السعودية تعلن إعادة سفيرها إلى لبنان بعد أشهر من الأزمة
يمن مونيتور/ وكالات
أعلنت المملكة السعودية، الخميس، عودة سفيرها إلى لبنان بعد أكثر من ستة أشهر على استدعائه، على خلفية تدهور العلاقات بين الرياض وبيروت بسبب تصريحات لوزير الإعلام السابق جورج قرداحي بشأن حرب اليمن اعتبرتها الرياض “مسيئة”.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية “واس”، إن “المملكة تؤكد على أهمية عودة جمهورية لبنان إلى عمقها العربي متمثلةً بمؤسساتها وأجهزتها الوطنية”.
وجاء القرار وفق البيان “استجابةً لنداءات ومناشدات القوى السياسية الوطنية المعتدلة في لبنان، وتأكيدًا لما ذكره رئيس الوزراء اللبناني من التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التعاون مع المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي ووقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تمس المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي”.
وكانت الأزمة الدبلوماسية ما بين لبنان ودول الخليج وعلى رأسها السعودية، قد اندلعت إثر تصريحات قرداحي، في 29 أكتوبر 2021، قبل توليه وزارته وجرى بثها فيما بعد، وصف فيها قتال جماعة الحوثي المقربة من إيران بأنه “دفاع عن النفس” في وجه “اعتداء خارجي” من السعودية والإمارات، واصفا الحرب بـ “العبثية”.
وجاءت تلك القضية لتفجر مسارا طويلا من الضغط الذي أصاب العلاقات بين دول الخليج ولبنان، بعد سلسلة مواقف وتصريحات صادرة من لبنان، رأت فيها السعودية طابعا عدوانيا تجاهها، لاسيما مع إحكام “حزب الله” لقبضته على السلطة اللبنانية وقرارات البلاد، وتسخيره في سبيل خدمة أهداف إيران على الساحة الإقليمية، من اليمن إلى البحرين والعراق وسوريا.
وعلى إثر تصريحات قرداحي، سحبت السعودية سفيرها لدى بيروت، وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض متخذة قرارات بوقف كل الواردات اللبنانية إليها. وتضامنا مع الرياض، اتخذ كل من البحرين والكويت خطوة مماثلة، وسحبت الإمارات دبلوماسيها وقررت منع مواطنيها من السفر إلى لبنان.
ومؤخراً سجلت اختراقات مهمة في مساعي إعادة العلاقات بين الرياض وبيروت ظهرت في التبدل الواضح في لهجة الخطاب والتعاطي الخليجي مع لبنان من جهة، والحراك اللبناني الموازي، ولاسيما من الأطراف الحليفة للمملكة، على خط استعادة الحضور السعودي، إضافة إلى التجاوب الرسمي اللبناني مع المبادرة الكويتية التي سبق أن تقدمت بها دول الخليج “لاستعادة الثقة” مع لبنان.