الحوثيون يصعدون هجماتهم على السعودية مع احتدام المعارك داخل اليمن
يمن مونيتور/ خاص:
صَعد الحوثيون من هجماتهم على المملكة العربية السعودية، في وقت تتصاعد المعارك داخل البلاد مع زيادة ملحوظة في الغارات الجوية على مواقع الحوثيين.
وقالت جماعة الحوثي المسلحة، يوم السبت، إنها أطلقت 14 طائرة مسيرة محملة بالقنابل لمهاجمة عدة مطارات ومنشآت نفطية في السعودية.
وقال متحدث باسم الحوثيين: “استهدفنا قاعدة الملك خالد الجوية في مدينة الرياض بأربع طائرات مسيرة، وضربنا أهدافا عسكرية في مطار الملك عبد الله الدولي ومصافي أرامكو النفطية في مدينة جدة بأربع طائرات مسيرة، وضربنا هدفا عسكريا في مطار أبها الدولي بمدينة أبها بطائرة مسيرة”.
واحتوى بيان متحدث الحوثيين على معلومات غير دقيقة: إذ ذكر المطار الدولي في جدة باسم خاطئ حيث يدعى “مطار الملك عبدالعزيز” وليس مطار “الملك عبدالله”، وأشار إلى موقع قاعدة “الملك خالد” بشكل خاطئ إذ ذكر أنها في “الرياض” لكنها تقع في “عسير” جنوب السعودية.
وأضاف أن “طائرات مسيرة استهدفت مواقع عسكرية أخرى في مدن جازان ونجران وأبها بخمس طائرات مسيرة”.
في غضون ذلك، قال التحالف إن الدفاعات السعودية اعترضت عدة طائرات مسيّرة محملة بالمتفجرات، ليل الجمعة/السبت، واليوم السبت، أطلقها الحوثيون باتجاه السعودية، كما أنه “يتعامل مع تهديدات أخرى للحوثيين”.
نقلت وكالة الأنباء السعودية يوم السبت عن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن قوله إنه ضرب 13 هدفا في عملية عسكرية “نوعية” ضد الحوثيين.
وأضاف التحالف أن العملية استهدفت مخازن أسلحة ومنظومات دفاع جوي واتصالات لإطلاق طائرات مسيرة في محافظات صنعاء وصعدة ومأرب اليمنية.
وقالت صحيفة وول استريت جورنال الأمريكية، إن السعودية التي تقود التحالف العربي بدأت عملية إعادة تقييم داخلية “لاستراتيجيتها” في اليمن.
ونقلت الصحيفة في تقرير يوم السبت، عن أشخاص مطلعين إن المملكة العربية السعودية أطلقت إعادة تقييم داخلية لاستراتيجيتها في اليمن التي تنافس لتحقيق أهدافها في وقت لاحق من هذا الشهر.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين السعوديين طلبوا من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تقديم دعم استخباراتي وعسكري لاستهداف المواقع التي يستخدمها الحوثيون لإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ باليستية على مدن سعودية.
بالتزامن مع ذلك تصاعدت المعارك في اليمن، مع تراجع مفاجئ الأسبوع الماضي للقوات المشتركة المتحالفة مع القوات الحكومية من مناطق جنوبي محافظة الحديدة غربي اليمن، لكنها حققت اليومين الماضيين سيطرة على مواقع استراتيجية شرق مدينة الحديدة.
وقال مصدر عسكري إن القوات المشتركة أمنت مديرية حيس المجاورة لمديرية الخوخة في الحديدة، وحررت مناطق “جبل غازية، وظمى، القلمة، عرفان، والحيط” في “حيس”.
وقالت القوات المشتركة، إنها “تمكنت من السيطرة على المناطق الواقعة على تخوم محافظتي تعز وإب بالكامل، مع استمرار التقدم نحو جبهات جديدة باتجاه مديرية الجراحي، وأخرى تجاه إب وتعز”.
في محافظة مأرب قال مصدر عسكري إن القوات الحكومية تمكنت من السيطرة على عدة مناطق في “أم ريش” في مديرية الجوبة بعد صد هجوم للحوثيين في المنطقة.
وأضاف أن القوات الحكومية سيطرت على مواقع جديدة في “منطقة ذنة” بمديرية صرواح جنوبي مأرب.
“مدينة مأرب” الغنية بالنفط التي يحاول الحوثيون السيطرة عليها منذ سنوات وبدأت حملتهم الجديدة في فبراير/شباط الماضي، هي المعقل الأخير للحكومة اليمنية شمالي اليمن ومركز عملياتها العسكرية ضد الحوثيين منذ 2015م. وقال الحوثيون إن قرابة 15 ألف من مقاتليهم قُتلوا في معارك مأرب منذ يونيو/حزيران الماضي.
ويتواجد في مأرب أكثر من مليوني نازح، فروا من مناطق الحوثيين أو من مناطق القِتال بين الحكومة الشرعية والحوثيين والتي تمتد على أكثر من 54 جبهة قِتال.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.