تداول ناشطون صورة لقتيل وهو على عجلة القيادة في ضواحي عدن , تحت خبر مسلح يقتل سائق شاحنة بسبب رفض نقله لسوق القات .
هذه المدينة التي أصبحت غير امنة لعابر سبيل , قادما من بلد الاغتراب , زائرا لبلده وأهله وناسه , تتقطع سبل طريقه وحوش على شكل جنود ضمائرهم فاسده وعقول تعشش فيها كراهية بغيضه .
مدينة غزتها الكراهية والعنصرية , بعقلية قادمة من أغوار العصبية والتخلف والجهل والانانية , و وجدت فيها نفوس ضعيفة تماهت مع هذا الغزو , وأخرى استلذت بنتائجه , وجمعتهم روح الثأر والانتقام من الآخر , وشكلوا كتلة حاقده دمرت كل ما هو جميل في المدينة , وشوهت أيقونتها وخصوصيتها وتعايشها .
عدن اليوم عبارة عن ثكنة عسكرية , كل شرطي وجندي فيها يأبى ان يستوعب خصوصيتها كمركز تجاري واقتصادي هام , ومدينة كونية تستوعب الجميع , وطريق مهم ورئيسي لعبور البضائع والسلع بكل اشكالها , وطريق عبور للناس مهم لليمن والمنطقة , مدينة وللمدينة طبيعتها ودورها , لا يستوعبه ريفي قروي , تربى على امتلاك الأرض , وعصبية العرق والسلالة , والصراع على حدود الأجداد الوهمية .
كم جرائم مشابهة ارتكبت , ولم تحرك ضمير من يسيطر على المدينة , ذلك الضمير الذي لا يأبه لسمعت المدينة وسمعته , ولم يستوعب معنى النظام والقانون , ولم ينصف مظلوم , عدد مهول من المجرمين والقتلة نفذوا من العقاب , بنظام وقانون البندقية والعقلية , اجتمعا ليشكلا واقع عدن البائس والمتعوس .
احترس انت في عدن , ان كنت تملك سيارة فخمة , او تحمل مال مغري , او بضاعة ثمينة , او شكلك لم يعجب العسكري , وكنت من مناطق لا يطيقها , من الشمال او الجنوب , او تعترض على موقف مهين وسلبي لجندي , فانت هدف ومستهدف , من عسكري بليد , وقائد اكثر بلادة , انت محضوض إذا نشر خبر استهدافك , قد تطول عملية المفاوضة في تحريرك منهم , او تموت على يد متهور في لحظة غضب او ولع , ما لم يكن عقل مخدر .
اريد لعدن ان لا تكون يمنية , وان يقتل ثغرها الباسم , وتقتل ارادتها في صنع التحول المنشود كعاصمة مؤقتة , اريد لها ان تكون مصدر لكل مؤامرات هذا التحول والدولة الاتحادية الضامنة للمواطنة , ولن تقبل عدن و تقاوم .
هذه عدن التي تقاوم ما يحصل لها , لقد صارت غير امنة لقاطنيها , بسبب تشكل نظام شمولي عفن يلغي الحياة المدنية او يمحيها , نظام الجبايات والسلب والنهب ,الحديث عن فصل السلطات واستقلال المؤسسات ضرب من الجنون في فوضى عنف يقودها زعيم مقدس ,تحرسه منطقة وسلالة ,وبدعم اسر حاكمه من الرجعية العربية ,التي تتعشم ان تعود عدن لقرية, لا تملك إمكانيات التنافس الاقتصادي والسياسي ,تحت سيطرة لعقول معاقة ومعيقة .
واقع عدن , مثال مخزي للقائمين عليها , ومرعب للأخرين , ومنهك للقاطنين , الدخول لعدن مجازفة غير محسوبة العواقب , سكانها في حالة يرثى لها , عدن الجوع والمجاعة , والخوف والمخافة , والظلم والقهر , في ظل متربعين احولهم تتحسن لمستوى البذخ والثراء , بالمتاجرة بأوجاع ومصائب عدن , ونهب وبسط الأراضي والمتنفسات والايرادات , وتسوية الجبال لتكن صالحة لمشاريع المتنفذين , والاستئثار بكل متنفس وشاطئ وموقع طبيعي , عدن تتعرض للنهب والبسط والاستحواذ والقضم والتجريف , وكل مفردات إفساد الأرض والانسان فيها , لتكن مدينة غير قابلة للتعايش والعيش الكريم , بسبب شوية وحوش لا ترحم ولم تترك رحمة ربنا تنزل على عدن , تلفظهم عدن , وان غدًا لناظره قريب .