الحكومة اليمنية تدعو إلى وقف المعارك الجانبية “في شبوة ومحافظات أخرى” وتوحيد الجهود ضد الحوثيين
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
دعت الحكومة اليمنية، يوم السبت، إلى إيقاف أعمال التصعيد والمعارك الجانبية خاصة “في مناطق الاشتباك مع الحوثيين في شبوة والمحافظات الأخرى”؛ وأقرت مشروع خطة تدخلات عاجلة في المسارين الاقتصادي والعسكري.
جاء ذلك، خلال اجتماع لمجلس الوزراء اليمني، بالعاصمة اليمنية المؤقتة عدن، وفق ما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية(سبأ).
وتمكن الجيش الوطني من استعادة السيطرة على “معسكر العلم” في شبوة بعد خروج القوات الإماراتية، ومنعت قوات “النخبة الشبوانية” التابعة للمجلس الانتقالي والمدعومة إماراتياً من السيطرة عليه.
وقالت الوكالة إن مجلس الوزراء دعا إلى إيقاف أعمال التصعيد والمعارك الجانبية التي لا تخدم المشروع الوطني، وخصوصا في مناطق الاشتباك مع “العدو الحوثي” في محافظة شبوة والمحافظات الأخرى.
ورحب المجلس بدعوة “طارق صالح” قائد ما يعرف ب”المقاومة الوطنية” في الساحل الغربي والمدعومة إماراتياً، بشأن توحيد الجبهة الوطنية لمقاومة الحوثيين. كما رحب بما صدر عن “المجلس الانتقالي الجنوبي (مدعوم من الإمارات)” من ترحيب بدعوة “طارق صالح”، مؤكداُ على أهمية العمل جميعا على توحيد الصف لمواجهة الحوثيين واستعادة الدولة.
وأكد مجلس الوزراء أن “الضرورات والأخطار المحدقة تستوجب من الجميع وتحت مظلة الشرعية العمل بجهد موحد للانتصار في المعركة المصيرية والوجودية لليمن والعرب جميعا”.
وخلال الاجتماع، ايضاً، أقر المجلس مشروع خطة للتدخلات العاجلة للحكومة في المسارين العسكري والاقتصادي، والمتضمنة جملة من السياسات العاجلة والحازمة وفقا للأولويات الملحة في المسارين، وحددت عدد من الأولويات والإجراءات التنفيذية اللازمة لدعم المسار العسكري.
وفي المسار الاقتصادي، شددت الخطة على تنمية الموارد وتنظيم السوق المالية وضبط سوق العملة، واتخاذ كافة التدابير الضرورية لإيقاف الانهيار الاقتصادي وتحسين معيشة وحياة المواطنين.
وأقر المجلس تشكيل لجنتين وزاريتين برئاسة رئيس الوزراء، لوضع ومتابعة تنفيذ مشروع الخطة في المسارين العسكري والاقتصادي والاشراف المباشر على تنفيذها
والخميس، قال العميد طارق محمد صالح إن محافظة مأرب تخوض اليوم المعركة مع مليشيا الحوثيين “وحيدة”، داعياً إلى تشكيل جبهة مقاومة موحدة من الأحزاب والقوى السياسية والمجلس الانتقالي لاستعادة الجمهورية والدولة تحت إطار الشرعية والتحالف العربي.
وطالب طارق صالح خلال اجتماع لما يسمى بـ”المكتب السياسي للمقاومة الوطنية” الذي يرأسه، عقده بمدينة المخا إلى بناء “شراكات حقيقية مع القوى السياسية الفاعلة الموجودة في الساحة اليمنية من أحزاب ومقاومات شعبية (..) وتشكيل مقاومة حقيقية وشيء يستطيع أن يواجه المشروع الإيراني المشروع الكهنوتي”.
ويحاول الحوثيون منذ سنوات السيطرة على “مدينة مأرب” الغنية بالنفط وبدأت حملتهم الجديدة في فبراير/شباط الماضي لكنهم يتلقون مقاومة عنيفة من الجيش الوطني ورجال القبائل. ومدينة مأرب هي المعقل الأخير للحكومة اليمنية شمالي اليمن ومركز عملياته العسكرية ضد الحوثيين منذ 2015م.
ويقود طارق صالح “القوات المشتركة”-المقاومة الوطنية، وقوات العمالقة، والمقاومة التهامية- وهو نجل شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي بدّل تحالفه من الحوثيين إلى التحالف العربي الذي تقوده السعودية بعد أن قتل الحوثيون عمه في ديسمبر/كانون الأول 2017م. ولا تخضع هذه القوات لهيئة الأركان اليمنية وتتلقى دعمها من دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويستمر الريال اليمني في الانهيار في مناطق الحكومة الشرعية وسجل مطلع هذا الأسبوع أكبر انهيارته ب(1350 ريال) للدولار الواحد.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.