روسيا تعترف ب”دونيتسك ولوغانسك” جمهوريتين شرقي أوكرانيا ما يصعد التوترات
يمن مونيتور/ متابعة:
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتراف بلاده باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في أوكرانيا، دونيتسك ولوغانسك، ووقع على مرسومين باعتراف روسيا بالجمهوريتين، طالبا من مجلس الدوما الاعتراف الفوري بهذا القرار ودعم الجمهوريتين.
وأعلن البيت الأبيض أن واشنطن ستفرض عقوبات على أي أفراد أو كيانات تتعامل مع المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا.
وفي كلمة للشعب الروسي، أكد بوتين أن أوكرانيا ” جزء لا يتجزأ من تاريخ روسيا”، وأعلن قرار الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوهانسك جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، مؤكدا أن القرارات المتخذة لحفظ الأمن الروسي.
وقال بوتين في الخطاب، إن الزعيم الشيوعي السابق جوزيف ستالين، حرر أوكرانيا ومنحها بعض الأراضي لتشكيل دولتها.. وهي جزء لا يتجزأ من تاريخنا.
ووقع الرئيس الروسي خلال الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك اتفاقات تعاون وصداقة مع المنطقتين الانفصاليتين الأوكرانيتين المدعومتين من موسكو.
وكان بوتين عقد اجتماعا طارئا لمجلس الأمن القومي الروسي، بحث فيه آخر التطورات السياسية والعسكرية المتعلقة بالأزمة الأوكرانية، وكشف الرئيس الروسي عن أنه سيتخذ قرارا بشأن الاعتراف بانفصال إقليمي لوهانسك ودونيتسك عن أوكرانيا.
إدانات غربية
ودان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمنطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا، قائلاً إن الخطوة تمثل انتهاكاً لاتفاقيات وقعت موسكو عليها.
وقال ستولتنبرغ في بيان “أدين قرار روسيا الاعتراف بـجمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوهانسك الشعبية المعلنتين من جانب واحد. يقوّض ذلك بشكل إضافي سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها ويضعف الجهود الرامية لحل النزاع وينتهك اتفاقيات مينسك التي تُعد روسيا طرفاً فيها”.
وشدد بوتن، خلال خطابه للشعب الروسي، على أن روسيا قدمت بشكل دائم مساعدات لشركائها في رابطة الدول المستقلة من الاتحاد السوفييتي، ومن بينها أوكرانيا.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن روسيا تحملت مسؤولية جميع ديون دول الاتحاد السوفيتي، مؤكداً أن المساعدات التي قدمتها روسيا لأوكرانيا منذ العام 1991 وصلت إلى أكثر من 150 مليار دولار.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن اعتراف روسيا باستقلال دونيتسك ولوهانسك يعتبر انتهاكا لوحدة أراضي أوكرانيا.
وأضاف جونسون، خلال مؤتمر صحفي، أن الاعتراف الروسي يشكل “تنصلا من عملية واتفاقيات مينسك” التي أبرمت في عام 2015بعد ضم روسيا لجزيرة القرم من أوكرانيا.
وطلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث الأزمة الأوكرانية.
وأعلن قصر الإليزيه أن ماكرون دان اعتراف موسكو بالانفصاليين الأوكرانيين وطالب بـ”عقوبات أوروبية محددة الأهداف”.
وكان ماكرون قد عقد اجتماعا مع مجلس الأمن والدفاع الوطني في فرنسا. وجاءت هذه الدعوة كرد فعل لاعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك في شرق أوكرانيا.
واشنطن: حملة شديدة العنف
أكد مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، الإثنين، أن روسيا تخطط لحملة “شديدة العنف” ضد أوكرانيا.
وفي حديثه لبرنامج “توداي” على شبكة “إن بي سي” الأمريكية، قال سوليفان إن لدى الولايات المتحدة معلومات استخبارية تشير إلى أنه سيكون هناك “شكل أكبر من الوحشية”، ولن تكون هذه مجرد حرب تقليدية بين جيشين.
وأضاف: “نعتقد أن أي عملية عسكرية، بحجم ونطاق ما نعتقد أن الروس يخططون له، ستكون عنيفة للغاية، وستكلف أرواح الأوكرانيين والروس المدنيين والعسكريين على حد سواء”.
وحذر من أن حرب روسيا على الشعب الأوكراني تهدف إلى “قمعه وسحقه وإيذائه”.
وفي وقت سابق الإثنين، أثارت باتشيبا نيل كروكر، سفيرة الولايات المتحدة لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، مخاوف بلدها بشأن “انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان في أعقاب غزو آخر” لأوكرانيا من قبل روسيا، بما في ذلك عمليات القتل والاختطاف والتعذيب.
وبعثت السفيرة برسالة إلى ميشيل باشيليت، المفوضة السامية لحقوق الانسان في الأمم المتحدة، نقلت فيها قلق الولايات المتحدة البالغ من أن يؤدي غزو روسي آخر لأوكرانيا إلى “معاناة إنسانية واسعة النطاق”.
وتصاعدت التوترات بشكل كبير في شرق أوكرانيا، حيث تشير تقارير عن عدد متزايد من انتهاكات وقف إطلاق النار، وحوادث قصف متعددة، وإجلاء المدنيين من المناطق الانفصالية الموالية لروسيا في دونيتسك ولوغانسك.
وفقًا للأمم المتحدة،، قُتل أكثر من 13 ألف شخص في اشتباكات بين الانفصاليين الموالين لروسيا وحكومة كييف منذ عام 2014 في دونباس بشرق أوكرانيا.