هل يُستكمل تنفيذ “اتفاق الرياض” عقب لقاء “الزُبيدي” و”آل جابر”؟
يمن مونيتور/ خاص:
التقى رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والسفير السعودي لدى اليمن، يوم الاثنين، لبحث الخطوات القادمة لاستكمال تنفيذ “اتفق الرياض” الذي وقعه المجلس مع الحكومة اليمنية في 2019م.
وقال السفير محمد آل جابر إن لقاءاً مثمراً جمعه مع رئيس المجلس الانتقالي “عيدروس الزُبيدي” في الرياض، ناقش الخطوات القادمة لاستكمال اتفاق الرياض.
من جهته قال المجلس الانتقالي الجنوبي في بيان إن “الزُبيدي شدد على أهمية مواصلة الجهود الرامية لاستكمال ما تبقى من اتفاق الرياض باعتباره الأرضية الصلبة لتوحيد الجبهة وتعزيز العمل المشترك على مختلف الأصعدة”.
ولفت آل جابر أن الاجتماع ناقش “أهمية دعم الحكومة اليمنية وتوحيد الصف” لمواجهة الحوثيين.
وفيما قال بيان المجلس إن الزُبيدي أكد جاهزية قوات المجلس (شبه العسكرية) “لمواجهة التصعيد الحوثي في مختلف الجبهات”.
ويتضمن “اتفاق الرياض” الذي رعته السعودية (نوفمبر/تشرين الثاني2019) بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي عقب أربعة أشهر من سيطرة المجلس الانتقالي بدعم من الإمارات على عدن ومحافظات مجاورة: مشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي في حكومة جديدة جرى الإعلان عنها نهاية العام الماضي، مقابل دمج القوات التابعة للمجلس الانتقالي وعددها قرابة مائة ألف مقاتل ضمن وزارتي الدفاع والداخلية.
ولم يعلن بشكل واضح إذا ما كان تم الاتفاق على استكمال تنفيذ اتفاق الرياض، وجرى تنفيذ جزء من الاتفاق المتعلق بتشكيل حكومة جديدة تضم وزراء من المجلس الانتقالي في ديسمبر/كانون الأول 2020م، لكن ما يزال المجلس يرفض دمج قواته في القوات الحكومية.
وقال مسؤول في الحكومة اليمنية بالرياض لـ”يمن مونيتور”: إن السعودية وكذلك الحكومة اليمنية تريدان تنفيذ اتفاق الرياض لطمأنة الفاعلين الدوليين الذين ينوون دعم الاقتصاد الوطني واستقرار العملة.
ولفت المسؤول إلى أن “التحركات في الرياض الفترة الأخيرة مرتبطة بدعم الاقتصاد المصحوب بإجراءات فاعلة أبرزها استكمال تنفيذ اتفاق الرياض بصفة أن المجلس الانتقالي يملك القدرة والتاريخ القريب في التأثير على عمل الحكومة”.
وقال المسؤول إن “الرئاسة أزاحت محافظ شبوة محمد بن عديو، الذي كان المجلس الانتقالي يتحجج به لتنفيذ اتفاق الرياض، على الرغم من عدم وجود أي نص في الاتفاق بشأن المحافظين كما يدعي المجلس الانتقالي”.
وأدى عوض الوزير المحافظ الجديد المُعين، يوم الاثنين، اليمين الدستوري أمام الرئيس عبدربه منصور هادي في الرياض.
وأشار المسؤول إلى أن السعودية تريد -أيضاً- تصعيد الضغط العسكري على الحوثيين خلال الفترة القادمة وستكون محافظة شبوة منطلقاً لتلك الضغوط.
وعند سؤاله حول إمكانية دمج القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في القوات الحكومية قال المسؤول: لا اعتقد أن المجلس يستجيب وكل ما في الأمر أن الحكومة تستمر في تقديم التنازلات تتبعها تنازلات بطلب من السعودية أملاً في استجابة المجلس المدعوم من الإمارات.
وتحدث المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخوّل بالحديث لوسائل الإعلام.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من377ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.