في ذكراها الثانية والثلاثون.. قيادة جديدة تنعش آمال الحفاظ على الوحدة اليمنية
يمن مونيتور/قسم الأخبار
يتغنى اليمنيون بالوحدة كلما حلت ذكراها، ويرون فيها أحد أهم منجزات الشعب اليمني في التاريخ الحديث، وبها يضمنون وطن موحد يقاوم الأطماع ومشاريع التمزق و الضياع.
ويتزامن حلول ذكرى الوحدة 32، هذا العام، عقب تغييرات كبيرة طرأت في القيادة الشرعية للبلاد وإعلان تشكيل مجلس قيادة رئاسي يضم مختلف المكونات السياسية في البلاد ليعيد الأمل لدى الشعب ربما تحفظ منجز الوحدة وتجمع الفرقاء من جديد لإحداث تحول تاريخي يعيد لليمن هيبتها وينهي الصراع الذي أهلك أرضها وناسها.
وفي 22 أيار/مايو عام 1990، أعلن عن قيام الجمهورية اليمنية بتوقيع آخر اتفاقية للوحدة اليمنية من قبل جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ممثلة برئيسها علي سالم البيض بصفته الأمين العام لـ”الحزب الاشتراكي”، وعن اليمن الشمالي علي عبد الله صالح، رئيس الجمهورية العربية اليمنية الأمين العام لـ”المؤتمر الشعبي العام”.
اليمنيون والعرب علقوا آمالا وتطلعات كبيرة على هذه الوحدة حينذاك بأن تكون نموذجا لحالات أخرى مشابها من الوحدة بين البلدان العربية المتجاورة لكن الذكرى تمر واليمن تعيش أوضاعا صعبة بدأت مع انقلاب “الحوثيين” على السلطة “الشرعية”. واستكملت بمحاولات الانفصال.
ومؤخرا أجمع اليمنيون في مشاورات الرياض التي انطلقت في 30 مارس/آذار تحت رعاية مجلس التعاون الخليجي، على وحدة الصف والتلاحم من أجل استعادة الدولة من قبضة جماعة الحوثي.
وعقب المشاورات أعلن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، في 7 أبريل/نيسان تشكيل مجلس قيادة رئاسي في بلاده، يُسلّم بموجبه صلاحياته، في مسعى لتوحيد الصفوف في المعسكر الذي يقاتل الحوثيين في البلاد منذ أكثر من سبع سنوات.
وقال هادي “ينشأ بموجب هذا الإعلان مجلس قيادة رئاسي لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، وأفوّض مجلس القيادة الرئاسي بموجب هذا الإعلان تفويضا لا رجعة فيه بكامل صلاحياتي وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية”.
ويتشكل المجلس الرئاسي من 8 أعضاء برئاسة رشاد العليمي، وعضوية كل من سلطان علي العرادة، وطارق محمد صالح، وعبد الرحمن أبو زرعة، وعثمان حسين مجلي، وعيدروس قاسم الزبيدي، وفرج سالمين البحسني، وعبد الله العليمي باوزير.
وفي خطاب وجهه لأبناء الشعب اليمني قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إن اصطفاف شركاء الهدف والقرار من جنوب وشمال الوطن في العاصمة المؤقتة عدن، يعكس عزم كافة القوى على استعادة الدولة، والانتقال إلى فضاء أكثر تشاركاً يحدد فيه اليمنيون مستقبلهم على أساس التعايش كما كانوا وفعلوا ذلك منذ خلق الله هذه الأرض الطيبة، ومن عليها”.
وأضاف: في كل لحظة تاريخية اجتمع الشركاء من الشمال والجنوب لإحداث التحول، ويمكننا فعل ذلك الآن، لأنه بدون الاتحاد سيكون علينا جميعاً انتظار مصير بلدنا، الذي تحدده التدخلات الأجنبية التوسعية للنظام الإيراني”.
وثمن التضحيات الغالية لقوات المسلحة والأمن، دفاعاً عن الشرعية الدستورية والنظام الجمهوري والوحدة الوطنية.
ووجه الحكومة بالإسراع في إنشاء الهيئة الوطنية الخاصة بعلاج ورعاية جرحى ومصابي الجيش والأمن والمقاومة، وعائلات الشهداء منهم وإصدار قانون بصندوق خاص لمواردها.
وأكد المضي قدماً في جهود توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية، بموجب اتفاق الرياض، وإعلان نقل السلطة، وذلك من خلال لجنة عسكرية وأمنية، سيتم إعلانها خلال الأيام القليلة القادمة.
وتفاعل الكثير من النشطاء والسياسيين مع ذكرى الوحدة، حيث يشير محافظ شبوة السابق محمد صالح بن عديو أن تحقيق الوحدة اليمنية حدث تاريخي هام ونحن اليوم كيمنين على إدراك تام أن الوحدة العادلة والنظام الجمهوري هما ضمان لليمن من التمزق و الضياع وهما خط الدفاع في مواجهة المشاريع التي تستهدف اليمن.
من جانبه يرى الدبلوماسي اليمني السابق عبدالوهاب الطواف أن الوحدة مكسب للجميع، والتفريط في هذا المنجز يعدّ خسارة كبرى للجميع.
وأضاف أن الوحدة هي طوق نجاة للجنوب من الاقتتال الداخلي، ومن الصراعات المناطقية، وهي طوق نجاة للشمال من المشاريع الطائفية والسلالية الآتية من خارج الحدود، وهي الأرضية المشتركة لأمن واستقرار كل أبناء اليمن.
من جانبه يذهب الشيخ عبدالله العكيمي إلى أن أعظم احتفال بالوحدة هو دمج كافة التشكيلات العسكرية في إطار وزارة الدفاع والداخلية، وإعفاء الوزراء الفاسدين من مناصبهم وعلى رأسهم معين عبدالملك، وكذلك إعادة القادة الأحرار مدنيون وعسكريون الذين تم إعفاءهم من مناصبهم لمواقفهم الوطنية الرافضة لملشنة اليمن واحتلال جزره وإيقاف موانئه.
ويقول رئيس مجلس الحراك الجنوبي حسن اليافعي إن الوحدة اليمنية لم حدثاً عابراً من أحداث اليمن، بل كانت الحدث الأبرز والأجل منذ قرون مضت، الحدث الإيجابي الرائع في التاريخ العربي المعاصر
وأضاف: تعد الوحدة اليمنية إنجاز قومي عربي في الزمن الصعب، وحدث تأريخي مجيد في حياة الأمة.