برنامج استجابة الذي أطلقه منسق الشؤون الانسانية للأمم المتحدة في اليمن للعام 2016 بمبلغ مليار و600 مليون دولار؛ دعم أممي غير مباشر لجماعة الحوثي وحليفها المخلوع علي صالح مهما حاولت الأمم المتحدة إضفاء الجانب الانساني عليها!
برنامج استجابة الذي أطلقه منسق الشؤون الانسانية للأمم المتحدة في اليمن للعام 2016 بمبلغ مليار و600 مليون دولار؛ دعم أممي غير مباشر لجماعة الحوثي وحليفها المخلوع علي صالح مهما حاولت الأمم المتحدة إضفاء الجانب الانساني عليها!
ظاهرها الدعم الانساني وباطنها دعم استمرار الحرب في اليمن لفترة أطول لأنها تسلم إلى أحد أطراف الصراع اليمني القائم وبدون رقيب أو حسيب!
المساعدات تسلم للمجالس المحلية وحزب المؤتمر يسيطر عليها بنسبة ٩٨٪ وعقال الحارات في المدن أغلبهم ضباط استخبارات ينتمون لحزب المؤتمر.
في إحدى عزل مديرية شرعب السلام بمحافظة تعز سلمت المساعدات للمجلس المحلي في المديرية؛ وكل عضو مجلس محلي أخذ الكمية المخصصة للمركز الانتخابي الذي يمثله والذي يضم عدة قرى.
لا أحد يعرف كم الكمية التي استلموها؛ ولا توجد آلية شفافة لتوزيعها؛ ولا رقابة من أي نوع لضمان صرفها لمستحقيها!
عضو مجلس محلي استلم أكياس دقيق ورز وسكر وأوصلها إلى مخازن خاصة بحسب شهود عيان؛ وعند التوزيع وزع أكياس دقيق ٢٥ كيلو (نص كيس) وبدل من كيس سكر ٥٠ كيلو تم توزيع قطمة وبدلا من كيس رز قطمة رز أيضا وهكذا مما يؤكد أنه باع الكمية التي استلمها وصرف نوعية رديئة جدا؛ والزيت والصلصة مشارف على الانتهاء!
عضو مجلس محلي آخر في أحد المراكز طلب ألفين ريال على كل بيت؛ ألف ريال مقابل إيجار التوصيل وأتعابه بينما المنظمات تتكفل بذلك كما نعرف؛ وألف ريال بدعوى أن الحوثيين اعترضوه في إحدى النقاط التابعة لهم واحتجزوا الكمية ولم يتم إخراجها منهم إلا بعد وساطات عليا واتصالات وبمقابل ألف ريال على كل سلة غذائية حد قوله؛ بينما الكل يعلم أن الحوثيين حلفاء للمؤتمريين ولا يمكن اعتراض مساعدات باسمهم وتحت إشرافهم؛ وأكيد وجود تنسيق مسبق بين الطرفين!
عضو مجلس محلي ثالث وهو شيخ مؤتمري وزع في قريته مساعدات لكل البيوت؛ بيت جنب بيت بدون استثناء؛ وبقية القرى اعتمد لكل قرية عشر حالات فقط وصرفها لأشخاص ينتمون لحزبه؛ وعندما اعترض بعض الفقراء والنازحين لحرمانهم منها؛ قال لهم إن الكمية التي استلمها قليلة وأن الحوثيين صادروا جزءا منها في الطريق مقابل السماح بمرورها.
وفي إحدى المناطق وصلت الكمية وصرفها شيخ مؤتمري للموالين لهم فقط؛ وعند جاء أشخاص آخرين يطالبون بحصتهم قال لهم بالحرف الواحد: “خلوا المقاومة والإصلاحيين يجيبوا لكم”!
لا أحد يعرف حجم الكميات المستلمة ولا مصدرها؛ ولا أحد يعرف كيفية ومعايير صرفها ولا لمن سيتم صرفها؛ فتارة يقولون إنها خاصة بالنازحين وتارة يقولون إنها لأصحاب الضمان الاجتماعي ويوزعونها بطريقة عشوائية حسب مزاج المسؤول المحلي؛ ولا توجد آلية شفافة وواضحة ونزيهة ولا حتى رقابة من قبل المنظمات الداعمة؛ ولا توجد أيضا جهة معينة يمكن التواصل معها وتقديم شكوى بهذا الخصوص أو إبلاغها بأية معلومات في ظل هذا الظرف الحساس؛ وبالأخير سيتم إخلاء الكميات المستلمة بكشوفات وهمية وسرية؛ ضمن شبكة واحدة برعاية أممية للأسف الشديد!
هناك قرى في إحدى العزل استلم أبناءها مساعدات ثلاث مرات خلال العام الماضي؛ وقرى إلى الآن لم تستلم شيئ رغم أن سكانها كثير وفيها فقراء ونازحين كثر!
ثمة تلاعب واضح وفساد كبير جدا في موضوع المساعدات؛ وهي فعلا دعم أممي بطريقة غير مباشرة للمؤتمر والحوثيين لأنها تسلم لهم وتصرف بنظرهم وبطريقتهم الخاصة بدون رقيب أو حسيب وبدون أدنى معايير الشفافية والنزاهة!
الحوثي وصالح طرف في الحرب أصلا وغير منطقي الاعتماد عليهم؛ ولو أن الأمم المتحدة حريصة على مساعدة المتضررين من الحرب في اليمن لكانت بحثت عن آلية أخرى لايصال المساعدات وتأكدت من وصولها لأهلها لكنها تريد دعم المتمردين بصورة غير مباشرة تحت غطاء إنساني في عملية أصبحت مكشوفة!
هذا على مستوى المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين أو المناطق التي لا تشهد معارك لكن المناطق المحاصرة كمدينة تعز فلا شيئ يذكر وصلها من المساعدات الأممية رغم حاجة الناس إليها الأمر الذي يجعلنا أن نجزم أن الأمم المتحدة تتخذ من الجانب الانساني المتدهور فعلا في اليمن شماعة لدعم الحوثيين والمخلوع صالح.
لا يوجد منظمات محلية عاملة في اليمن سوى المنظمات الموالية للحوثي؛ والمنظمات الأجنبية غير قادرة على دخول اليمن لدواع أمنية؛ ووحدهم المتمردين المسيطرين على الساحة اليمنية ومستفيدين من المساعدات الأممية؛ وفي هذه الحالة تصبح السلة الغذائية التي تقدم من الأمم المتحدة عبارة عن قذيفة دبابة تطلقها المليشيا المسلحة على المدنيين والأطفال والنساء طالما أنها تصل إلى أيادي حوثية وعفاشية.