أردوغان يصل للإمارات في أول زيارة له منذ تسع سنوات
يمن مونيتور/ وكالات
وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى دولة الإمارات، الاثنين، في أول زيارة له للبلد الخليجي الثري منذ نحو 9 سنوات، بعد عودة الدفء للعلاقات بين الدولتين.
وقالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “وام” إنّ ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كان “في مقدمة مستقبلي أردوغان والوفد المرافق لدى وصوله مطار الرئاسة في أبوظبي”.
ومن المخطط أن يشارك الرئيس التركي في مأدبة عشاء رسمية يقيمها ولي عهد أبوظبي على شرفه عقب الاجتماع، وفق وكالة الأناضول التركية.
ويرافق أردوغان في زيارته إلى الإمارات؛ وزراء الخارجية مولود تشاووش أوغلو، والداخلية سليمان صويلو، والمالية نور الدين نباتي، والتجارة محمد موش، والصناعة والتكنولوجيا مصطفى ورانك، والنقل والبنى التحتية عادل قره إسماعيل أوغلو.
كما يرافقه وزيرا الثقافة والسياحة محمد نوري أرصوي، والزراعة والغابات بكر باكدميرلي، ورئيس دائرة الاتصال بالرئاسة فخر الدين ألطون، ومتحدث الرئاسة إبراهيم قالن، ورئيس هيئة الصناعات الدفاعية إسماعيل دمير.
وتأتي الزيارة بعد طي خلافات الماضي حول قضايا المنطقة، والتطور الكبير والمتسارع للعلاقات بين البلدين منذ زيارة ولي عهد أبوظبي في نوفمبر الماضي.
وقبيل مغادرته إلى أبوظبي قال الرئيس التركي إن زيارته للإمارات ستتطرق إلى التعاون مع الإمارات لتطوير الصناعات الدفاعية، إلى جانب التعاون في مجالات التعليم والصحة والثقافة وغيرها، مضيفاً أن “العلاقات بين تركيا والإمارات ستتعمق وتتطور أكثر”.
وأضاف الرئيس التركي أنه “مع زيارة ولي العهد، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى أنقرة في نوفمبر الماضي، بدأنا حقبة جديدة في العلاقات التركية الإماراتية، واليوم شرعنا في أبوظبي للبناء على هذا الزخم”.
وأوضح أردوغان أن “الحوار والتعاون بين تركيا والإمارات العربية المتحدة مهمان لسلام واستقرار منطقتنا بأكملها، ونحن لا نعتبر أمن واستقرار كل الدول الشقيقة في منطقة الخليج منفصلين عن أمن بلادنا”.
وبيّن أن “الإمارات العربية المتحدة من بين شركائنا التجاريين الرائدين، كما تقدم مساهمات كبيرة في بيئة الاستثمار الديناميكية في تركيا”.
وكانت وسائل إعلام تركية ذكرت أن أردوغان سيعقد اجتماعات ومحادثات في أبوظبي وإمارة دبي خلال زيارة للدولة الخليجية، وسيجري خلالها التوقيع على 12 اتفاقية في عدة مجالات، بينها الإعلام والاتصالات، والصناعة الدفاعية، والشحن البري والبحري، والزراعة، والتكنولوجيا، والصحة، وغيرها.
وانتشرت الأعلام التركية على جنبات بعض الطرق الرئيسية في أبوظبي، وفي مقدمتها الطريق المؤدي إلى قصر الوطن، احتفاءً بزيارة أردوغان.
وشهدت العلاقات الإماراتية – التركية، في نهاية عام 2021، نقلة نوعية تزامنت مع زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لتركيا، تلبية لدعوة وجهها الرئيس التركي، لتكون هذه الزيارة محطة رئيسية في مسيرة تعزيز العلاقات بين البلدين، والتي ترتكز على المصالح المشتركة بينهما.
ووقع الجانبان العديد من الاتفاقيات الاستراتيجية ومذكرات التفاهم بين البلدين لتعزيز التعاون الثنائي، منها 10 اتفاقيات ومذكرات تعاون أمنية واقتصادية وتكنولوجية.
ويشكل الجانب الاقتصادي أحد أبرز ركائز التعاون المتنامي بين البلدين؛ حيث تعود نشأة العلاقات الاقتصادية القوية بين الإمارات وتركيا إلى فترة تأسيس الاتحاد، وأخذت في التطور والنمو عبر السنوات.
وفي عام 1984 وقعت الدولتان اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني، تبعتها عدة اتفاقيات عززت التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
وبلغت قيمة التجارة بين البلدين في النصف الأول من عام 2021 أكثر من 26.4 مليار درهم (7,187 مليارات دولار) بقفزة نمو بلغت 100% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2020.
وأعلنت الإمارات مؤخراً تأسيس صندوق استثمار بقيمة 10 مليارات دولار أمريكي في تركيا يركز على الاستثمارات الاستراتيجية، وعلى رأسها القطاعات اللوجستية، ومنها الطاقة والصحة والغذاء.
وتشارك تركيا في إكسبو 2020 دبي، ويقع جناحها بمنطقة الاستدامة، وتم تصميمه تحت شعار “صنع المستقبل من أصل الحضارات”.
وتأتي تركيا في المرتبة الـ 11 بين أكبر الشركاء التجاريين لدولة الإمارات، فيما تمثل الأخيرة الشريك التجاري الثاني عشر لتركيا عالمياً والشريك التجاري الأكبر لتركيا على مستوى منطقة الخليج.
وفي تركيا ما يقارب 400 شركة مؤسسة برأس مال إماراتي، ويعتبر قطاع العقارات على رأس قائمة الاستثمارات الإماراتية في تركيا، إلى جانب استثمارات كبيرة في قطاع المصارف، وتشغيل الموانئ والقطاع السياحي.
وبلغ إجمالي تدفقات الاستثمار الإماراتي إلى تركيا نحو 18.4 مليار درهم (5 مليارات دولار) في نهاية عام 2020، فيما بلغ رصيد الاستثمارات التركية في الإمارات حتى بداية عام 2020 أكثر من 1.3 مليار درهم (353 مليون دولار).