كتابات خاصة

فبراير.. كانت لنا أحلام!

فكرية شحرة

المرأة التي ساندت الثورة الخالدة بالغذاء والدواء وبالدم المراق، شأنها شأن الرجل كان لها فخر الفداء والتضحية والصبر والكفاح الذي لا ينثني ضد اجتياح طاعون المليشيا الظلامية، ولنا في نساء تعز خير مثال يقتدى.

لعل أكثر من يمتن لشروقه المنير هن نساء اليمن.
ففي ثورة فبراير كانت البصمة المشرقة للمرأة اليمنية في كل مجال يخصها وكل مجال تشاركت به مع الرجل.
لقد اخرجتها ثورة فبراير من عتمة اللا حضور إلى وهج المشاركة البارزة، صار فيه الوجود النسوي ذو ملامح واقعية حقيقية في كل ما كان حلما صعب المنال، لقد علا صوت المرأة اليمنية فعلا في المطالبة بحقها في الوجود، بل وأصبح لها صوت مرتفع ليس في المظاهرات فقط بعد أن كان عارا وشناراً، بل فيما كان تقرير للمصير.
في فبراير صار نصف القمر المظلم في المجتمع نيرا، يعطي بلا حدود واقتحم مجاهل المشاركة في النضال السلمي بالكلمة والفن والأدب والعمل المجتمعي.
المرأة التي ساندت الثورة الخالدة بالغذاء والدواء وبالدم المراق، شأنها شأن الرجل كان لها فخر الفداء والتضحية والصبر والكفاح الذي لا ينثني ضد اجتياح طاعون المليشيا الظلامية، ولنا في نساء تعز خير مثال يقتدى.
لقد قادت المظاهرات وعلت المنابر وقالت أخيراً كلمتها كنصف مجتمع أطال الصمت دهراً. 
لقد شاركت الرجل الحلم الكبير ببناء دولة مدنية تحترم الإنسان أياً كان نوعه.
فبراير الذي جمع قلوبنا على صوت وهتاف واحد ومطلب عادل شهد تهاوي الحلم وتمزق أمننا، رأى كيف ذاق الشتات أبناؤه في كل أرض وكيف خانتهم الحذاقة والسياسة..
يوم ترك الداء ينمو في أحشاء الخيام، ويستشري في مدننا باسم السلام، ويقطع أوصالنا في حصار وقتل، رأى كيف صار أبطاله بين شهيد وطريد ومعتقل وملاحق!
فأين أخطأنا؟
وقد كانت الآمال نهراً نغرف منه ما يروي أبناءنا جيلاً بعد جيل، كان منها ما تراكم حلم بعد حلم، وكان الطريق شاق طويل.
إنما منذ متى كانت الآمال تصنع حكماً أو تبني دولة أو تقيم عدلاً.
ونحن نحتفي بيومك العظيم حين انطلقت شرارة الحرية، نحن نحتفي فيه بعقولنا التي انتفضت بعد أن استكانت للخداع عقوداً، إنه يوم ثورة الشباب الذين كانت أحلامهم تسامق السحاب علواً وهمة، ثورة الوعي الذي تغافل الآباء عنه، ثورة الحق ضد الباطل وفهلوة الحكم، ثورة ضد ركود الأحلام والقنوع بالفتات، ثورة من أجلها سالت الدماء البريئة الطاهرة وخضبت شوارع الاعتصامات.
فكيف نستكين بعد أن خطف حلم الثورة بثورة مزيفة، وهل نقبل ما أرادوه لنا من ذل وهوان بعد مسلسل تضحيات امتدت لخمسة أعوام.
لقد رأينا بأعيننا ماذا تصنع الثورات المزيفة من خراب في أوطانها باسم الجرعة، وشهدنا حقارة نظام استبسل كي لا تقوم لثورة فبراير المجيدة قائمة لأنها امتداد لثورة سبتمبر ضد نفس الحكم والعقلية.
لقد آن الأوان أن تعود جمهوريتنا العظيمة، وآن الأوان يا فبراير أن يكتمل حلم المدنية لا رجعية ولا أمامية..
لنحتفي بـ 11 فبراير المجيد.. لأنه سيعود.. حتماً سيعود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى