كتابات خاصة

عقدة اليمن في عدن

أحمد ناصر حميدان

 

ما الذي يعده التحالف لليمن ؟ أكثر من الطبخات السياسية , مع كثرة التشكيلات العسكرية, وكلها تعد في نفس المطبخ, الذي أكثر من البهارات في طباخة التشكيلات العسكرية, ولم يحصنها من التلف , ومع مرور الزمن و وسوء الاستخدام, أفسدت تلك التشكيلات, فساد الانتماء والولاء, وافسدت معها الواقع, والحياة السياسية , وذهب التحالف لأعداد طبخة سياسية , تزيل ما أفسدته الطبخات العسكرية, ولازالت الطبخة لم تستوي بعد , ولازال الطباخ يبحث عن بهارات , على امل ان تستوي فيها الطبخة, ليستسيغ الناس مذاقها , ويقبلونها بكل مرارتها , فهل ستكون الطبخة اللذيذة التي ستعيد لهم نبض الحياة ؟ ام نها لقمة الخانوق التي ستقضي على ما تبقى من وطن ( أرض وهوية ) , سيادة وإرادة .

هذه الطبخة التي اعدت في الرياض , يجب ان يقدمها للناس في عدن , ويبقى السؤال لماذا عدن ؟

عدن هي روح الثورة , ونشأة أدواتها السياسية والثقافية والفكرية , عدن هي اقتصاد النهضة , والثغر الباسم , منبر الحرية والمساواة , عدن مدرسة النضال , ومنبع المفاهيم النضالية , منها يمكن ان تنهض اليمن , وعقدتها هي عقدة تخلف اليمن  .

فالعالم اليوم يترقب عدن, ليعرف مستقبل هذا البلد المنكوب , والمواطن اليمني ينتظر الخير منها, ويتعوذ من شر ما فيها , والسياسيين امل وجهتهم عدن, واعداء انفراج الازمة و التغيير والتحول المنشود يشددون من قبضتهم على عدن, وأصحاب المصالح والاطماع , والفاسدين والمبتزين والمتعصبين, بل الارهابين والقتلة والمجرمين, عينهم على عدن, وقوى العنف والسيطرة والتمكين , حلبة صراعاتهم عدن, والضحية في كل ذلك هي عدن , وبنائها المسالمون.

اليوم عدن هي أكثر مناطق اليمن معاناة, وأكثرها فقرا وجوعا ومجاعة, وأكثرها خوفا ومخافة, وأبنائها مرعوبون من تفجر الأوضاع فيها , مع كل مترس يعد, وكل تموضع يتم, وكل تحركات عسكرية, ومناوشات, يرتعب السلم الأهلي, وتشل السكينة العامة في عدن , وتسمع الجيران يدعون بعظهم للاحتياط .

عدن منذ 67م وهي حلبة للصراعات البينية , هي حلبة للاقتتال الأهلي, وفي كل منعطف دموي يتم تصفية أبناء عدن, الذين يحسبون دائما مع الطرف الخسران, ليس لانهم كذلك , بل لانهم الهدف, ولان مدينتهم عمق السلام والوئام والتعايش والإنسانية , قيم سامية ترعب أعداء الوطن وعدن, وهي دعائم النهضة والتحرر والاستقلال, الذي لا يراد له ان تكون في اليمن .

فعدن الهدف, فهل يكون اليوم هدفا ساميا, نحو انفراج حقيقي لتحول منشود , نحول مستقبل موعود بتطلعات امة وشعب أراد الحياة, واستجاب له القدر .

ام انه هدفا يطبخ في مطابخ الأعداء, وينفذه المرتهنين , ويسير بالبلد نحو الوصاية, واستقطاع الأرض , وأنها ما تبقى من هوية, وتجزئة المجزأ وتقسيم المقسم , وكلا سيأخذ نصيبه , والمنتصر له عدن .

لتبقى هذا المدينة معاقة, لا يسمح لمقوماتها الموهوبة من الله ان تعمل , كميناء حر ومنطقة اقتصادية , تتوسط العالم, وتلتقي فيها طرق التجارة العالمية, ويسكنها اعراق وثقافات واطياف متعايشة مسالمة, وتملك كادر مؤهل, متعلم مثقف, مفكر مبدع , لو اتيحت له الفرصة للنهوض بعدن وينهض الوطن .

تنتظر عدن أمل, ان يستوعب المجلس الرئاسي أهميتها , ويبدأ خطواته الإصلاحية الأولى منها , اذا استقرت عدن , استقر الوطن , واذا انفرج حالها انفرج حال الوطن, عدن هي العقدة التي تحتاج من المجلس الرئاسي تفكيكها لينطلق نحو تفكيك كل عقد الوطن .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى