والسلالية ضداً على مسيرة تاريخك اليمني الممتد لخمسة آلاف عام.. الليد الذي أدار حياة اليمنيين في زحمة المدن يُحرر الآن مدينته ومصنعه الكبير: تعز.
يحررها بروح الكفاح التي نوعته مهنياً وحرفياً في كل أرض تناديه:
باشر يا ليد..
عالج يا ليد..
درس يا ليد..
هندس يا ليد..
صور يا ليد..
غدي اليمني يا ليد..
كان هذا نداء الخدمة الاجتماعية والإنسانية التي لبيتها أيها الليد المستجيب لصوت الجمال القادم من اعماقك، متجاوزاً احتقار يمنيين كُثُر لحرفك ومهنك الشريفة والمنتجة.
إن أسرار قوتك الخارقة كامنة في قيمة الشرف التي سوتك “ليداً” لا يتسول ولا ينهب ولا يسرق ولا يقطع الطريق!
شرفك الرفيع هذا، هو الذي حملك اليوم على حمل سلاحك الذي كنت قد هجرته منذ زمن بعيد، مطمئناً إلى رجولتك الكاملة..
على أنك اليوم تقاتل مستجيباً للنداء الجريح القادم من أعماق مدينتك المذبوحة، مدوياً في حسك المرهف ووعيك المتحضر صارخاً في اذنك:
حررنني يا ليد..
وهكذا أيها الليد المدني الأعزل، كان عليك أن تكون أول المقاومين لهذا الانقلاب المشحون بالطائفية والسلالية ضداً على مسيرة تاريخك اليمني الممتد لخمسة آلاف عام..
تقاتل بما يفرضه عليك القدر الجغرافي لتعز!، تعز الجنوبية في الخارطة والشمالية في الحدود الشطرية.. تعز المطلة على الممر النفطي الدولي “باب المندب” وعلى مقربة من حقول الطاقة الأكثر انتاجاً في العالم..
إنك الآن تحرر الجغرافيا التي ربطت اتجاهات يمنك الكبير مع محيطك الخليجي والافريقي في آن..
كان عليك أن تكشف للعالم أجمع قبح ووحشية هذا الطوفان الإنقلابي المركب، فيما هو يسعى لاقتلاعك من قاعدة النهضة اليمنية، ودفنك تحت ركام المدينة التي دمرها وحاصرها بأهلك الذين رأيتهم ينزفون وينزحون..
أيها الليد النبيل:
لقد سارعت إلى تحرير مدينتك انتصاراً لذات القيمة النبيلة التي حركت روحك ووعيك باتجاه البناء الفعلي لدولة القانون والمواطنة المتساوية لكل اليمنيين.
وبما أنك الليد الحقيقي الذي قاتل بخيال من غاصوا في كل بحر، واحترفوا المهن في كل أرض، فإنك لا محالة ستواجه ذلك الليد المسخ واقفاً أو متربصاً لقتالك، غير مدرك بأنه قد أضحى مهزوماً وعليه تسليم نفسه أو الفرار.
اعلم سيدي الليد بأن الجفاف المهلك من الغذاء والدواء والايواء هو من اضطر هذا المسخ للقتال في صفوف الانقلابيين ليسد رمقه ليس إلا.. فيما أنت لا تقاتل إلا دفاعاً عن قيم..
إنك إن أسرت هذا المسخ “المتحوث” فأكرم وفادته، وإن قتلته من حيث هو محارباً إياك فواري سوءته.. فأنت ابن الأرض التي خضبتها بدمك حين أرقت على جوانبها الدم..
أيها الليد العصامي المحنك.. ستلقى في محيطك الشمالي والجنوبي من يجرجر البسطاء من الناس خلف مشروعه القروي الجهوي الصغير.. فكن مع فكرة اليمن الكبير إلى أن تحققها أو دونها نهلك!
إنهم إن فصلوك عن صنعاء فصلوك عن عدن، وإن فصلوك عن إب فصلوا عنك مخلافك ومخاك، فيما أنت القوة البشرية المحركة لاقتصاد “سبأ” و”ذي ريدان” و”حضرموت” و”يمنات”..
دم سالماً يا ليد.