الضغط في الولايات المتحدة.. “حرب اليمن” ملف السعودية الرئيس في مباحثات واشنطن
يمن مونيتور/ خاص:
مثلت الحرب في اليمن الملف الرئيس في محادثات وفد المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة، التي بدأت الثلاثاء 18مايو/أيار، ضمن ملفات تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
وتظهر لقاءات الوفد السعودي الذي يقوده نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان (مسؤول الملف اليمني) أهمية الملف اليمني لتعزيز العلاقات بين الرياض والبيت الأبيض، حيث يسعى الأخير إلى تعزيز العلاقات بعد توترها بسبب موقف إدارة جو بايدن من عدة ملفات بما فيها الحرب اليمنية.
ورافق الأمير خالد بن سلمان، سفير المملكة لدى اليمن محمد آل جابر في زيارته إلى واشنطن، ضمن وفد من مسؤولين آخرين.
الهدنة وفتح طريق تعز
ويوم الأحد، التقى الأمير خالد بن سلمان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في واشنطن وبحثا: “الجهود المبذولة في الشأن اليمني ومستجداته”-حسب وكالة الأنباء السعودية (واس).
وشدد الأمير خالد على أنه “رغم إيجابية الهدنة المعلنة لحدٍّ كبير، إلا أن هناك دورًا مهمًا يجب على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي القيام به، للضغط على الميليشيات الحوثية لفتح طرق تعز، وإيداع إيرادات ميناء الحُديدة، والانخراط بجدية في جهود السلام؛ لينتقل اليمن إلى الأمن والاستقرار، والبناء والازدهار”.
من جانبه أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان خلال لقاء الأمير خالد يوم الثلاثاء، “التزام الرئيس الأميركي جو بايدن، بمساعدة المملكة العربية السعودية في الدفاع عن أراضيها”. وأعرب عن تقديره لقيادة المملكة “لتأمينها الهدنة التي تمت في اليمن بوساطة الأمم المتحدة”.
والتقى محمد آل جابر، مع مبعوث الولايات المتحدة إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، وناقشا “كيفية احراز تقدماً في الجانب الانساني باليمن وعلى راسها فتح الحوثيين للمعابر في تعز وايداع الايرادات في البنك المركزي اليمني لصرف رواتب المدنيين”.
تشرفت بمرافقة صاحب السمو الملكي نائب وزير الدفاع @kbsalsaud في زيارته لواشنطن, وسعدت بلقاء المبعوث الامريكي لليمن تيم ليندركنج وناقشنا كيفية احراز تقدماً في الجانب الانساني باليمن وعلى راسها فتح الحوثيين للمعابر في تعز وايداع الايرادات في البنك المركزي اليمني لصرف رواتب المدنيين. pic.twitter.com/5CtJQ0TqAh
— محمد ال جابر (@mohdsalj) May 21, 2022
ويعتمد أكثر من 600 ألف شخص يعيشون في مدينة تعز على طريق واحد فرعي ووعر للحصول على المواد الغذائية بشكل يومي. وتأثرت المدينة بشكل كبير بالحرب حيث دُمرت معظم البنية التحتية.
وأغلق الحوثيون جميع الطرق الرئيسية الواصلة إلى المدينة، ما يجعل الوصول إليها عبر الطريق الفرعي مرهقاً ويستمر عدة ساعات بدلاً من 5 دقائق إلى 10 دقائق في الأوقات السابقة.
كما يحظر الحوثيون منذ 2016 وصول المياه إلى خزانات المدينة، ما جعلها تعاني من أزمة مياه خانقة، حيث أن 70% من الآبار في مناطق سيطرة الحوثيين ويحظرون وصول سكان المدينة إليها.
ومن المقرر أن تبدأ مشاورات الأسبوع المقبل في عمّان بين وفدين من الحكومة اليمنية والحوثيين بشأن فتح الطرقات، ضمن هدنة رعتها الأمم المتحدة تستمر شهرين وبدأت في الثاني من ابريل/نيسان الماضي.
وقالت الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء، إنها تؤكد دعمهما القوي للهدنة التي تمخضت عنها مفاوضات الأمم المتحدة، بما في ذلك استئناف الرحلات الجوية التجارية من صنعاء، واستيراد الوقود المنتظم عبر محافظة الحديدة، وأكدا الحاجة إلى تحسين الوصول بشكل عاجل إلى محافظة تعز ومدن أخرى على خطوط الصراع الأمامية في اليمن.
المجلس الرئاسي
كما التقى الأمير خالد بالمبعوث، ليندركينع، يوم السبت، وقال نائب وزير الدفاع السعودي إنه أكد: دعم التحالف بقيادة السعودية لمجلس القيادة الرئاسي اليمني والجهات الداعمة له، وتطلعاتنا للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة يقود اليمن إلى السلام والازدهار.
جاء ذلك عقب لقاء الوزير أنتوني بلينكن نظيره اليمني أحمد عوض بن مبارك، وأكد خلال اللقاء عن دعم بلاده لمجلس القيادة الرئاسي، ووصفه بأنه فرصة قيمة لتمثيل أوسع نطاقاً لليمنيين.
وأضافت وزارة الخارجية الأمريكية أن بلينكن عبر عن تقديره للالتزام الذي عبر عنه المجلس الرئاسي اليمني تجاه جهود السلام وتحسين الخدمات الأساسية وتحقيق الاستقرار الاقتصادي لملايين اليمنيين.
كما شدد وزير الخارجية الأميركي خلال الاجتماع على أهمية ضمان حرية الحركة للأفراد والسلع عبر المناطق المتنازع عليها مثل مدينة تعز.
I affirmed to him the Saudi led Coalition’s backing of the Yemeni Presidential Leadership Council and its supporting entities, and our aspirations for reaching a comprehensive political resolution to the crisis that will lead Yemen into peace and prosperity.
— Khalid bin Salman خالد بن سلمان (@kbsalsaud) May 21, 2022
القدرات العسكرية والعلاقات
كما أكَّد الجانبان السعودي والأمريكي خلال اللقاءات “رؤية البلدين المشتركة لمواجهة السياسات الإيرانية المُزعزعة للاستقرار في المنطقة، التي تتضمَّن التنسيق الأمني والدبلوماسي بين البلدين الصديقين لمواجهة التهديدات الإيرانية، بما في ذلك التعامل مع ملف إيران النووي، وبرنامجها لتطوير الصواريخ الباليستية ورعايتها للإرهاب”.
كما التقى الأمير خالد بن سلمان مع نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان، وبحثا عدداً من الملفات ذات الاهتمام المشترك. وأعرب الأمير خالد عن ترحيبه “بتأكيد الجانب الأميركي دعم المملكة في ما يتعلق بتطوير قدراتها العسكرية وتلبية احتياجاتها الدفاعية”.
وكان نائب وزير الدفاع السعودي التقى في واشنطن الأربعاء، وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، وبحث الطرفان أوجه التعاون في المجالات الدفاعية والعسكرية القائمة والمستقبلية.
On HRH the Crown Prince’s directive, I met with U.S National Security Advisor @JakeSullivan46 to review the enduring and historic Saudi- US partnership, and discuss solidifying U.S Saudi coordination. pic.twitter.com/2rJZ8AVcD2
— Khalid bin Salman خالد بن سلمان (@kbsalsaud) May 18, 2022
من جانبها ذكرت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون، في بيان صحافي أن “سولفيان” والأمير خالد بن سلمان أكدا خلال اللقاء “الشراكة الراسخة” بين بلديهما، كما جسدتها لجنة التخطيط الاستراتيجي المشترك بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، والتي يشارك نائب وزير الدفاع السعودي في رئاستها هذا الأسبوع في وزارة الدفاع.
وقالت وكالة الأنباء السعودية “واس”، إن “اللقاء استعرض العلاقات السعودية- الأميركية التاريخية الراسخة وبحث آفاق التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين، وسبل دعمها وتعزيزها في إطار الرؤية المشتركة بين الجانبين”.
من ناحية أخرى رأس نائب وزير الدفاع، الجانب السعودي، في اجتماع لجنة التخطيط الاستراتيجي المشترك بين وزارتي الدفاع في المملكة والولايات المتحدة، فيما رأس وكيل وزارة الدفاع للسياسات كولن كال الجانب الأميركي.
وجرى خلال الاجتماع استعراض تطورات الأحداث والمتغيرات المتسارعة إقليمياً ودولياً، إضافة إلى بحث العديد من القضايا والملفات في إطار رؤية البلدين للدفاع عن المصالح المشتركة، والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
وغرّد الأمير خالد بن سلمان: “بحثنا الأحداث والمتغيرات المتسارعة إقليمياً ودولياً، وعدداً من الملفات المتعلقة بدعم أمن واستقرار المنطقة والعالم، والدفاع عن مصالحنا المشتركة”.
في السياق، نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤولين أميركيين قولهما إن الولايات المتحدة “تسعى إلى تحسين علاقاتها مع السعودية، وذلك من أجل دفع المملكة لزيادة إنتاجها النفطي، قبل زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي جو بايدن نهاية يونيو المقبل إلى الشرق الأوسط”.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات غربية إلى سقوط أكثر من 100 ألف يمني خلال السنوات الخمس. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
اقرأ المزيد.. “حصار تعز”..قضية منسية خذلتها الشرعية واستثنتها إنسانية الأمم المتحدة (تقرير خاص)
تعز اليمنية.. رحلة مضنية في سبيل البحث عن ” شربة ماء” (تقرير خاص)
“الطريق المرعب” الذي يوصل إلى تعز مهدد بالانهيار
(لقاء خاص).. وكيل أول محافظة تعز: لن يكون هناك انفلات مثل عدن ولا نتلقى دعماً كافياً من التحالف