اخترنا لكمبورتريه

“حسن الترابي”.. رحيل “المفكر الاستثنائي”

رحل المفكر الإسلامي حسن الترابي.. أو “الدكتور الترابي” كما يحلو للسودانيين وصفه، باعتباره من أوائل السودانيين الذين حصلوا على شهادة الدكتوراه، وأحد المفكرين الاستثنائيين في المنطقة. يمن مونيتور/ خاص/ من محمد الشبيري
رحل المفكر الإسلامي حسن الترابي.. أو “الدكتور الترابي” كما يحلو للسودانيين وصفه، باعتباره من أوائل السودانيين الذين حصلوا على شهادة الدكتوراه، وأحد المفكرين الاستثنائيين في المنطقة.
رحل المفكر الإسلامي والسياسي السوداني الأشهر، بذبحة صدرية، اليوم السبت، عن عمر يناهز 83 عاما، قضى معظمها حاضراً في المشهد السياسي السوداني.
ولد حسن الترابي سنة 1932 في مدينة كسلا شرقي السودان، وسط أسرة متدينة ميسورة تنتمي إلى قبيلة البديرية، توفيت أمه وهو صغير، وكان والده قاضيا وشيخ طريقة صوفية فحفـّظه القرآن الكريم بعدة قراءات، ودرّسه علوم اللغة العربية والشريعة.
نال الترابي درجة الماجستير من جامعة “إكسفورد” البريطانية، عام 1957، ثم درجة “الدكتوارة”، في “القانون الدستوري”، من جامعة “السوربون” الفرنسية عام 1964.
يتقن الترابي أربع لغات بفصاحة وهي العربية، الإنجليزية، الفرنسية، والألمانية.
ويعد “الترابي” واحداً من أبرز قيادات العمل الإسلامي في السودان، منذ أن كان طالباً في “كلية الحقوق” بجامعة الخرطوم، في خمسينات القرن المنصرم.
عمل بعد عودته من فرنسا أستاذاً للقانون في جامعة الخرطوم، ومنحه موقعه هذا لعب دور هام في أوساط طلاب الجامعة واستقطابهم إلى حركة “الإخوان المسلمين” التي كان نشاطها يتركز في جامعة الخرطوم، لينتخب الرجل لاحقا زعيما للتنظيم  في السودان.
تبنى الترابي منهجاً استقلالياً عن الجماعة الأم في مصر، وتسبب ذلك في نشوب خلافات بينه وبين قادة آخرين، تجاوزت الخلافات التنظيمية، لتصل إلى طرح مفاهيم وأفكار جديدة من قبيل قضايا تتعلق بالحكم والأقليات والمرأة، إضافة إلى العديد من الأفكار التي أثارت جدلاً كبيراً.
لعب الترابي وتنظيمه دوراً محورياً في الانقلاب العسكري الذي تولى بموجبه “عمر البشير” رئاسة الجمهورية، لكن الأخير ما لبث أن عزل “الترابي”، من كل مناصبه في العام 1999، بعد أن تنقل بين وزارة العدل، الخارجية، والبرلمان.
أسس “الترابي” بعد ذلك حزب “المؤتمر الشعبي”، وانضم إلى كتلة المعارضة وتحالف مع حركات أخرى، وقاد جبهة مضادة لحكم الرئيس “البشير”.
واتهمت السلطات السودانية “الترابي” لأكثر من مرة، بالتخطيط لانقلاب عسكري ضد البشير، وتعرض بسبب تلك الاتهامات للاعتقال خلال السنوات الماضية من قبل جهاز الأمن السوداني، كم اعتقل عام 2009، نتيجة تأييده لاتهامات المحكمة الجنائية الدولية لـ”البشير”، بـ”إرتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وإبادة جماعية”، في إقليم دارفور غربي البلاد.
طرأ تحسن ملحوظ في علاقة الترابي والبشير، خلال الأشهر الماضية، وقبل الأول بفكرة الحوار مع الحكومة على الرغم من معارضة غالبية فصائل الرئيسية في البلاد تلك الدعوة، لكن المنية لم تمهل الرجل لإكمال هذه المهمة في بلد تعصف به الخلافات منذ سنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى