شعراء كتبوا لأيوب “9”.. إبراهيم الحضراني “لقاء الحبايب”
يمن مونيتور/ خليل القاهري
{الحبايب سقى الباري ديار الحبايب
بين (سيئون)و(الحوطة)و(صنعاء)و(مارب)}
——————
- هذه الحمينية المكسوة بالوطنية وعميق الانتماء ،مثلت ولاتزال واحدة من الملاحم الكبيرة التي كتبها الشاعر الكبير المرحوم /إبراهيم الحضراني/،وحققت ذلك الذيوع الكبير من خلال صوت الفنان أيوب طارش،
ذيوع مرده بلاشك الى ذلك الكمال الذي أضفاه أيوب لحناً وغناء على هذه القصيدة التي مثلت ولا تزال واحدة من أكثر الأعمال الفنية التي يحفظها اليمنيون ويرددون أبياتها بذلك اللحن الأيوبي الخالد ..
- الحضراني الذي ولد في العام 1918 في قرية حضران بمحافظة ذمار كتب هذه القصيدة المتقنة ذات الأبعاد والدلالات الكبيرة في لقاء بين أدباء والشمال والجنوب ومن خلالها بدا واضحا لديه الحنين الى وحدة البلاد منذ وقت مبكر ،ولعل ذلك التنقل في القصيدة بين مناطق ومعالم من مختلف أنحاء اليمن ترجم مقاصد الحضراني وهو يقول في القصيدة ذاتها :-
{عانقي ياجبال ريمة شماريخ (شمسان )
وانت ياوادي (القرية)تفسّح(لبيحان)
قالوا اليوم في(صعدة)حصل حفل طنان،
والتقينا الجميع في عرس(حسناء)و(حسان )
(باوزير )صدّر (الحناء)مع غصن (ريحان)
و(التتن)صدّره و(البن)من سفح(صعفان)
والتقى(الآنسي )و(المرشدي)و(القمندان)
هذا التطواف ليس عابراً بل يبدو أنه مصحوب بالآمال والسعادة والفرح والخيال في آن واحد ،
تطواف ينشد لم الشمل وصلاح الشأن ،
- •يمضي الحضراني المتوفى رحمه الله في 24 نوفمبر 2007 فـــي الدعاء لهذه الديار واستعراض أمجادها ،
استعراض تفنن به أيوب في الانتقالات اللحنية وهو يقول :-
(الحبايب سقى الباري ديار الحبايب
بين سيئون والحوطة وصنعاء ومارب ..
إلى قوله ..
(والأمور سابرة والخير من كل جانب
العسل دوعني والبر من قاع جهران
دان ..لادان..بانسمر على نغمة الدان ..
وكذلك قوله :-
(كاذية حسنها يسبي وهاقد سباني
سحر (بير العزب)فيها ونفحة (خباني)
- •الحضراني شاعر غزير الانتاج ،وخلال سني عمره التسعين كانت محطات حياته بين ذمار وتعز وصنعاء حافلة بالعطاء الإبداعي والمواقع الوظيفية داخل اليمن وخارجها في المجالات السياسية والديبلوماسية والثقافية ،وكان واحداً من أهم الشعراء الذين أسهموا في تشكيل الذائقة اليمنية ..
- يمكنكم التوقف قليلا مع الحضراني وأيوب طارش في هذه الرائعة الفنية لتدركوا كيف عاش أدباء ومثقفو اليمن وشعراؤها يهيمون في حب هذه البلاد ويتوقون الى ازدهار يعم أرجائها ووحدة تلم شتاتها،بينما وصل الحال بشعراء ومثقفي اليوم الى واقع جعل لقمة العيش وسبل الحياة غاية المطلب ..
المصدر: نقلاً من صفحة الكاتب على فيسبوك