الحوثيون يعتقلون عشرات اليمنيين من المناطق التي غادرتها القوات المشتركة غربي البلاد
يمن مونيتور/ خاص:
قال مصدر أمني وسكان، يوم السبت، إن جماعة الحوثي المسلحة اعتقلت عشرات الأشخاص من المناطق التي انسحبت منها القوات المشتركة المدعومة من الإمارات والموالية للحكومة الشرعية، جنوبي محافظة الحديدة غربي اليمن.
وقال المصدر لـ”يمن مونيتور” إن الاعتقالات طالت عشرات الأشخاص بتهمة دعمهم للقوات المشتركة أو الحكومة اليمنية، أو أن لهم أقارب يقاتلون في صفوفهم.
وسيطر الحوثيون على العديد من المناطق في محيط مدينة الحديدة (كيلو 16 والمنظر ومديرية الدريهمي وصولاً إلى معظم مديرية التحيتا)، فور انسحاب غامض للقوات المشتركة التي يقودها طارق صالح نجل شقيق الرئيس اليمني السابق.
وقال محمد التهامي، اسم مستعار، إن الحوثيين اختطفوا شقيقه وأربعة آخرين من أبناء عمومته من “الدريهمي” من منازلهم بعد اقتحامها وترويع السكان.
ولفت إلى أنه جرى “اختطافهم إلى أماكن مجهولة”.
وقال المصدر الأمني أن بعض المعتقلين نُقلوا إلى مدينة الحديدة، فيما يبقى عشرات آخرين في أقسام الشرطة ومديريات الأمن، ومنازل سيطر عليها الحوثيون وحولوها إلى سجون.
وتحدث المصدر شريطة عدم الكشف عن هويته خشية الانتقام.
وقال سكان إن عشرات الأسر غادرت المناطق التي سيطر عليها الحوثيون في تلك المناطق، وانتقلوا إلى مديرتي “الخوخة، المخا” الخاضعتان للقوات المشتركة.
وقال التهامي إن “الجميع يخشى بطش الحوثيين، واستعار الحرب من جديد”.
في السياق ذاته قال مصدر عسكري في المقاومة التهامية ل”يمن مونيتور” إن القوات تمكنت من التصدي لهجوم الحوثيين الهادف للسيطرة على “ميناء الحيمة” المحلي في أقصى مديرية التحيتا، المجاورة لمديرية الخوخة حيث تعيد القوات ترتيب نفسها.
وأضاف المصدر أن ستة جنود أصيبوا بهجوم الحوثيين بسيارة مفخخة استهدف ميناء الحيمة.
وتغيّرت “خطوط التماس” بشكل مفاجئ في محيط مدينة الحديدة منذ يوم الخميس حيث انسحب القوات المشتركة من عدة مناطق في “كيلو16 وصولاً إلى المنظر، والنخيلة، ومديرية الدريهمي ومعظم مديرية التحيتا”، وعادت القوات إلى منطقة “الخوخة” المجاورة و”المخا” مركز العمليات العسكرية للقوات التي يقودها “طارق صالح” (نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح).
وقال المصدر العسكري إن عدد الألوية التي انسحبت أكثر من 10 ألوية.
وأقرت القوات المشتركة التي تضم “ألوية العمالقة والمقاومة الوطنية وألوية المقاومة التهامية”، بالانسحابات الأخيرة من مواقعها في مناطق جنوب وشرقي مدينة الحديدة، وإعادة الانتشار في مديرية الخوخة ومديرية المخا.
وعزت هذه القوات في بيان لها صدر الجمعة، قرار الانسحابات الأخيرة من مدينة الحديدة في ضوء خطة إعادة الانتشار المحددة في اتفاق “ستوكهولم”.
لكن فريق الحكومة اليمنية في لجنة تنسيق إعادة الانتشار التي تشكلت عقب اتفاق ستوكهولم، قال في بيان له إن ما يجري حاليا في الساحل الغربي من إعادة انتشار للقوات يتم دون معرفة الفريق الحكومي وبدون أي تنسيق مسبق معه.
في السياق ذاته، قالت بعثة الأمم المتحدة بالحديدة (أونمها) إنه ليس لديها علم مسبق بانسحاب القوات المشتركة من المدينة.
القوات المشتركة يقودها طارق صالح نجل شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي بدّل تحالفه من الحوثيين إلى التحالف العربي الذي تقوده السعودية بعد أن قتل الحوثيون عمه في ديسمبر/كانون الأول 2017م. ولا تخضع هذه القوات لهيئة الأركان اليمنية وتتلقى دعمها من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.